منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خبر و تحليل عمـار العركـــي *_الصـحافــة الخربـــت الاصـطـفـافــــة_*

0

خبر و تحليل عمـار العركـــي

 

*_الصـحافــة الخربـــت الاصـطـفـافــــة_*

_______________________

* قد تقتل الرصاصة جسدًا، لكن الكلمة المسمومة تقتل أمة بأكملها ، وفي زمن الحروب، تصبح “بعض الأقلام” أخطر من المدافع، حين تتحول من منصات للحقيقة إلى أدوات للاصطفاف، ومن منابر للوطن إلى ساحات لتصفية الحسابات. واليوم، في مشهدنا الإعلامي، تطل وجوه تعرفها جيدًا، لكنها تمارس دور “عجوبة” الجديدة…
* في الذاكرة السودانية، تُروى حكاية “عجوبة الخربت سوبا”، المرأة التي أحكمت لعبة الفتنة بين وزراء مملكة النوبة حتى أسقطتهم واحدًا تلو الآخر، لا لشيء إلا لتأمين مصالحها، حتى انهارت سوبا وسقطت في يد خصومها.
* اليوم، يطل علينا في المشهد الإعلامي بعض “الأقلام العجوبية” معروفة ومعلومة من “صريرها” ، أقلامٌ تحمل لافتة الوطنية، لكنها في جوهرها متورطة في لعبة الاصطفاف المسموم. يكتبون وكأنهم مع الوطن، لكن بوصلتهم تدور حيث تدور مصالحهم، ومصالح القيادات المتناكفة ، فيغذّون الانقسام والفُرقة ، ويشعلون التنافس الشخصي، ويقدمون الولاء للزعامات على الولاء للوطن ، بدلا ان يكونوا “محضر خير واصلاح ” من اجل الوطن المتضرر الوحيد، والوحيد المستفيد “العدو”
* هذا النوع من “الصحافة” لا تسعى لتقريب الصفوف أو حماية الجبهة الداخلية، بل تمارس دور “عجوبة” الجديدة: تهمس في أذن طرف أن الطرف الآخر يخطط ضده، وتضرب على أوتار الشكوك، حتى يستنزف الجميع طاقاتهم في صراعات جانبية، بينما العدو الحقيقي يتربص بالجميع.
* إن “الصحافة الخربت الاصطفافة” ليست مجرد انحراف مهني، بل جريمة في زمن الحرب، لأن أثرها لا يتوقف عند تزييف وعي القراء، بل يمتد ليُضعف الروح المعنوية ويزرع الشقاق في قلب الميدان.
* وكما انتهت “عجوبة” قديمًا على يد من انكشف له مكرها، فإن هذه الأقلام “العجوبية” ستسقط يوم يُكشف أمرها – ما “تحصنت” وإعتقدت أنها فى “مأمن” – ويعرف الناس أن وراء العناوين الرنانة والعبارات الوطنية الممجوجة، كانت تُدار واحدة من أخطر معارك الهدم من الداخل.
_خلاصـة القـول ومنتـهاه:_
* إن “الصحافة الخربت الاصطفافة” أخطر من رصاصة في زمن الحرب، لأنها تقتل المعنويات وتشق الصفوف قبل أن يمس العدو أطراف الجبهة. الأقلام التي اختارت الولاء للأشخاص بدل الولاء للوطن، تمارس دور “عجوبة” الجديدة، تزرع الفتنة بين رفاق السلاح وتغذي الانقسام، حتى يصبح النصر بعيدًا والوطن غريبًا بين أهله. والوعي هو السيف الوحيد القادر على قطع هذا الحبل الخانق قبل أن يكتمل المشهد بسقوط سوبا جديدة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.