قليل من كثير / ندى فضل الله تكتب : *المرأة السودانية: أمٌ، ومجاهدة، وصانعة للتاريخ….*
قليل من كثير /
ندى فضل الله تكتب :
*المرأة السودانية: أمٌ، ومجاهدة، وصانعة للتاريخ….*
المرأة السودانية ليست مجرد نصف المجتمع، بل هي نبضه وروحه، وهي من تحمل على كتفيها عبء الحياة وتبني في صمت صروحًا من الكرامة والعزة. منذ فجر التاريخ، كانت المرأة السودانية حاضرة في كل ميدان، من البيت إلى الحقل، ومن مقاعد التعليم إلى ميادين النضال.
هي الأم التي ربت أبناءها على القيم النبيلة، وعلى حب الوطن والدفاع عنه. لم تكن تكتفي بالحفاظ على أسرتها، بل كانت تمدّ يدها لتواسي الجار، وتساند الضعيف، وتبث الأمل في وجه المحن.
وهي المجاهدة التي وقفت في وجه الظلم، وواجهت العنف والحروب بصبر وثبات. حملت الجرح في قلبها ولم تنحنِ. ناضلت بالكلمة والموقف، وساهمت في المقاومة الشعبية وحملت السلاح وضمدت الجراح،، تحمل مشاعل النور لتقل لا للإنكسار بكل ما تملك من قوة وإيمانا منها بقضية وطنها التي لا تحتمل التخازل.
كما كانت الصانعة،، صانعة الحياة بلا كلل تجدها الحرفية في الأسواق، والمزارعة في الحقول، والمعلمة في المدارس والجامعات، والطبيبة في المشافي بل في كل ضروب العمل لم تستسلم لواقعها، بل حوّلته إلى فرصة للبناء والنهوض. ساهمت في قوافل الاسناد الوطني وتكايا الخير في كل سوح البلاد المكلومة وفي بناء مؤسسات المجتمع المدني، وفي الحفاظ على النسيج الاجتماعي السوداني رغم الحروب والانقسامات.
ولم تتوقف المرأة السودانية عند حدود بيتها أو مجتمعها الصغير، بل كانت دومًا الداعمة لجيشها وأبنائه، تقف خلف المقاتلين، باعداد العدة والمساندة بتجهيز الطعام وتضميد الجراح والدعاء بالنصر، وتبكي الشهيد لكنها تمسح دموعها وتواصل المسير. كانت وما زالت رمزًا للصبر والعطاء، لا تهزمها المحن ولا تضعفها التحديات.
إن تكريم المرأة السودانية يكمن بالاعتراف الحقيقي بدورها في صناعة الحاضر والمستقبل، وبتمكينها من كل أدوات القيادة والتأثير. فقد أثبتت، في كل المراحل، أنها قادرة على صنع التغيير، وحمل مشعل النور في أحلك الظروف.
المرأة السودانية هي الوطن، هي الثورة، هي الأمل. دمتي عزا وفخرا شامخا كالجبال..
*ندى فضل الله*