زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة *بين حصن المسلم وجواز الدبلوماسية.. العقل يميز مقام الشهداء من سخف السفهاء*
زاوية خاصة
نايلة علي محمد الخليفة
*بين حصن المسلم وجواز الدبلوماسية.. العقل يميز مقام الشهداء من سخف السفهاء*
عندما تبلغ البجاحة والتفاهة قمتها ، لا يلد المجتمع إلا اشباهاً مشوهةً ، تخرج إلى الملأ مثقلة بالضجيج والرعونة، عارية من القيم والاخلاق متبرجة في سوق الابتذال ، وما أكثر هذه النماذج اليوم ، التي تسوّق نفسها تحت لافتات زائفة ، بينما هي في الحقيقة أبواق رخيصة تجاهر بالعداء للدين والقيم والشرف.
من المؤسف أن تخرج إحداهن والتي تسمي نفسها حنان ويسميها رواد الميديا أم نخرة واسميها انا الفاجرة تخرج ام نخرة لتتطاول على الشهداء ، وتطلق ما اسمته “فتوى” بائسة ، تقطع فيها بأن كل من شارك واستشهد في معركة الكرامة ليس شهيداً ، هذا الفجور في القول لا يثير الدهشة ، لأن من لا يعرف من القرآن حتى القدر الذي يُصلَّى به ، لن تردعه الآية عن الفحشاء والمنكر ، ولن يسلك الطريق القويم ، بل سيتمادى في الإنحراف ، ويجاهر بما يفضح عوراته الفكرية والأخلاقية.
وفي زاوية أخرى من صفحتها ، نراها تكتب بفرح مريض وهي تتحدث عن استشهاد البطل مهند فضل ، وتستهزئ حتى بمسبحته وكتابه الصغير “حصن المسلم” الذي كان رفيق دربه في المعركة ، وذهبت حد السخرية فوصفته بالجواز الدبلوماسي ! ويا لسوء ما قالت ، فشتان ما بين مهند الذي مضى شامخاً ، يحتضن “حصن المسلم” كزادٍ روحي يرافقه في طريق الجهاد ، وبين لاهيةٍ عابثةٍ تراه مادة للتهكم والسخرية .
وهنا تتجلى المفارقة التي تختصر كل شيء ، بين “حصن المسلم” و”جواز الدبلوماسية” ، يقف العقل شاهداً ، يميز مقام الشهداء من سخف السفهاء ، ويضع كلاً في مكانه الصحيح ، فالأولون مضوا معزّزين مكرّمين ، والآخرون باقون في درك الانحطاط .
حصن المسلم هو الجواز الدبلوماسي الذي ينوي به مهند السفر إلى حيث يريد ، إلى مراقي الشهادة ، إلى حيث إخوته الذين سبقوه ، خطاب ، بيرم ، ود الفضل ، أيمن عمر ، وخفاش ، والقائمة تطول ، أما أنتِ يا “حنان أم نخرة” ، فإن جاءتك الفرصة للسفر ، فإلى أين ترحلين؟ قطعاً إلى المقام الذي يليق بك ، وتشتاقين إليه ويشتاقك ، مقام أبي لهب وأبي جهل ، حيث موضعك الطبيعي ومآلك المحتوم إن شاء الله.
مهند ورفاقه رحلوا إلى دار خيرٍ من دارنا ، ورفرفت أرواحهم بين أهل ، خير من أهلنا ، ذهبوا وهم فرحون مستبشرون بما وعدهم الله ، ونحن نعلم أن مرارة الفقد ثقيلة ، وأن الجراح لا تندمل بسهولة ، لكن عزاءنا أنهم رحلوا شهداء ، وأنهم تركوا لنا إرثاً من العزة والكرامة لن نحيد عنه.
أما حسابنا مع الميليشيا المجرمة ، فلا يزال قائمًا ، دماء الشهداء أمانة في أعناقنا ، وثارهم دين مستحق سنلاحق به القتلة في كل شبر من أرض الوطن ، أما أمثال “أم نخرة” ومن لفّ لفها من رويبضات الحرية والتغيير ، فحسابنا معهم مختلف ، لأنه أكبر من أن تحيط به الكلمات ، وأعمق من أن يختزله حبر الأقلام ، هناك حساب لا يُكتب.. بل يُنفذ بالفعل ، في ساعة لا ينفع فيها الندم…لنا عودة.