خواطر قلم 188
د. مهندس سامي السر ابو زينب يكتب :
*لا يحطمنكم*
جاءتني هذه الخاطرة وأحببت أن أصيدها فصيد الخواطر يأتي في بعض الأحيان بالدرر، ولكن قد تعجز الكلمات في عكس ما تحمل الخاطرة من وقر …. فالخواطر من الحاملات وقراً الجاريات يسرا، لابد من تقييدها بالحبال الواثقة.. ولكن يحاول المرء أن يعكس ما يجول في الخاطرة.. اليوم أخرجت كيس الأوساخ ، فلقد تركه ابني محمد المازن يتراكم ويتراكم لانشغاله.. أعذره لذلك.. ولكنني اليوم محاضرتي الأولى متأخرة نصف ساعة… فقررت أن آخذ تلك الأوساخ إلى مكب الزبالة.. وهو مكب في مكان عالي ومرتفع ..حيث تمتاز منطقة عسير بالارتفاع والهبوط في أحيائها ومبانيها لأنها منطقة جبلية ساحرة سبحان الله… وسبحان الله الأحياء في إمارة ومرتفعات عسير مبنية في مناطق جبلية… حملت الأكياس إلى مكب الزبالة، وكانت أكثر من كيس لذلك حملتها على مرتين… رغم صعوبة المشي إلى المكب، ولكنني قررت ذلك…وأثناء ذهابي للمكب وبعد أن وضعت الأكياس في المكب، أحسست بشيء يدب في يدي، فإذا بها نملة…. تذكرت
تذكرت تلك النملة التي خاطبت سيدنا ونبينا سليمان عليه السلام، فقالت قولتها المشهورة لا يحطمنكم سليمان بجنوده وهم لا يشعرون… سبحان الله… هذا النمل الكائن المبارك أو الدابة المباركة.. والتي يستدل بمنهجيتها أحد أكابر خبراء التنمية البشرية الأمريكي الراحل ستيفن كوفي …كيف أنك تستطيع أن تطبق منهجية النمل في حياتك، كما تفعل النملة بإتقان في خطوات بسيطة متتالية متتابعة متقنة.. تستطيع أن تنقل مخزن كامل من العيش إلى داخل أجحارها، فالنملة كائن مجد مكد مجتهد، ولكن البشر دائما يحطمونها، نعم إن مشكلتها هي مع البشر الذين يختمون حياتها دائما بالتحطيم….لا يحطمنكم سليمان وجنوده، وهم لا يشعرون فهو فعل بشري عام وهم لا يشعرون …. فتأملت في هذه النملة قبل أن أزحيها من ثيابي .. لأن في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أدري مدى صحته. نهى عن قتل النمل ، فأصبحت أنظر إلى هذه النملة قبل أن أزيحها من ثيابي. أحاول أن أناجيها، وأخاطبها عبر الخيال… هل نملة سليمان من أجدادك، هل تنتسبين إليها؟ هل بينكم نسب؟ أم فقط تجمع بينكم أول نملة في الوحود خلقها المولى عز وجل وتناسل، وتكاثر منها النمل… يا نملتي أين أنت من نملة نبي الله سليمان عليه السلام
ليتني استطعت أن أسمعك وأن أحاورك ولكنني كما تعلمين بشر وأنت مخلوق ومخلوقات له وبيننا من حواجز اللسان والنطق ما الله به عليم …وكما يقول شاعرنا الغريد مصطفى سند
بيني وبينك تستطيع حوائط، وينهض الف باب
….
لا مجال لنا إلا الخيال .. وأتوقف، حتى لا تتمحل العبارة، ولا تدرك الإشارة
مودتي
ابوزينب
الكلية التطبيقية
متخصص في السلوك التنظيمى بالمنشأة الصناعية وعلي خط الإنتاج
