إشارات / راشد عبد الرحيم *مهام تنتظر الحكومة*
إشارات /
راشد عبد الرحيم
*مهام تنتظر الحكومة*
عند تعيين الدكتور علي الحاج وزيرا للتجارة دخل في صراع كبير مع منتجي واحدة من اهم السلع ،
ذهبت إليه لإجراء حوار صحفي بعد نهايته قلت له أن الذين تصارعهم لهم نفوذ مالي و سياسي قد يهدد وجودك في الوزارة و كانت في خلفية مكتبه صورا للوزراء قبله و تواريخ تعيينهم و مغادرتهم قال لي ( لاحظ للتواريخ في هذه الصور لقد تأملتها و وجدت أن متوسط عمر الوزير أشهرا أنا تعديتها و لن أكون نشازا )
وزارة كامل إدريس إستغرقت وقتا و جاءت بعد تداولات و أزمات في التعيين و لن تكون هذه الوزراة نشازا بحكم عمر الحكومات في السودان وفقا لقياس د علي الحاج .
كما ان معدلات الرئاسة و الحكومات في الغرب لا يتجاوز الخمس سنوات إلا في القليل منها .
حتي تستطيع الحكومة ان تنجز فإن امامها مهام و اعمال عليها ان تقبل عليها اولا .
وقعت تداولات حول حصة و وزراء فصائل إتفاق جوبا و محاصرة إفرازتها تحتاج جهدا .
بحكم خبرات و علاقات رئيس الحكومة توسعت التعيينات من الأكاديميين و أساتذة الجامعات و لبعدهم عن الخدمة المدنية يحتاجون عونا يمكن توفيره بالتوسع في المساحة المتاحة للوكلاء و كوادر الوزرات .
مع ان تولي رئيس الوزراء وزارة الخارجية ليست بدعا و لكن ما يمر به السودان في حاجة لعمل خارجي كبير و تعيين وزير دولة ربما يخفف العبء علي وزيرها مع تكليفه الأكبر و الأساس .
هذه التفاعلات و النتائج تلقي عبئا اكبر علي وزارة الإعلام و يمكن ان تسهم في تجاوزه بسياسة و أداء تخاطب به الشعب السواني و العالم الخارجي .
من واقع إنتمائي للمهنة اطرح ما يمكن إعتباره رأيا مساعدا أكثر من كونه نقدا .
الوزير القديم الجديد الأعيسر رجل إعلامي له كسب مقدر و عظيم في حرب الكرامة و أبلي بلاء حسنا .
مهام الوزير تختلف عن الإعلامي و من تجربة الوزير السابقة يمكن ملاحظة أمر مهم و هو ان مكونات الوزارة المهمة لم يحدث فيها تغيير و لم يبرز لها عمل بحجم المطلوب منها و أختصر بما يلي .
أولا النجاح الأكبر و المهم لوكالة السودان للأنباء يكمن في أن تكون هي المصدر الأول لأخبار الحكومة محليا و للسودان خارجيا و الوكالة بعيدة عن ذلك .
ثانيا . التلفزيون نجاحه في ان تكون شاشته هو ما تنقله الشاشات الخارجية عن السودان .
كما ان عليه ان يعكس هموم و شواغل الرأي العام .
ثالثا .التلفزيون و الوكالة بعيدان عن ذلك و لم يكن لهما مراسلون حربيون عند إشتداد الحرب خاصة و أنه يمكن أن يتاح لهما مرافقة القوات و خصهما بأخبار المعارك و الميدان بالسرعة التي توفر المواكبة .
كما تقلص اداء المراسلين الولائيين .
ثمة ملاحظات تخص السيد الوزير فقد كان ينشر صوره و أخباره في الصفحات الرسمية للوزارة و بصورة كبيرة و ملحوظة و لم يكن السيد الوزير يفرق بين صفحته الشخصية في الوسائط و تلك الرسمية .
درج الوزير علي كتابة أخبار نشاطاته الرسمية بنفسه و بطابع خاص مثل القول ( التقيت اليوم فلانا ) و الخبر المنشور ليس شخصيا بل هو عمل رسمي بحكم وظيفته و الأوفق ان يقول الخبر( إلتقي وزير الإعلام ) و ليس إلتقيت ، ذلك يبين ان كوادر الوزارة لم تكن تجد المساحة لتعمل كما تقتضيه المهنة .
نواجه اليوم توسعا و سيطرة علي وسائط التواصل الإجتماعي و ليس هنالك من صلة تربط بين وزارة الإتصالات و وزارة الإعلام و ليتهما كانتا وزارة واحدة حتي تحسم فوضي الوسائط التي يسهل التحكم فيها و تقليل أضرارها إذا كانت الوزراة واحدة .
كثير من الوزارات لها ناطقون رسميون و لكنهم يعملون من جذر معزولة و أداؤهم بنسق واحد يعظم من أثرهم .
العبء الأكبر في نجاح عمل الحكومة و الدولة يقع علي الإعلام .
القبول الذي وجده رئيس الوزراء خارجيا و داخليا عليه و علي حكومته ألا يفرطا فيه و أن يكون الأداء مساهما بقوة في فترة قادمة نواجه فيها عواقب الحرب الداخلية و الخارجية .
*مهام تنتظر الحكومة*