د. أحمد حسن الفادني يكتب : *التصعيد الإسرائيلي – الإيراني في ظل الوعود الأمريكية* *(قراءة استراتيجية في احتمالات الرد الإيراني وتأثيراته الإقليمية)*
د. أحمد حسن الفادني يكتب :
*التصعيد الإسرائيلي – الإيراني في ظل الوعود الأمريكية*
*(قراءة استراتيجية في احتمالات الرد الإيراني وتأثيراته الإقليمية)*
بعد الهدوء الذي سادة بالمنطقة و الحديث عن إنهاء الحرب بين ايران واسرائيل من خلال تصريحات ترامب التي تؤكد أن السلام بات او حل في منطقة الشرق الاوسط وبالرغم من الخطاب الأمريكي الرسمي إلا أن الواقع الميداني يشير إلى تصاعد غير مسبوق في الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية، كان آخرها استهداف مواقع استراتيجية أسفرت عن إصابة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية. هذه التطورات تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر الإقليمي، تنذر بتداعيات معقدة تطال أمن الخليج، وكذلك موازين القوى على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
# خلفية التصعيد: منذ بداية عام 2025، زادت إسرائيل من حدة عملياتها العسكرية السرية والمعلنة ضد البنية التحتية الإيرانية، خاصة تلك المرتبطة بالقدرات النووية والصاروخية، إلى جانب شخصيات سياسية وعسكرية. فبات حادثة إصابة الرئيس الإيراني ليست فقط ضربة عسكرية بل تحمل رسائل سياسية مزدوجة:
– لإيران: بأن إسرائيل مستعدة لتوسيع حدود الاشتباك.
– للولايات المتحدة: بأن تعهداتها لا تلزم إسرائيل ضمن ما تعتبره دفاعًا عن أمنها القومي.
# قراءة في احتمالات الرد الإيراني:
إيران ووفق ما تظهره بيانات الحرس الثوري وبيانات وزارة الخارجية الإيرانية، تدرس خيارات عدة للرد. فالتحليل يشير إلى ثلاثة سيناريوهات رئيسية:
1. الرد المباشر عبر ضرب أهداف إسرائيلية:
– الوسائل: صواريخ بالستية، طائرات مسيرة.
– الاحتمالات: منخفضة نسبيا بسبب الحسابات الدولية وإمكانية نشوب حرب شاملة.
2. الرد عبر الوكلاء (حزب الله، الحوثيين، الحشد الشعبي):
– الوسائل: عمليات استنزاف ضد إسرائيل وضد المصالح الأمريكية في الخليج.
– الاحتمالات: مرتفعة، لأنه أسلوب مفضّل إيرانياً لتجنب المواجهة المباشرة.
3. الرد الإلكتروني والعمليات السيبرانية:
– الوسائل: هجمات ضد البنية التحتية الإسرائيلية (الكهرباء، الاتصالات، المصارف).
– الاحتمالات: مرتفعة ومتوقعة خلال أيام.
# مدى خطورة التصعيد على دول الخليج:
دول الخليج تجد نفسها بين فكي التمساح . فمن جهة، تسعى للحفاظ على علاقات أمنية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ومن جهة أخرى، تخشى أن تتحول إلى ساحة حرب بالوكالة في حال قررت إيران استهداف مصالح أمريكية أو إسرائيلية على أراضيها كما حدث يفكر بالرغم انها كانت مسرحية سمقه.
– الأكثر عرضة للخطر: الإمارات والسعودية والبحرين، بحكم توقيعها اتفاقيات تعاون مع إسرائيل.
– الأقل تأثرًا: قطر والكويت وعُمان، نتيجة سياسة الحياد النسبي.
#أثر التصعيد على التمدد الإسرائيلي في الأراضي المحتلة:
التصعيد مع إيران قد يبطئ جزئيا من مشاريع إسرائيل في الضفة الغربية وغزة لسببين:
1. انشغال المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بالملف الإيراني.
2. احتمالية فتح أكثر من جبهة (لبنان، غزة، سوريا) بضغط إيراني مباشر أو غير مباشر.
لكن من غير المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تراجع استراتيجي كامل، بل إلى إعادة ترتيب للأولويات العسكرية الإسرائيلية.
#هل يمكن للولايات المتحدة لجم الطرفين؟
1. واقعيا: الإدارة الأمريكية الحالية (إدارة ترامب) تعاني من تراجع في التأثير على القرار الإسرائيلي، خاصة في ظل الضغوط الداخلية من اللوبيات المؤيدة لإسرائيل.
2. رسميا: ستستمر واشنطن في إطلاق الدعوات إلى ضبط النفس دون تحرك مباشر أو فرض عقوبات على إسرائيل.
وفي الخلاصة يمكن أن يقال:
1. المنطقة دخلت بالفعل مرحلة جديدة من الصراع المفتوح جزئيا بين إيران وإسرائيل، مع توسع متوقع في أدوات الاشتباك.
2. الرد الإيراني بات مسألة وقت، لكن طبيعته ستكون مرنة وذكية لتجنب حرب شاملة بعد التي حدثت .
3. دول الخليج أمام تحدي موازنة علاقتها مع إسرائيل وأمنها الداخلي، ما قد يعيد ترتيب تحالفاتها الإقليمية.
4. إسرائيل قد تحقق مكاسب تكتيكية انية لكنها على المدى المتوسط ستواجه خطر استنزاف متعدد الجبهات.
والحراك الأمريكي مستمر لتصبح حمامة السلام بالعالم و يحمل ترامب جائزة نوبل للسلام الكاذب.