*أين ينتهي القحاطي ويبدأ الدعامي؟* إبراهيم عثمان
*أين ينتهي القحاطي ويبدأ الدعامي؟*
إبراهيم عثمان
بعد أربعة أشهر من بداية التمرد، وتعليقاً على قوى محمد الفكي سليمان إنهم ــ كقادة للسودان ــ لن يسمحوا بتدمير قوات الدعم السريع، لأنه “سيضعف” القوى الأمنية، ويحرمها من الدور “التكاملي” الذي أُنشئت هذه القوات من أجله كتبت: (من شدة حاجتهما لبعضهما البعض، وتطابق عداواتهما وصداقاتهما في الداخل, وتبعياتهما في الخارج، ومن شدة تلاقي مصالحهما، ومواقفهما، وتكاملها، وتعاضدها، وسدها لثغرات بعضها البعض، ومن كثرة الدفاع المتبادل … باختصار: من وفرة المشتركات بينهما، لم يعد من السهل معرفة أين ينتهي القحاطي ويبدأ الدعامي!).
* قام السؤال، وقتها، ( أين ينتهي القحاطي ويبدأ الدعامي؟) على فرضية أن الدعامي أكثر تطرفاً في الخطاب، والقحاطي أكثر تحوطاً، وأقل تورطاً، الأمر الذي يُفترَض أن يرسم حدوداً خطابية تسهل التمييز بين الدعامي والقحاطي. وجاء السؤال حاملاً فكرة “صعوبة” التمييز للأسباب المذكورة.
* لكن مع مرور الوقت وزيادة جرائم الميليشيا، وزيادة تورط داعمها الأجنبي، ازدادت حاجتهما للتبرير ولمهاجمة أعدائهما، وهما المهمتان اللتان تولتهما قحت، المتحولة إلى “تقدم”، أكثر منهما. الأمر الذي حول “صعوبة” التمييز ــ اعتماداً على الخطاب ــ إلى “استحالة”. فانتهت بذلك مشروعية سؤال نهاية القحاطي وبداية الدعامي، وتعززت مشروعية السؤال المعاكس عن نهاية الدعامي أي توقف دفاعه وتبريره عند حد معين، وبداية القحاطي أي وصول دفاعه وتبريره إلى مستوى لم يصله الدعامي، بمعنى أن “قحت” أصبحت، في بعض القضايا، “أكثر دعاميةً” من الميليشيا نفسها!
* في قضايا مثل احتلال المنازل، والدفاع عن الإمارات، على سبيل المثال، تورطت “تقدم” في تبريرات لم يتورط الدعامة في مثلها، الأمر الذي يلغي، بل ويعكس فرضية تطرف الدعامي خطابياً واعتدال القحاطي، ويشرعن السؤال بصيغته الجديدة: أين ينتهي الدعامي ويبدأ القحاطي!
* أما نصف “تقدم” الذي انضم إلى الميليشيا ــ ومن ضمنه كل حركاتها المسلحة التي نزلت إلى ميدان القتال ــ فقد أغنى الناس عن الخوض في سؤال الحدود الفاصلة، وأثبت أن الدعامي والقحاطي المتحالف معه علناً واحد في الخطاب وفي ميادين المعارك، وأن القحاطي الذي لم يعلن تحالفه ينظر إلى هذا الاندماج كـ”تقدير قد يخطيء وقد يصيب”!
إبراهيم عثمان