*المسار المُهم ..!!* الطاهر ساتي
*المسار المُهم ..!!*
الطاهر ساتي
:: تغريدة للأخ العزيز ضياء الدين بلال، يطالب فيها قيادة الدولة بحسم أمرها، إن كانت تريد الاستمرار بوجهها العسكري أم عازمة حقاً على منح الدكتور كامل إدريس كامل صلاحيات رئيس الوزراء .. ويرى ضياء الدين إن تدخل العساكر في الشأن المدني بكثافة يُضعف الدور التنفيذي لرئيس الوزراء ويُقوّض من نفوذه وأهليته لتولي هذا المنصب..!!
:: لست وحدي، فالكل يتفق مع عزيزنا ضياء و نواياه الطيبة، ولكن السؤال، هل الصلاحيات والسُلطات تُمنح أم تُكتسب وتُنتزع بالممارسة؟..في تقديري، لايُرجى نفعاً ممن ينتظر المنح، بما فيها منح الصلاحيات والسلطات، إذ تلك أشياء تُكتسب و تُنتزع بالثقة في النفس أولاُ، ثم بالعمل الجاد و الأداء المسؤول و المبادرات الذكية ..!!
::وكما الطبيعة لاتقبل الفراغ، فالحياة أيضاً لاتقبل الضُعفاء، ولا قطارها ينتظر الكسالى.. ولو لم يكن الجهاز المدني غائباً أو خاملاً لما كان نشاط العساكر حاضراً هناك وهناك، أي حيثما يجب أن يكون الغائب و الخامل، وهنا يجب أن نشكر الحاضر على (سد الفرقة)، ثم ننتقد الغائب عن ( سد الثغرة)، ولا يجب تبرير غيابه طالما يملك صلاحيات الحضور ..!!
:: وبالتجربتين، كامل لايختلف كثيراً عن حمدوك ..كلاهما أسير من حوله، وغير قابل للتفكير الحُر و أن يكون مُبادراً، وكلاهما ينتظر الحلول ولايصنعها.. وإن كانت ثمة فرق بينهما فهو أن أحدهما ينتظر الأجانب ليحلوا أزمات وطنه، بينما الآخر ينتظر (من حوله)، و هم أضلّ سبيلاً، بدليل عجزهم عن إكمال وزراء حكومته منذ ما يقارب الأربعة أشهر..!!
:: وناهيك عن وزير الخارجية، لقد عجز رئيس الوزراء حتى عن تعيين وزير للبيئة في بلد ضحايا البيئة فيها أضعاف ضحايا الحرب، فهل العساكر هم السبب أم إرادته وآلياته الكسولة؟.. خٌطة المائة يوم لم تُخلق عبثاً، بل هي بمثابة (جس نبض)، ليرى خلالها المواطن ملامح حكومته، وقد رأى من الملامح ما لا تسر العين و لاتشرح القلب..!!
:: فالجهاز التنفيذي لم يكن بحاجة لموظف بدرجة رئيس وزراء، فما أكثر الموظفين بهذا الجهاز، بل كان – ولا يزال – بحاجة لمُلهم يصنع الفرق بالتغيير.. وفي الخاطر، في مايو 2020، في ليلة مصارحة بمنزل حمدوك، طالبه عزيزنا عثمان ميرغني بتجاوز قوى الحرية وكسر قيودها والمضي بالدولة نحو التغيير الإيجابي، وقالها : (الشارع دا حقك، ما حق قحت)..!!
:: إبتسم حمدوك، وتلك الإبتسامة مع وعود العبور هي ما إستطاع إليها سبيلاً طوال فترة حُكمه.. فالموظف القادم من قيود المنظمات دائماً ما يكون مُهيأ للتكبّل بقيود أُخرى، وهذا ما يحدث حالياً، فأصبروا عليه لحين يُكمّل سيرته الذاتية بالمنصب، ثم يأتي آخر من جوف الوجع ليعدّل الحال المائل، وما ذلك على الله بعسير..!!
:: أما اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، و إن كان لابد من مشاركة رئيس الوزراء في هذا المحفل، فليكن مرافقاً لرئيس المجلس السيادي كوزير للخارجية طالما عجز عن تعيين وزير للخارجية..للطريق إلى نيويورك مسارين، أحدهما يؤدي إلى قاعة الأمم المتحدة، والآخر يؤدي إلى حيث إنتهى مسار جنيف، و هذا هو المهم ..!!