علي ادم احمد يكتب *الشرق والغرب نقيضان لا يلتقيان:*
علي ادم احمد يكتب
*الشرق والغرب نقيضان لا يلتقيان:*

اذا كانت دول الخليج الفارسي تعتقد بأن ولاءها للدول الغربية ومشروع هيمنتها على المنطقة يوفر لها الحماية أو الاستقرار تكون قد تجاهلت أو جهلت تاريخ الصراع الأزلي بين الشرق والغرب منذ آلاف السنين هذا الصراع حتمي وقد كتب فيه عشرات الكتاب الغربيين بواقعية وتجرد رغم أن هناك كثير من المفكرين عملوا على بناء صيغ فكرية تقوم على التكامل والحوار وبناء جسور ثقافية بين الحضارات متجاهلين جوهر نمط تطور الحضارات وسيادتها على نظم الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والروحية فالشرق كان دائما مهد الحضارات البشرية الثقافية والدينية استمرت هذه الهيمنة حتى آخر خليفة عثماني الذي اسقطه العرب بغباء خدمة للمشروع الغربي الاستعماري وتفكيك هذه المنطقة ٠ الصراع الإسرائيلي العربي الإسلامي هذا هو التوصيف الصحيح لهذا الصراع ومحاولة افراغة من محتواه الحضاري الديني أيضا تم بايادي عربية خدمة لاجندة الدولة الغربية في محاولة منهم انتزاع منه البعد الحضاري الديني وحصره في صراع اثني جهوي عروبي مع دولة دينية ذات حضارة وثقافة كانما يصوغ إلى أن هذا الصراع بين شعوب متحضرة دينية وثقافية مع شعوب عربية تسكن الصحراء دون تحميلها اي قيم ثقافية وابعاد حضارية ٠ لقد وصل هذا الصراع وأخذ أبعاد خطير وبلغ ذروته مهدد اي مشروع حضاري في المنطقة خلال هذه الحرب التدميرية في غزة والمنطقة البوم اسرائيل لا تحس بالحرج فقط من اذلالها من قبل مجموعة مقاومة صغيرة في قطاع صغير محاصر في جيب ضيق على ساحل البحر الأبيض المتوسط اسرائيل تدرك بأن قوة حماس وصلابتها في مشروعها الحضاري وليس في إعدادها العسكري والتقني لذلك هي حريصة على تدميرها حتى لو كلف الأمر إحراق هذه المنطقة بأكملها بالتعاون مع بعض دول هذه المنطقة الخائنة لارثها الثقافي والحضاري كانما التاريخ يعيد نفسه بصورة متطابقة حين تعاون الشريف حسين مع المستعمر البريطاني في اسقاط الخلافة الإسلامية وتفكيك المنطقة هذا الدور بالضبط ما تقوم به دول الخليج الفارسي خدمة لمشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيوامريكي الاستعماري ٠ لكن هناك ما يحملنا على الجزم بأن هذه المشروع الاستعماري الليبرالي الصهيوني لا مستقبل له لقد فقد القيم الأخلاقية والحضارية والإنسانية القوة المادية مهما بلغت لن تسود الغرب سقط اخلاقيا وحضاريآ في هذا الصراع ومسألة سقوط منظومتة حتمية لقد بلغ ذروة انحطاطه القيمي ٠ لو عدنا لانحياز معظم دول المنطقة العربية والإسلامية لهذا المشروع دون أن تتسلح بالمعرفة والقيم الحضارية التي تنتمي إليها ٠
فحركة التاريخ والنهوض الحضاري لهذه الأمة حتمية لانها تمتلك ادوات النهوض والبعث و ستتجاوزها كما تجاوزت كل الأزمات التي مرت عليها ٠
