منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*حمى الصراع ..(2)* الطاهر ساتي

0

*حمى الصراع ..(2)*

الطاهر ساتي

 

:: وصلاً لما سبق، حمى الصراع هي التي يعاني منها قطاع الصحة حالياً بالخرطوم و بورتسودان، وليست حمى الضنك.. ولا علاقة لكوادر قوى الحرية بالصراع ، ولا علاقة لهذه الكوادر أيضاً بعجز سلطات الصحة بالخرطوم عن مكافحة حمى الضنك وتوفير علاجها .. وحمى الضنك ليست بالخرطوم فقط، بل بالجزيرة و كسلا والقضارف أيضاً، ولكن بعجز سلطات الخرطوم تفشت في الخرطوم، وبفشلها تُباع دربات البندول في الأسواق السوداء..!!

:: نعم، وزارة الصحة بالخرطوم، وليست الاتحادية، هي المسؤولة عما يحدث .. لأنها المسؤولة عن إصحاح البيئة و وتوفير الأدوية و تشغيل المرافق العلاجية، وكل هذا لم يحدث .. والشاهد، منذ تحرير الخرطوم و إلى يومنا هذا، لم نشهد وزير الصحة بالخرطوم يفتتح مركزاً صحياً، رغم أن المراكز الصحية هي أهم مراحل العلاج .. فالسادة بالخرطوم يلفون و يدورون في ثلاثة مشافي مرجعية، وتناسوا تماماً أمر المراكز الصحية بالأحياء ..!!

:: وأخيراً، أي بعد أن تفشت الحمى الخرطوم وحصدت ضحايا، وبعد أن بلغ سعر درب البندول في الأسواق السوداء (30.000 جنيه)، بالأمس وزعت سلطات الصحة بالخرطوم قائمة الصيدليات التي توفر أدوية الضنك وغيرها .. ومن المحن، بالتزامن مع توزيع قائمة صيدليات، هددوا بإغلاق الصيدليات التي لاتلزم بسداد ( 750.0000 جنيه)، نظير ترخيص ثلاثة أشهر، وهي ما تبقت من أشهر العام .. فالوقت لتحصيل الرسوم و ليس لعلاج الناس..!!

:: وكما ذكرت بالأمس، إتهام كوادر قوى الحرية بتعطيل العمل ( شماعة).. وبالمناسبة، من قام بتسكين مدير الإمدادات الطبية الحالي برئاسة الإمدادات، حين جاء من احدى الولايات، هو القيادي الاسلامي الراحل مندور المهدي، فالمدير ليس ( قحاتياً)، كما يتوهم البعض و يخدع الرأي العام .. وبالوزارة كل ألوان الطيف الفكري، وليست هناك صراعات سياسيية، فالصراع حالياً حول منصب وكيل وزارة الصحة المركزية ..!!

:: فالشاهد، رشّح وزير الصحة ثلاثة أسماء لرئيس الوزراء، ليختار منهم الوكيل، ولكن هناك من يسعى لفرض غيرهم على الوزير، ويمارس الضغط على مجلس الوزراء أيضاً.. والعمل بالوزارة لم يكن مرغوباً منذ فجر الغدر و حتى قبل ستة أشهر، وهي الفترة التي صمد فيها الوزير هيثم و فئة قليلة من المخلصين، بحيث كانوا يتخذون مكاتبهم مساكناً..!!

:: كانوا يعلمون طوال ساعات النهار وبعض ساعات الليل ، ثم يفترشون المفارش في أماكن عملهم، ويناموا عليها لحين بداية ساعات عمل اليوم التالي، و ذلك لتثبيت الدولة وتوفير ما يمكن توفيره من علاج الناس ..لقد صبروا و نالوا ثقة الشعب بصمودهم، ولم يكن هناك صراعاً حول منصب الوكيل و المناصب الأخرى .. فالأبالسة، هواة الصراع، كانوا يتصارعون آنذاك أمام منافذ المغادرة بالمطارات و الموانئ ..!!

:: وبفضل الله ثم عطاء الأوفياء تجاوزت وزارة الصحة الاتحادية مرحلة إمتصاص الصدمة بفئة قليلة من كوادر وفية تم توزيعها في لجان طوارئ ذات ميزانية محدودة، وتمضي اليوم نحو مرحلة تقوية النظام الصحي، ليعود العمل المؤسسي كما كان .. وقبل شهرين تقريباً تم إخطار كل قادة العمل الإداري الموجدين بالخارج، للعودة إلى وطنهم ليواصلوا عملهم، أو إفساح مواقعهم لآخرين من ذوي الرغبة والكفاءة، و ما أكثرهم ..!!

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.