منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. سلاح البندر يكتب : *الباذنجانيون*…

0

د. سلاح البندر يكتب :

*الباذنجانيون*…

قال الأمير ”بشير الشهابي” حاكم لبنان أثناء الحكم العثماني لخادمه يومًا: نفسي تشتهي أكلَة باذنجان.
فقال الخادم: الباذنجان؟!!!
بارك الله في الباذنجان..
هو أشهى المأكولات وسيدها؛ لحم بلا سمن،
يؤكل مقليًا ويؤكل مشويًا، ويؤكل محشيًا،
ويؤكل مخللًا…
فقال الأمير: ولكني أكلتُهُ قبل أيام، فنالني منه ألم في معدتي!
فقال الخادم: الباذنجان؟!!!
لعنةُ الله على الباذنجان،
إنه ثقيل على المعدة، غليظٌ، ينفخ البطن، أسود الوجه،
تصدر عنه رائحة كريهة…
فقال له الأمير: ويحَك.. تمدحُ الشىء وتذمّهُ في وقت واحد؟!
فقال الخادم: يا مولاي.. أنا خادمٌ للأمير ولست خادماً للباذنجان… إذا قال الأمير نعم.. قلت نعم، وإذا قال لا، قلت لا…
*هؤلاء الباذنجانيون; يَغُشّون الحاكم قبل أن يغشّوا الرّعية. وهم أنواع، فمنهم:*
الباذنجاني الاقتصادي،
والباذنجاني السياسي،
والباذنجاني الإداري،
والباذنجاني *الإعلامي* الذي يلوي عُنُقَ الحقيقة؛ ليخبرك أن قرار الحاكم هو الخير كله, وهو القرار الصائب. بل هو الشريعة بعينها،
كما أنه يحجب الحقائق عن الحاكم والمسؤول ويجعل بينه وبين الرعية سدّاً…

وفي سياقٍ مُتّصل، رمى الخليفة العباسي ”المتوكّل” طائرًا بسهم فلم يُصِبهُ، فقال له الوزير: أحسنتَ يا أمير المؤمنين! فنظر إليه ”المتوكل“ شزرًا وقال: أتهزأ بي؟!
فارتعد الوزير وقال: لقد أحسنتَ إلى الطائر يا مولاي حين تركتَ له فرصة للحياة!
وفي أعقاب فشل الوحدة بين مصر وسوريا عام 1961 وقف “جمال عبد الناصر“ في مجلس الأمة خطيبًا وقال:
“لقد أمرت الأسطول المصري أن يتحرك إلى هناك”…
فقاطعه النواب بالتصفيق الحاد.. ولما انتهى التصفيق، قال: “ولكني أمرت الأسطول بالعودة حفاظًا على الوحدة العربية”.
فعاد التصفيق أكثر منه حرارة!
هذه هي ثقافة الباذنجان؛ فالتصفيق للفعل وضِدِّه في دقيقة واحدة.. ثقافة تجدها في كل مصلحة حكومية, وكل مؤسسة… وخاصة مع تغيّر الإدارات.. ثقافةٌ تضرّ الحاكم, وتُدَمّر الأوطان.. وكم هلكت أوطان بسبب ثقافة الباذنجان … وكم هَوَى حكام نتيجة ثقافة الباذنجان!

*”الباذنجانيون“* لم ينفعوا أيَّ وطن, ولم يفيدوا أي حاكم .. وهؤلاء لا يبنون أي وطن, وهم أول من يهرب من السفينة عند غرقها!…

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.