منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

تحقيق: إسماعيل جبريل تيسو.. *يواجهون ظروفاً إنسانية بالغة التعقيد في سلطنة عمان* *العالقون السودانيون،، الاختبار الأول “لحكومة الأمل”*

0

تحقيق: إسماعيل جبريل تيسو..

 

*يواجهون ظروفاً إنسانية بالغة التعقيد في سلطنة عمان*
*العالقون السودانيون،، الاختبار الأول “لحكومة الأمل”*

تحقيق: إسماعيل جبريل تيسو..

*يواجهون ظروفاً إنسانية بالغة التعقيد في سلطنة عمان*
*العالقون السودانيون،، الاختبار الأول “لحكومة الأمل”*

اصطدموا بقوانين، منعتهم من الاندماج في سوق العمل العُماني..

فرّوا من جحيم الحرب، ليواجهوا الغرامات وشبح السجون..

عدم القدرة المالية، تبطيء مشروع العودة الطوعية..

جهود متعاظمة لسفارة السودان، واليد الواحدة لا تصفق..

السفير متولي: نسعى مع السلطات العُمانية لتمديد الإعفاءات حتى نهاية العام..

 

 

ماتزال فضاءات التايم لاين تضجُّ بقضية السودانيين العالقين في سلطنة عمان والذين يكابدون ظروفاً إنسانية قاسية بعد أن تقطعت بهم السبل وأصبحوا يواجهون مصيراً مجهولاً لفشلهم في توفيق أوضاعهم عقب اصطدام الكثيرين منهم بعدة صعوبات قانونية واقتصادية حالت دون اندماجهم والتعايش مع واقع الحال في المجتمع العُماني، فمع ضيق فرص العمل واشتراطات القوانين المتعلقة بالعمل والإقامة والتي يصعب على كثير من الأجانب التكيف معها، فشل عدد كبير من السودانيين في توفيق أوضاعهم القانونية، مما جعلهم عرضةً لتكدس الغرامات على الإقامات المنتهية، بل وأدى ببعضهم إلى دخول السجون على خلفية المخالفات الإدارية المرتبطة بالإقامة.

أوضاع معقَّدة:
ووفقاً لشهود عيان تحدثوا للكرامة من مدينة مسقط عاصمة سلطنة عمان، فإن أعداداً كبيرة من السودانيين الذين دخلوا السلطنة هرباً من الظروف الاستثنائية التي فرضتها حرب الخامس عشر من أبريل 2023م، يعيشون أوضاعاً إنسانية بالغ التعقيد، فبعد فشلهم في إيجاد فرص عمل، وتوفيق أوضاعهم القانونية على خلفية تعذر استخراج الإقامات، وبعد أن صرفوا كل ما أدخروه من أموال، أصبحوا اليوم مُواجَهين بعدم القدرة على العودة إلى البلاد، فمعظم السودانيين العالقين حضروا إلى سلطنة عمان بفيز زيارات عائلية، أو فيز سياحية انتهت مدتها، ولم يتمكنوا من العودة إلى السودان لصعوبة الوضع الأمني واستمرار القتال، في وقت تم فيه إغلاق تأشيرة الدخول إلى مصر، فآثر أكثر من 10 ألاف من السودانيين البقاء في سلطنة عمان رغم مخالفة ذلك للقانون العُماني، وحتى بعد أن قامت السفارة السودانية في مسقط بالتدخل والنجاح في إعفاء الغرامات المفروضة على السودانيين ومنحهم فرصة لتوفيق أوضاعهم حتى نهاية شهر يوليو الجاري، فمازالت مشكلة العودة الطوعية تواجه الكثيرين في ظل عدم القدرة المالية على شراء تذاكر الطيران المخفضة أو حتى تذاكر الباخرة ورسوم العبور.

مطالب عاجلة:
ويُطالب السودانيون العالقون في سلطة عمان ممن تحدثوا للكرامة، الجهات الرسمية السودانية وعلى رأسها وزارة الخارجية، وسفارة السودان بسلطنة عمان بالتحرك العاجل والتنسيق مع سلطات سلطنة عُمان لإيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة، أبرزها:
تمديد الإعفاء من غرامات الإقامة حتى نهاية العام الجاري مراعاةً للظروف الإنسانية القاهرة التي دفعتهم للهجرة والمتمثلة في استمرار الحرب في السودان، كما يطالب العالقون بترتيب عمليات إجلاء اختيارية ( بالمجان) للراغبين في العودة الطوعية على نسق عمليات الإجلاء التي تمت للأجانب المقيمين في السودان في بواكير اندلاع الحرب، ويشدد العالقون على ضرورة تنسيق الحكومة السودانية جهودها مع منظمات العمل والهجرة الدولية لتوفير فرص تدريب أو إدماج مؤقت لهؤلاء الأشخاص العالقين، ويطالب العالقون بمساعدة المساجين السودانيين في قضايا مخالفة الإقامة والوقوف على أوضاعهم القانونية والإنسانية.

تهويل وتضخيم:
وقطع سفير السودان بسلطنة عمان السفير عصام عوض متولي بأن ظل ما يتردد في الأسافير ومنصات التواصل الاجتماعي بشأن أوضاع السودانيين المخالفين في سلطنة عمان، يفتقد إلى الدقة ويُضخم الواقع بصورة غير صحيحة، وأكد في إفادته للكرامة أنه لا وجود لسودانيين يفترشون الحدائق أو المساجد، مبيناً أن سلطنة عمان دولة منظمة ومتقدمة ولا تسمح بهذه التشوهات، فهي من الدول النادرة التي لا تنتشر فيها ظاهرة التسول، وأشار السفير متولي إلى أن الوضع المالي للكثير من السودانيين في السلطنة صعب، حيث ينقسمون إلى ثلاثة فئات:
الأولى: من حصلوا على سجل تجاري بغرض الإقامة لكنهم لم يتمكنوا من تفعيل نشاط فعلي، فعجزوا عن سداد التزاماتهم.
الثانية: من يعملون في أعمال هامشية ويكافحون لتسيير أوضاعهم.
الثالثة: من نجحوا في إقامة شراكات مع عمانيين ووضعهم المالي مستقر.

جهود السفارة لمعالجة الأوضاع:
وكشف السفير عصام عوض متولي عن نجاح السفارة في إعفاء كافة الغرامات المفروضة على المخالفين السودانيين حتى نهاية يوليو الجاري، مع منح فرصة لتوفيق الأوضاع أو مغادرة السلطنة دون أعباء مالية إضافية، وأكد السفير متولي بدء ترتيبات العودة الطوعية عبر الناقل الوطني “سودانير” حيث تم تسيير أول رحلة بتخفيض كبير، ويجري الإعداد لرحلة ثانية، بجانب محاولات لتفعيل الترحيل عبر شركتي “بدر” و”تاركو” للطيران رغم الظروف التشغيلية المعقدة والصعبة للشركتين في ظل تداعيات الحرب، ونوه السفير إلى انطلاق رحلات برية مجانية عبر البصات، يتكفل فيها الراكب فقط بتكاليف الباخرة ورسوم العبور، حيث تم ترحيل ما بين 500 إلى 600 شخص حتى الآن، على أن تتواصل الرحلات تدريجياً، مشيراً إلى أن الجالية السودانية في السلطنة تُقدر بنحو 68 ألف شخص، غادر منهم حوالي 1000 حتى الآن، مؤكداً استمرار التنسيق مع السلطات العمانية، والحكومة السودانية، ورجال المال والأعمال لتسريع وتيرة العودة الطوعية وتخفيف معاناة العالقين، وأعرب السفير عصام متولي عن تقدير وشكره وامتنانه للسلطات العُمانية على تقديم كل الدعم والعون لأبناء الجالية السودانية، مؤكداً أنهم لن يدخرون وسعاً في سبيل معالجة أوضاع السودانيين العالقين، مشيراً إلى المساعي التي تبذلها سفارته مع الجهات المختصة في السلطنة من أجل تمديد فتره الإعفاء حتي نهاية العام الجاري.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن حال السودانيين في سلطنة عمان يغني عن السؤال وهي رسالة نضعها في بريد السيد رئيس الوزراء السفير الدكتور كامل إدريس للتدخل الفوري وتسخير علاقاته الدولية والإقليمية لإجلاء سريع وعاجل للسودانيين العالقين في سلطنة عمان، إنها دعوة عاجلة للتحرك قبل أن تتحول هذه المأساة إلى جرح غائر ودائم في وجدان الشتات السوداني، تتفاقم معه المعاناة بما لا يليق وحجم التضحيات التي قدمها هؤلاء الفارون من الموت، والمُواجَهون بمصير مجهول، اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.