منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
أبوبكر يحي :  رسالة إلى قادة الأراضي.. ؟ *توصيات حول الأيرادات والتحصيل التوزيع العادل للوحد... ‏*الهجرة الدولية : ( 97% من العائدين ذكروا أن تحسين الأوضاع الأمنية هو السبب الرئيسي لعودتهم)* *صحيفة إيطالية تكشف تورط الاتحاد الأوربي وسماحه بمرور سفينة أسلحةومعدات عسكرية إماراتية إلى مليشيا ا... منال الأمين تكتب : *ولاية نهر النيل بين البنية التحتية والمساكن… ودروس لم تعتبر بعد* *لجنة الإستنفار والمقاومة الشعبية المسلحة بلدية القضارف تحكم التنسيق والتعاون التام بينها والمدير ال... *إبراهيم بقال: شريك في جريمة الكلمة والرصاصة!!* عبد الله إسماعيل   *الأمطار الغزيرة بولاية نهر النيل تؤدي إلى (10) وفيات :  6  في الدامر و 3 في شندي.و 1 في المتمة* *رعاية صحية متكاملة للمعلمين المشاركين في عمليات كنترول الشهادة الثانوية* الدكتورة الصيدلانية هيام عبد الله تكتب  :  *في حمى الضنك : الدواء المسموح به والآمن لتخفيف كل ال... *والي الخرطوم يستقبل عدد من ولاة الولايات المشاركين في أعمال اللجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة الموا...

*أسطورة تحالف المابوجو*

0

 

*أسطورة تحالف المابوجو*

في أعماق الأدغال الكثيفة جنوب إفريقيا، وُلدت أسطورة لم يعرف التاريخ مثلها. لم تكن أسطورة بشر، بل أسطورة سبعة أرواح من لحم ود*م، سُجّلت في وجوه الأسود وأنيابها.
لكن الأقدار لم تبقَ إلا لستة… سُمّوا لاحقًا بـ تحالف المابوجو.

بدأت الحكاية في مطلع الألفية، وسط أراضي سابي ساندز، الجوار القريب لمحمية كروجر. هناك، حيث كل شبر من الأرض له ثمن من الد*م، ظهر أسد غريب، اسمه ماكولو. كان وحيدًا، شاردًا، دخيلًا في أرضٍ يحكمها قانون صارم: “الذكر الغريب يُق*تل”. ومع ذلك، خرق القدر القاعدة. بدلاً من أن يُمز*ق، قبِلته الأسود، وكأن شيئًا غامضًا يهمس لها أن هذا الغريب سيكون بداية الطوفان.

مرت السنوات، ومعها تجمّع حول ماكولو خمسة ذكور أقوياء، مختلفون في الملامح والطباع، لكنهم يشتركون في شيء واحد: الجو*ع للسلطة. مستر تي، الو*حشي بعرفٍ مقسوم كالمخالب، راستا بشعره الأشعث، كينكي بذنبه الملتوي، الفتى الوسيم بوجهه الهادئ الذي يخفي شرا*سة مم*يتة، ودريدلوكس، الأسد الكالح كأنه مخلوق من الليل.

معًا، صاروا قوة مظلمة… جيشًا من ستة لا يُقهر.

لم يكونوا مجرد أسود، بل كائنات تمشي بين حدود الغابة والكوابيس. كانوا يق*تلون كل ذكر يواجهونه بلا رحمة، يفت*كون بالأشبال لقطع نسل خصومهم، ويستولون على اللبؤات بالقوة. لم يكن صيدهم للغذاء فقط؛ كانوا يصط*ادون لمتعة الد*م، كأنهم وُلدوا ليعلنوا نهاية النظام القديم.
يقال إنهم قت*لوا ما يفوق المئة من الأسود، ومسحوا عشائر كاملة من الوجود.
حتى الجاموس الوحشي، الذي قد يصد قطيعًا كاملًا من الأسود، كان يسقط تحت أنيابهم. بل هاجموا التماسيح والخراتيت وأفراس النهر، وأعادوا تعريف الر*عب في البرية.

الضباع، سادة الغد*ر، كانوا يتوارون عند سماع زئيرهم. في إحدى الليالي، التف عشرون ضبعًا حول كينكي المنهك، وكان الهلا*ك قاب قوسين أو أدنى. لكن فجأة، انقضّ مستر تي كعاصفة من الجح*يم، فمزقهم وألقى أشلا*ءهم على الأرض، ثم طا*رد الباقين حتى اختفوا في صر*خات الليل. ومن هنا، صار ذكرهم لعنة يتداولها حتى الصيادون أنفسهم.

لكن كما أن لكل طاغية مجدًا، لكل طاغية سقوطًا.
الخلاف دبّ بينهم. مستر تي، الأكثر د*موية، تمرّ*د على ماكولو، أراد العرش وحده. تقا*تلا قتا*لًا لا ينسى، جرت د*ماء على العشب، اهتزت الأرض بزئيرهما. جُر*ح مستر تي وانسحب، من*فيًا لكنه لم يم*ت.

وبينما التحالف يتصدع من الداخل، ظهر تهد*يد جديد من الخارج: تحالف آخر اسمه ماجينجيلانز، ذكور صاعدة تحمل في عيونها لهب الانت*قام. بدأ الصر*اع، فم*ات راستا، ثم كينكي، وغاص مستر تي في حر*ب انتقا*مية بلا أمل، حتى عاد في النهاية إلى عدوه القديم… ماكولو. لكن حين التقيا، لم يتقابلا كخصمين، بل كإخوة حملتهم الد*ماء ذاتها.

ولم يكن ذلك إلا فجر النهاية.
جاء بعدهم تحالف جديد اسمه سيلاتيس، ستة أسود أشد فت*كًا، يقودهم الوحش المر*عب فريدي. في ليلة غادرة، باغتوا مستر تي وحيدًا. قُط*عت أوتاره بع*ضّة ك*سرت عموده الفقري، فظل ينز*ف ببطء حتى فارق الحياة، وترك صدى زئيره يتيه في الأدغال كمرثية حزينة.
ثم طاردوا دريدلوكس حتى قت*لوه، وأجبروا ماكولو والفتى الوسيم على الهروب كأشباح فقدت مملكتها.

اختفى الفتى الوسيم في الغابة، لم يره أحد بعدها. أما ماكولو، الجنرال العجوز، فقد شوهد آخر مرة جالسًا تحت الشمس، مغطى بالند*وب، كأن جسده كتاب مفتوح يحكي عن مئات الحروب. بلغ الخامسة عشرة من عمره، وهو عمر قلما يعيشه أسد. ثم رحل بصمت، تاركًا وراءه إرثًا لا يمحى.

وهكذا، بقيت حكاية المابوجو تتردد حتى اليوم: حكاية عن قوة لا تعرف الرحمة، عن إخوة تحوّلوا إلى آلهة حر*ب، ثم تكسرت مملكتهم على صخور الطموح والخيانة.
قصة لا تزال تهمس بها الأدغال في ليالي إفريقيا…
قصة تُذكّر أن حتى الأسود، حين تتعطش للد*م أكثر من البقاء، تصبح أسطورة من نار وظلام.

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.