منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*الفاشر .. معركة البقاء بين وحدة السودان ومشاريع التفكيك* الجيلي محجوب

0

*الفاشر .. معركة البقاء بين وحدة السودان ومشاريع التفكيك*

 

الجيلي محجوب

يعيش السودان لحظة مفصلية في تاريخه المعاصر .. حيث تتقاطع الجغرافيا بالسياسة .. ويتحول الميدان العسكري إلى بوابة لمشاريع كبرى قد تغيّر شكل الدولة إلى الأبد .
وفي قلب هذه اللحظة تقف مدينتا الفاشر والأبيض كرمزيتين لصمود الجيش ومراكز ثقيلة في ميزان الصراع بين الدولة السودانية و مليشيا آل دقلو .

*أهمية الفاشر في معادلة الصراع*

الفاشر ليست مجرد عاصمة لشمال دارفور بل هي عقدة استراتيجية تجمع البعد العسكري والسياسي والإنساني .. فصمودها يعني بقاء الإقليم ضمن سيطرة الدولة المركزية بينما سقوطها يمهّد الطريق لسيطرة الدعم السريع على كامل دارفور بما يفتح الباب لتأسيس كيان سياسي موازٍ أقرب إلى “دولة في الغرب” تستند على دعم خارجي بالكامل .
لقد حوّلت المليشيا المتمردة حصار الفاشر إلى ورقة سياسية بامتياز :
• تجويع السكان وقطع المساعدات الإنسانية .
• إثارة أزمة دولية لفتح ممرات إنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة .
• توظيف المعاناة كغطاء لمشروع تدويل الصراع ومن ثم فرض “شرعية موازية”.

*الأبيض .. خط الإمداد وكسر الطوق*

في المقابل أظهر الجيش السوداني قدرة على استعادة زمام المبادرة في مدينة الأبيض بعد صمود وبسالة فوق التصور .
هذا الصمود لم يكن مجرد انتصار ميداني بل رسالة بأن الدولة ما زالت قادرة على الدفاع عن عمقها الاستراتيجي وأن مشروع الانهيار الكامل يمكن وقفه .

*سيناريوهات ما بعد الفاشر*

التحليلات الإقليمية والدولية تجمع على أن سقوط الفاشر سيكون أخطر نقطة تحوّل في هذه الحرب .. فهو يعني :
1. تقسيم فعلي للسودان : دارفور تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع مقابل بقاء المركز بيد الجيش .
2. النموذج الليبي : سلطتان متوازيتان بدعم إقليمي ودولي متباين وصراع طويل الأمد على الشرعية .
3. الانزلاق نحو الصوملة : في حال فشلت مليشيا الدعم السريع في إدارة الإقليم لتتحول دارفور إلى فسيفساء من الميليشيات القبلية والإثنية في ظل غياب الدولة المركزية بل بدأت ملامح ذلك تظهر منذ يومين .

*الدور الإماراتي المثير للجدل*

لم يعد سراً او جدلاً واقع الدعم والسند الإماراتي المباشر في الوقوف خلف مشروع المتمرد حميدتي سواء عبر التمويل أو توفير غطاء سياسي في المحافل الدولية .
ويُطرح السؤال هل تسعى أبوظبي لتأسيس دولة تابعة في دارفور تضمن لها النفوذ و الموارد وتفتح لها منفذًا جديدًا في عمق أفريقيا ؟ الواقع ان اهداف الامارات اعمق واكبر من ذلك .
• إذا نجح المشروع فسيكون نسخة “دارفورية” من التجربة الليبية حيث تُقسَّم الدولة إلى معسكرين متناحرين .
• وإذا فشل فإن النتيجة الأقرب ستكون صوملة السودان .. أي تفكك الدولة إلى دويلات ومناطق نفوذ لا يجمعها كيان موحّد .

*صمود الجيش ..*

أمام هذه السيناريوهات يصبح صمود الجيش السوداني في الفاشر والأبيض آخر جدار أمام انهيار الدولة .. فالمعركة على حقيقتها الان ليست مجرد مواجهة مسلحة بل هي صراع على هوية السودان و وحدته وسيادته .
• صمود الفاشر يعني حماية وحدة التراب الوطني ومنع تدويل الأزمة.
• سقوطها يفتح الباب لتقسيم السودان وتحويله إلى ساحة صراع بالوكالة كما حدث في ليبيا أو إلى كيان ممزق على شاكلة الصومال .

*كان بالامكان أفضل مما كان*

خمسة أشهر بعد تحرير الخرطوم انشغل قادتنا بسفاسف امور وتكوين حكومه كسيحه بلا لون ولا مذاق وتكالب حول حدود الوحلِ
فوجدوا الغربة طالت سعف النخلِ
وجدوا المدية غاصت حتى النصلِ

*أقسم و أقسمنا*

أمس أقسم المتمرد محمد حمدان دقلو أن يحمي “العلمانية”.. ونحن اليوم لا نقسم أن نحارب العلمانية بل نقسم أن نحارب حميدتي نفسه وأن نسقطه ونسقط أحلام سادته .. وحينها (لكل حادث حديث) ،، والغافل من ظن الأشياء هي الاشياء .

*(الجيلي محجوب)*

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.