منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

نار ونور د. ربـيع عبـدالـعـاطـى عـبـيـد *و يسألونك كيف تعبأ الجماهير ؟ انه الفكر الحي والعقيدة الصادقة .. !!*

0

نار ونور

 

د. ربـيع عبـدالـعـاطـى عـبـيـد

 

*و يسألونك كيف تعبأ الجماهير ؟ انه الفكر الحي والعقيدة الصادقة .. !!*

 

 

v ليس من السهولة أن ندفع شخصاً ، أو جماعة نحو عمل معين ، أو اتخاذ موقف حاسم ، إن لم يبذل الجهد معه لتكوين عقيدة دافعة ، وحركة تلقائية ، ذلك لأنَّ الإندفاع دون روية وتثبت ، كثيراً مايحدث بناء على تحريض وإستغلال ٍ لحالة من كان ضحية للتحريض بفعل جهلٍ يعانى منه ، أو معلومات مفبركة وجدت طريقها لتنسج لها شبكة عنكوتية بأدمغة تفتقر إلى الوعي فتصبح مصيدة للخداع .

v والتعبئة بالفكر وقوة المبادئ ، هى التى تعول عليها الجماعات الجادة، والحركات الإصلاحية ، بإعتبار أنها تستعين بما يحرك الدواخل موقظاً للعزيمة إذا فترت ، والإيمان إن أصابه الضعف ، و الهمة إن لحق بها الذبول ، وهى التعبئة التى لا تقتصر على إهاجة المشاعر ، والتوقف عند نتيجة الحماس المفضية إلى الثورة التى لا تتجاوز ظاهرة هياج الأبل والثيران .

v وإذكر أننا عندما رفعنا شعارات العودة إلى الجذور ، وتحكيم الدين في حياتنا ، وأتبعنا ذلك بمواقف عملية ، وسلوك للقيادات قبل الأتباع ، حدثت التعبئة فلم يجبر أحدٌ على حمل السلاح ، أو يدفع شابٌ لخوض غمار المعارك ، لكنهم جميعاً هبوا بشكل تلقائى ، وبدافع عقدي ، إلى درجة أن قوافل المجاهدين ، كانت كالسيل المنهمر ، والبحر الهادر ، ويومها لم نكن في حاجة إلى جنديٌ يدافع عن حياتنا بنيل أجر مقابل الذى نهض من أجله ، لكنه هكذا تطوع ، وهكذا بذل نفسه ، ووهب دمه نتيجة لما آمن به من واجب ، بغرض كسب الدنيا برعاية الدين ، ونيل الآخرة إبتغاءٍ للآجلة التى تبقى مكاسب الحياة أمامها لا تساوي شيئاً ولوكانت كذلك ، لما تمتع الكافر بها بقدر جرعة ماء .

v ولو أننا أردنا أن تتحرك الأمة ، نحو المقاصد العليا ، والأهداف النبيلة بالمصداقية ، والطرح الواقعي ، فإننا لسنا بحاجة إلى أنغام للطرب ، أو جوقة للموسيقى ، ذلك لأن الذين تتحرك مشاعرهم فقط عندما يداعب المتخصصون أوتار الآلات الموسيقية ، هم أولئك الذين يرقصون على وساوس الشيطان عندما يوحي لهم زخرف القول غروراً .

v أما الذين يعقدون العزم على أمرٍٍ خطير ، ويقررون خوض معركة يستهدفون من خوضها الإنتصار ، لا يحتاجون إلى من يدغدغ مشاعرهم بألفاظ معسولة، أو عبارات تحريضية ، ذلك لأن التحريض على القتال ، لا ينتج مفاعيله بنوعية المفردات ، لكنه يكون كذلك عندما يعتمد على المغازي والمعاني والأصول التى من شأنها أن تعمرِّ الإيمان .

v وقديماً كانت الجماهير تهتف بحياة الأشخاص ، ظناً منها بأن بين بني البشر من هم أصحاب حق في المنح والمنع ، غير أن مثل هذا الفهم الخاطئ قد ذهبت به علوم الحياة وتطورات الزمان ، وحركة الوعي الصاعد ، والمعلومات المتدفقة .

v وتذكرون كيف أن الناس ، حتى في مجال المصالح المادية والمنافع الحياتية ، هم اليوم لايتحلقون حول شخص الإ إذاضمنوا مصلحة تصب لصالحهم جراء تكالبهم حوله، فإذا انتفت عنه مثل تلك العناصر ، تفرقوا عنه أو إنفرقعوا ، وتركوه وحيداً في منزله لايزوره الإ الأقارب ، وذوي الأرحام .

v ولقد حدثنى وزيرٌ بأنه أصبح كراعي غنم إبليس يجلس أمام المنزل ، بعد أن أُعفى من منصبه ، والكثيرون ممن كانوا يطرقون عليه الباب ، استكثروا عليه حتى كلمات التحية والسلام .

v وبناء على التجارب الماثلة ، وهى أكثر من واقعية ، علينا ألا نعبئ من نريد إستقطابه في صفنا بعرض زائل ، أو منفعة مؤقتة ، وأن نستهدف ربط النّاس بنا بما نحمله من مثل، ونتمتع به من قيم ،لأنها هى التى تضمن لنا تحريك الأفئدة ، وضخ الدماء الحارة من مصدرها الأصيل لتتدفق في أوردة وشرايين القلوب ، وسبحان الله الذى يتولَّى تقليبها كيف يشاء .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.