من كتاب الاغاني السودانية (٩٤) *جيناك زي وزين* صلاح التوم من الله
من كتاب الاغاني السودانية (٩٤)
*جيناك زي وزين*
صلاح التوم من الله
الغناء السودانی ملیان طیور اشکال والوان.. ما فضل الا نغني للجراد .. في المدرسة لحنا وغنينا قصيدة : دجاجي يلقط الحب ويجرى وهو فرحان .. لكن خلونا في طيور الغناء السوداني..
يطلق الشاعر الغنائي نوع طائره المفضل حسب حاجة الشاعر الموضوعية العاطفية ومن جانب آخر حسب تخصص أو تميز الطائر ..
يستلف الشاعر الطير الخداري المائل الى اللون الاخضر للتشبيه بمحبوبته .. يقول عبد الرحمن الريح في اغنية حسن عطية : خدارى البي حالي ما هو داری جافانی ، متين يزورني حبي محياه يضوى داري واقول جلست مرة مع الطير الخداري
ويقول اسحق الحلنقي على لسان على ابراهيم اللحو : قول لي يا طير الخداري قول لي وحياة حبنا وين رسايلك يا حليلها وين عيونك منها ..
الرهو من انواع طيور الكركي المشهورة بالترحال والسفر هذا التخصص جعل اسماعيل حسن يستعين بطير الرهو للتعبير عن حالته .. من ذلك قوله في أغنية حمد الريح : زيك غريب والغربة طالت يا مسيكين مثلى يا طير الرهو التراب ملينا عيشته اريتني زيك كل يوم يحضني جو في بحور الريد نسافر يا سلام والله يا طير الرهو.
طير الرهو لا يتواجد بكثرة وباستمرار مثل الحمام والقمري والعصافير .. ونادرا ما يتواجد في حدائق الغناء السوداني .. وذلك ما جعل اسماعيل حسن يقول : والله يا طير الرهو ما كت مصدق اني بلقاك يا رهو اشكو ليك من جور زماني كيف رماني..
(إنتي كلك زينة) أغنية أخرى لحمد الريح كلمات بر محمد نور تدخل عالم تخصص الطيور عند شعراء الأغنية بناتج عن حركة العوم في الموج ..
يقول : انتي كلك زينة عايمة كالوزينة يحفظك مولاك.. وهذا ما استخدمه إسماعيل حسن في أغنية ( القمر بوبا ] لوردي .. يقول : القديمة قديم حمام الوزيزين في موجو عام .
ارتباط الشاعران بالنيل والمياة جعلهما يستلفان الوز السابح في ابداعهما الشعرى الجمالي بر محمد نور يكفي انه شاعر جزيرة توتي أما اسماعيل حسن لم يفارق النيل منذ ميلاده بضفة ام درق فهما إبناء ثقافة الماء ..
لا يقتصر الاوز أو الوزين على جمال العوم في الموج بل يختص بجانب آخر استلهمه الشعراء.. فهو من الطيور المهاجرة. . يقول فضيلي جماع في أغنية عبد القادر سالم فيما يتعلق بالهجرة والاغتراب : جيناك زى وزين هجر الرهيد يوم جف، طار من بلاد لبلاد ما اظن عاجبه بعاد.. ويقول حسن الدابي في اغنية النعام آدم : ما دام طار جنا الوزين يادوب قل نوم العين.. خرج شاعرا الوزين من بيئة مائية . النيل عند الدابي وجاء فضيلي من بادية بحر العرب ..
الفراش طائر ليس من الطيور لكن إحتل مكانة في حدائق الغناء السوداني منذ قرشى محمد حسن في اغنية عثمان حسين : طاف الفراش الحائر مشتاق الى زهراتك ، حتى لقب عثمان حسين ب( الفراش الحائر) . واستلهم الجيلى عبد المنعم في اغنية وردي انجذابات الفراش الى النار بقوله : ولم يكن الا لقاء وافترقنا کالفراشات على نار الهوى جئنا اليها وافترقنا .
صلاح التوم من الله
****
مقال رقم (٩٥)
انا ام درمان انا السودان
صلاح التوم من الله
تغنى اهل الغناء بالمرأة الجميلة المحبوبة.. والرجل الفارس البطل الكريم الفاضل.. وكان غناؤهم للوطن أكثر صدقا وحماسة ..
الغناء للوطن مجال شاسع لكن نختار الغناء للمدن..
ام در مان أيقونة الغناء للمدن لأنها خير انموذج للوطن الكبير..
تغزل في بقعة ام در مان عدد كبير من الشعراء لكن اشتهرت غنائياً بأغنية احمد عمر الرباطابي التي أصبحت شعاراً لبرنامج ربوع السودان الإذاعي وتقول : من ام در يا ربوع سودانا نحييك وانت كل امالنا.
وذكرت ام درمان في اغنيات خليل فرح ومحمد بشير عتيق وعبد المنعم عبد الحي الذي غنى له احمد المصطفى انا ام درمان تأمل في نجوعي انا السودان تمثل في ربوعي.. يقول خليل فرح : اذكر بقعة
ام درمان وانشر في ربوعا امان..
أكثر من تغنى بامدرمان الجيل السابق عندما كانت المدينة غير ممتدة وغير محتشدة كما هي الآن..
راجت كثيراً اغنية الشاعر عبدالله محمد زين : انا
ام درمان انا السودان انا الدر البزين بلدي وانا البرعاك سلام وأمان انا البفداك يا ولدي.. ومن الاغنيات الامدرمانية الرائجة كلمات الشاعر عمر البنا غناها كرومة تقول : امتى ارجع لامدرمان واعوده اشوف نعيم دنيتي وسعوده.. ويقول عتيق : ام درمان تبدو رزينة في اشراقة بهجة وزينة الحان محمود فلاح وغناها رحمه الله الشيخ
الخرطوم العاصمة الإدارية حظها في الغناء يأتي اقل من امدرمان العاصمة الوطنية كما يطلق عليها.. يلاحظ ان أشهر اغنية تغزلت في الخرطوم شاعرها مصري ابراهيم رجب غناها سيد خليفة : يا الخرطوم انا عندي جمالك جنة رضوان طول عمري ما شفت مثالك في اي مكان.. واصبحت هذه الأغنية شعاراً وتردد كثيراً خاصة في قناة الخرطوم الفضائية..
لم يعشق ويحب الشعراء مدينة أكثر من عشقهم وحبهم لكسلا وهي تنافس امدرمان في ذلك او امدرمان تنافسها.. لكن ارتبطت امدرمان في الأشعار بالوطنية أكثر بينما ارتبطت كسلا بالجمال ومفردات التاكا وتوتيل والقاش وغير ذلك ..
في مقدمة اغنيات كسلا رائعة توفيق صالح جبريل لحن وغناء عبد الكريم الكابلي : كسلا اشرقت بها شمس وجد فهي في الحق جنة الاشراق ..
القاش من مشتقات كسلا الاثيرة لدى الشعراء .. يقول توفيق صالح جبريل : وابنة القاش ان سرى الطيف وهناٍ واعتلى هائماً فكيف لحاق.
الشاعر هلاوي له اغنية كسلاوية خصصها للقاش وغناها زيدان ابراهيم .. أما اسحق الحلنقي كتب للفنان التاج مكي اغنيتين عن كسلا جاء في الأولى : حبيت عشانك كسلا وخليت دياري عشانك وعشقت أرض التاكا الشاربة من ريحانك.. الأغنية الثانية : فايت مروح وين.. يقول فيها : ومين اللي مايعرف طيبة شباب كسلا بين الضفاير بان وجه القمر طل..
مشاعر الشعراء تجاه كسلا لاتقتصر بالطبع على معالمها الطبيعية الجميلة بل بجمال شبابها وأهلها يقول الحلنقي في اغنية كمال ترباس : هلا يا هلا وين كسلا أزور جبلا واقابل اهلا واضوق عسلا.
صلاح التوم من الله
****
مقال رقم (٩٦)
مكتول هواك يا كردفان
صلاح التوم من الله
غنى السودانيون لمدنهم ومعالم وطنهم في كل الانحاء اذا اخذنا شرق السودان راجت في السابق اغنية الطيب محمد غناء عبد المنعم حسيب : يا ظبية الثغر الاديبة قلبي ما ليهو سواك حبيبة .. وحديثا اشتهرت اغنية : عروس البحر یا حورية یا بورتسودان يا حنية
و لقب الفنان حیدر محمد عثمان بالمدينة فاصبح حيدر
بورتسودان ..
خلد الفنان ادريس ابراهيم من كلماته والحانه وغناءه مدينة سواكن باغنية : صب دمعى وانا قلبي ساكن حار فراقك نار يا سواكن
وعرفنا القضارف غنائيا باغنيه عائشة الفلاتية كلمات علي عثمان : يا سمسم القضارف الزول صغير ما عارف قليب الريد كلما هدتيك شارد ..
الجزيرة الخضراء لم يقصر الشعراء في نظم قصائد تعبيرا عن حبهم لها .. ولعل الفنان محمد مسكين في كلمات فضل الله محمد نجح في تقديم اغنية لا يزال يتداولها أهل الجزيرة وهي اغنية : من أرض المحنة من قلب الجزيرة برسل للمسافر اشواقي الكتيرة ..
الفنان محمد الامين آخر من غنى اغنية ود مدنى
كلمات وغناء خليل فرح وغناها ايضا اسماعيل عبد المعين و بادی محمد الطيب .. تقول الاغنية : ماله اعياه النضال بدني روحي ليه مشتهية ودمدني ..
ومن اروع اغنيات الجزيرة التي بسببها ذاع صيت الفنان الخير عثمان اغنية حنتوب كلمات محمد عوض الكريم القرشي وتقول : الجميلة الجميلة حنتوب الجميلة منظرها البديع يا روعة جلالو وتجلس على تلالو .
النيل سيد غناء الطبيعة .. قصائده واغنياته عديدة اشتهر منها اغنية محراب النيل ..انت يا نيل سليل الفراديس – التجاني يوسف بشير و عثمان حسين .. واغنية عبد العزيز محمد داؤود كلمات على محمود : اجرى يا نيل الحياة لولاك ما طابت حياة.
من اغنيات الفنان ابراهيم موسى أبا الكردفانية اغنية العجكو : شوف جمال السودان في بلدنا كردفان.. لكن اكثر فنان خلد كردفان هو الدكتور عبد القادر سالم … ولعل اغنية : مكتول هواك يا كردفان مكتول هواك انا من زمان كلمات عبد الجبار عبد الرحمن ايقونة الغناء لكردفان .
وذكر عبد القادر سالم في اغنياته مدن ومناطق کردفانيه اخرى مثل ليمون بارا … واللورى حل بي دلاني في الودي .. أما ايقونة الغناء الدارفوري فهی اغنية دارفور بلدنا كلمات والحان وغناء عمر احساس ..
وفي دارفور نال جبل مرة نصيب الاسد في التغزل بجماله وتراثه .. في ذلك اغنية مرسال الشوق كلمات والحان عبد الكريم الكابلي غناء ابو عركي البخيت يقول : مرسال الشوق يا الكلك ذوق اغشى الحبان في كل مكان قول ليهم شفنا جبل مرة وعشنا اللحظات حب ومسرة
ومثل الكابلى كتب و لحن خليل اسماعيل اغنية لجبل مرة لكنه غناها بنفسه يقول : لو شفت مرة جبل مرة يعاودك حنين طول السنين تتمنى ثاني تشوفو مرة.. وجاء الغزل في دارفور عن طريقة ولید دارفور للشاعر عوض جبريل غناء عبد الوهاب الصادق وكمال ترباس ..
عدد من الشعراء كتب في حب وعشق مدن ومناطق في شمال السودان .
عبد الكريم الكابلي كتب ولحن وغنى اغنية : فيك يا مروى شفت كل جديد شفت عيون لعبو بي شدید ..
وغنى عثمان الشفيع من كلمات محمد عوض الكريم القرشي : في الشاطي یا حبان ساهرتو بينا .. ويقول فيها : يا حليل ربوع شندي بلد الجمال عندي.
ومن الحان وغناء بابكر الزهار : قطار الشوق متين ترحل تودينا نزور بلدا حنان اهله وترسى هناك تنسينا نسايم عطبرة الحلوة تعدينا وتنسينا
تميزت بعض الاغنيات السودانية بذكر عدد من المدن والمناطق السودانية ولم تقتصر على مدينه أو منطقة واحدة.
في حقيبة الفن تابع الشاعر ود الرضي رحلة الحبيبة النيلية من الاسكلا الى ملكال غناء سرور وذكر منها : جبل اولياء ، القطينة ، الدويم ، الكوة ، كوستي الجبلين، الرنك ، جلهاك ، کاکا ، ملوط، کدوك ثم ملكال .
وفي الحقيبة ايضا الاغنية الخالدة للفنان زنقار : سوداني الجو وجداني بريدو الحبه علاني وسماه ظلاني بريدو .. وفيها اسماء مدن ومناطق : بربر ، الدامر، عطبرة، نيالا ، مروی، راجا ، کسلا ، بارا ، کردفان ، الفولة ،ام در ..
وكتب مبارك المغربي غناء صلاح بن الباديةاغنية حب الدويم … وجاء فيها : شلت من النيل صفاه ومن جمال الليل بهاه من مناظر الثغر صفحة من رهيد البردي لوحة من نيل الباوقة طرحة ومن مريدي السمحة نفحة
نالت احياء بعض المدن نصيب الاسد في الغناء السوداني خاصة حي المسالمة بام درمان ربما لانه كان مرتع صبا عدد من الشعراء …
من اشهر هذه الاغنيات كلمات عبد الرحمن الريح : لي في المسالمة غزال نافر بغني عليه .
ويقول الشاعر بشير عبد الرحمن في اغنية احمد المصطفى بنت النيل .. ظبية المسالمة الفي الخمائل حالمة .. وقال سيد عبد العزيز غناء ميرغني المأمون واحمد حسن جمعة في اغنية لي نية في قمر السما : حي المسالمة ومسلمة الذكراها أنسى وقلما .
وهناك احياء اخرى ذكرت في الغناء السوداني مثل ابو روف ( من علايل ابروف للمشارق ) القلعة ( يا بدور القلعة وجوهرا ) حي الموردة ( ضيعني ساكن الموردة ) وغيرها .. لم استمع الى اغنية فيها ( حي العرب ) مع انه حي شعراء وفنانين ربما القافية حكمت .
صلاح التوم من الله