منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*وزارة المعادن في موقف حرج* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

0

*وزارة المعادن في موقف حرج*

 

كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

بلال

 

البيان الذي أصدرته وزارة المعادن لم يُنهِ الجدل بل زاد من حالة الغموض والريبة.

فبين الصور الرسمية للتوقيع التي نشرت على نطاق واسع وبين النفي القاطع للوزارة يقف الرأي العام السوداني والمصري أمام لغز استثماري خطير.

• إذا كان التوقيع حقيقياً فكيف تُنكر الوزارة وجوده؟
• وإذا كان مزيفاً فمن يقف وراء تسريب الصور وترويج الأكاذيب بهذا الحجم؟
• والأخطر من ذلك من الذي سمح لرجل أعمال أجنبي بالاقتراب من منجم استراتيجي مثل أرياب دون رقابة أو موافقة قانونية واضحة .

*مبارك أردول… علامة استفهام كبرى*
اسم مبارك أردول يطفو مجدداً على سطح الأحداث.
هذا الرجل الذي كان يوماً على رأس الشركة السودانية للموارد المعدنية أصبح اليوم شريكاً في صفقة بمئات الملايين.

والسؤال الذي يردده السودانيون اليوم:
“من أين لمبارك أردول كل هذه الأموال؟”
“وكيف انتقل من إدارة الشركة إلى شراكة بملايين الدولارات في مشاريع تعدين ضخمة؟”

غياب الإجابة عن هذه الأسئلة يترك الباب مفتوحاً أمام الشكوك، ويعزز الاعتقاد بأننا أمام شبكة فساد متكاملة تمتد من مكاتب الدولة العليا إلى الخارج .

*القضية إلى أين؟*
تاريخ السودان مليء بقضايا مشابهة تبدأ بضجة إعلامية وتنتهي في مقابر النسيان دون محاسبة أو كشف الحقائق.

اليوم يقف الشعب السوداني أمام مفترق طرق:
• إما أن يتم كشف كل الوثائق وتقديم المتورطين للعدالة، لتكون هذه القضية نقطة تحول في محاربة الفساد.
• أو أن تموت كما ماتت قضايا قبلها، لتضاف إلى سجل الخيبات الذي أثقل كاهل هذا الوطن.

الحقيقة أن هذه القضية كشفت شيئاً أكبر من مجرد صفقة ذهب.
لقد عرّت ضعف مؤسسات الدولة وأكدت أن ثروات السودان ليست في مأمن وأن هناك نافذين في الداخل يتآمرون مع أطراف خارجية لنهب خيرات البلاد تحت غطاء “الاستثمار .

الخاتمة …صوت الصحافة أقوى من الذهب

*لو لم تتحرك الصحفية رشان أوشي وتكشف خيوط هذه الصفقة المشبوهة لكانت مليارات الدولارات قد ذهبت في جيوب حفنة من الفاسدين ولما علم الشعب السوداني شيئاً عنها.*

ولكن السؤال الذي يظل معلقاً في الهواء:
“من الذي يقف وراء هذه الشبكة؟ ومن يحميها؟”
“*وهل يملك السودان مؤسسات قادرة على حماية موارده وثرواته؟”*

حتى الآن، كل المؤشرات تقول إن السلطة الرابعة هي التي تحركت بينما السلطة التنفيذية تراجعت لا لأنها أرادت حماية الوطن بل لأنها وجدت نفسها مكشوفة أمام الرأي العام.

القضية لم تنتهِ بعد أو ربما تنتهي كما انتهت غيرها…
ولكن التاريخ سيسجل أن صحفية سودانية وقفت وحدها في وجه تحالف فساد عابر للحدود وأجبرت وزارة المعادن على التراجع في زمن صار فيه الذهب أثقل من الضمائر .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.