منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*لكنها غارت ..!!* الطاهر ساتي

0

*لكنها غارت ..!!*

الطاهر ساتي

:: بالأمس سارت رُكبان مواقع التواصل بحكاية المحتال بالإسكندرية الذي نصب على بني جلدته العائدين إلى ديارهم، و بالأمس أيضاً كتبت مآساة بعض أبناء بلادنا بسلطنة عمان، ( 2000 مواطن)، وهم المخالفين المُلزمين بالعودة إلى ديارهم..قصتان، كان القاسم المشترك بينها ضحايا الحرب بالخارج .. ومشكوراً، إستجاب سعادة الفريق مهندس ميرغني إدريس، المدير العام لمنظومة الصناعات الدفاعية، وإنفعل بالمأساتين، و وجه أركان حرب المنظومة بحل الأزمتين..!!

:: الحمد لله، إجراءات حل أزمة المخالفين بسلطنة عمان تمضي بهدوء، ولكن حدث شئ غريب في أزمة ضحايا محتال الإسكندرية .. فجأة ظهرت السفارة السودانية بالقاهرة، أي بعد خمسة أيام من الاحتيال، وبعد إعلان منظومة الصناعات الدفاعية نقلهم إلى رديارهم.. ظهرت السفارة وجمعت أموالاً من بعض رجال الأعمال، وأبعدت المنظومة، وتولت أمر ترحيل ضحايا المحتال، ليس إلى ديارهم، بل إلى أسوان فقط، و أن تُكمل المنظومة رحلتهم، بنقلهم إلى ديارهم ..!!

:: ليبقى السؤال، لماذا ظهرت السفارة في هذا التوقيت، أي بعد أن تفاقمت الأزمة و أصبحت قضية رأي عام، ثم حلتها المنظومة؟.. و الغريب في الأمر، لم تظهر السفارة بميزانيتها، بل بتبرعات جمعها من رجال أعمال، وهي لاتكفي لتوصيل الضحايا إلى بيوتهم، بل إلى أسوان فقط، فيما كانت المنظومة جاهزة لتوصيلهم إلى بيوتهم بلا تبرعات..!!

:: ليس هناك أي تفسير لتصرف السفارة غير أنها ( غارت) من سرعة إستجابة المنظومة لنداء الضحايا ..والغيرة هنا ليست ذات معنى، إذ كانت عليها أن تُغير قبل أن تتفاقم الأزمة ويفترش الضحايا الأرض، وقبل وقوع الاحتيال.. نعم، لو كانت السفارة تؤدي دورها في رعاية وحماية الجالية كما يجب، لما وجد المحتال فرص الاحتيال ..ومن مهام السفارات الإشراف على مبادرات وأنشطة أفراد الجالية وتنظيمها ومراقبتها، بحيث لايحتال عليهم أحد ..!!

:: ثم أن السفارة غارت في غير زمانها، أي بعد حدوث الأزمة وتفاقمها، وبعد توفر الحل بواسطة المنظومة.. ثم هي غارت من جهة ليست غريبة، بل هي – مثلها – من أجهزة الدولة، وهي المنظومة، وقد بلغت الغيرة ذروتها حد جمع التبرعات.. والحمد لله الذي سخّر للسفارة رجال أعمال، فلولاهم ربما لباعوا مباني السفارة لتفويج الضحايا، ليس حبهم فيهم ولا خوفاً عليهم، ولكن لكي لا تفوّجهم المنظومة وتنال رضا الحكومة الضحايا والرأي العام، ( يعني شغل ضرات )..!!

:: لو كانت الأُمور تُدار بمسؤولية و تجانس، لتركت السفارة أمر تفويج ضحايا المحتال للمنظومة، ولإستفادت من تبرعات رجال الأعمال في تفويج مجموعات أخرى، وما أكثرها.. والملفت للإنتباه في بيان السفارة، ما يلي : (أشرفت السفارة السودانية على تنفيذ مبادرة لإجلاء أكثر من (1,200) مواطن سوداني إلى أرض الوطن، بعد أن واجهت المبادرة – التي أطلقها أحد أبناء الجالية السودانية – تعثّراً مفاجئاً بمدينة الاسكندرية)، فهل الاحتيال أصبح تعثُراً في قواميس اللغة، أم لسفارتنا بالقاهرة قاموس خاص ..؟؟

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.