علي ادم احمد يكتب : *مشهد وسيناريو مكرر*
علي ادم احمد يكتب :
*مشهد وسيناريو مكرر*
الشخص البسيط قد يرى أن الاحزاب الداعمه للمليشيا قد سقطت في فخ المصالح الإقليمية والدولية وتقاطعاتها وتبنت رؤية الدول التي تدعم وتمول الحرب المفروضة على الشعب السوداني في الحقيقة هي ليس لديها هامش خيارات أو حركة لترفض من الأساس الرؤية الغربية لشكل الدولة ونظام الحكم الذي يراد ان يكون في السودان الاطاري ابدا لم يكن المعضلة التي فجرت الأوضاع الأمنية السياسية صحيح هو جزء من حلقات المخطط السياسي لمصادرة الدولة الأ ان هناك كانت قنوات وعلاقات عبرت بها هذه الأحزاب للوصول إلى السلطة هم انفسهم لم ينكروا تواصلهم مع سفارات كما قالها احد قيادتهم بوقاحة منقطعة النظير هذا السفه السياسي يعبر بوضوح حالة الارتهان للخارج قالها دون حياء كأنما يعبر عن امر طبيعي وليس رهن قراره ومشروعه لتلك الدولة التي أشعلت الحرب لاحقا ٠ لو اسقطت التجربة الليبية واليمنية على الواقع السوداني يبدو الاختلاف السياسي والاجتماعي والأمني واضحا صحيح هناك تشابه من حيث الشكل الظاهري لان الفاعل الإقليمي واحد في كل هذه الأزمات هو يتخذ هذا الشكل من الصراعات في صناعة الأزمات التي تفجرت في المنطقة لو شرحنا الواقع الليبي بصورة مبسطة هناك ثلاثة أقاليم بالتاكيد تعددت السلطات الا ان كل إقليم يدعم بصورة كبيرة تكاد تكون جامعة لقياداتهم الإقليمية لمظالم يعتبرونها تاريخية وقعت عليهم جراء تسلط الغرب الليبي عليهم من احتكار السلطة والثروة وغيرها من الدوافع العشائرية والمناطقية والتاريخية هذا التحشيد جعل من امر الوصول لتوافق سياسي لا أقول مستحيل لكن لا يمكن أن يحدث الا عبر رضا الكفيل الذي يمول هذه الحرب ويدعمهم في المحافل الإقليمية والدولية بتحقيق مصالح الدول الكبرى التي أطلقت يديه في المنطقة ليعزز السيطرة الأمريكية واستمرار هيمنة القطب الواحد على العالم ٠ ولو انتقل إلى الأزمة اليمنية ترى نفس الفاعل الإقليمي في صناعة الأزمات ونفس النهج والسيناريو الليبي فصل مجموع سكاني في إقليم محدد عن الدولة ودعمه سياسيا وعسكريا في الحالة اليمنية معروف بأن هناك أزمة تاريخية سياسيا واجتماعيا بين الشمال والجنوب وحلم مشروع دولة اليمن الجنوبي الذي اجهضه الجيش اليمني في منتصف التسعينات ٠ عبد ربه منصور من الجنوب والعيدروس من الجنوب لكن ما يحظى به العيدروس من دعم مجتمعي لا يمكن أن يقارن مع منصور هادي لان العيدروس يطرح مشروع يلبي اشواق الجنوبيين في اليمن لذلك نجح هذا السيناريو بصورة كبيرة في هاتان الدولتان ٠ لكن الواقع السياسي والاجتماعي والأمني السوداني مختلف كليا عن ما جرى ويجري في الاقليم لذلك محاولة تطبيق السيناريو اليمني والليبي لتحقيق نفس الغرض هو أحداث انقسام سياسي وخلق حكومة حقيقية تمارس فعلها على الارض كما في الواقع الليبي واليمني٧ يبدو غير واقعي للاختلافات التي ذكرناها غير أن هناك خصائص للحغرافيا السياسية في دارفور وكردفان وما جرى في ٢٠٠٣ وبعدها من مذابح قامت بها هذه المليشيا حاضر في أذهان المواطنين وما حدث في الجنينة وما يحدث في الفاشر وكادقلي وبابنوسة يجعل من هذه المليشيا العدو الأول لهذه المجتمعات ولا يمكن أن نتعايش معها في ظل حكومة واحدة هذا العامل لوحده ينسف فكرة قيام حكومة حقيقية على أرض الواقع ٠ ابناء كردفان ودارفور وبقية ابناء السودان اليوم يقفون صفا واحدا تحت راية القوات المسلحة ضد هذا المشروع ٠ لذلك لا يمكننا أن نتحدث عن نظام سياسي مفروض من الخارج ومرفوض من سكان تلك الأقاليم حتى ٠ هو سيناريو دابت الامارات على تكراره لخلق الازمات واعادة تشكيل المنطقة