منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

علي ادم احمد يكتب :  السودان من عنق الزجاجة إلى الريادة* *التفسير الخاطئ للعدوان الاماراتي*

0

علي ادم احمد يكتب :

 

السودان من عنق الزجاجة إلى الريادة*

 

*التفسير الخاطئ للعدوان الاماراتي*

 

للاسف حكومتنا قامت بتفسيرات وقراءات خاطئة للعدوان الاماراتي ودعمه للمليشيا واحزابها العدوان الاماراتي لا بتعلق بالسلطة والثروة ودعم مشروع سياسي على حساب آخر بل اعمق من هذه الرؤية السطحية والمسطحة التي تم قراءاتها من قبل كثير من المحللين والمتابعين للشأن السوداني هذا العدوان يمثل عمق الرؤية الأمريكية الصهيونية للمنطقة والسودان الخطا الأبرز الذي وقعت فيه الحكومة السودانية انها وضعت هذا الصراع وفسرته بأنه صراع تكتيكي مرحلي يمكن أن نتجاوزه بإجراءات امنية وسياسية تقليدية في الحقيقة هو صراع استراتيجي يتعلق بشكل الدولة والهوية ليس في السودان فحسب بل المنطقة بأكملها هذا ما يجعل المخاطر الأمنية والاقتصادية الكبيرة على السودان حتى لو تم هزيمة هذا المشروع عسكريا في السودان ٠ صحيح مجلس الأمن القومي قام بتصنيف الامارات دولة معادية الا انه إجراء شكلي دون اتخذ إجراءات عملية في مواجهة سوى شكاوي بائسة في المنظمات الدولية التي تسيطر عليها الدولة الكبرى صاحبة المشروع الذي تنفذه الامارات نيابة عنهم في المنطقة هذا ما يفسر صمت هذه الدول والمنظمات اتجاه المذابح التي نفذتها المليشبا الإماراتية الارهابية في حق الشعب السوداني ٠ صحيح الدولة قادرة على سحق المليشيا عسكريا وإنهاء تمردها لكن هذا لا يمنع ان تتبنى الامارات خيارات أخرى ضد الدولة السودانية ودعمها لمليشيات أخرى وبنفس القوة من توفير غطاء سياسي وإعلامي بإمكانيات اكبر فهذا الصراع يمثل لها تحدي استراتيجي تتحكم به على السودان ووسط شرق افريقيا ومدخل البحر الأحمر في القرن الافريقي ٠ لذلك يجب على الحكومة السودانية إعادة قراءة وتفسير الصراع مع الامارات مرة أخرى بصورة صحيحة بل كل دول الخليج الفارسي فهي تمثل رأس الرمح في الرؤية الأمريكية الصهيونية في الشرق الأوسط والمنطقة بعيد عن تلك اللغة المعلبة الباردة الجوار الأزلي والدول الشقيقة فهذه اللغة لم تعد تصلح في العالم بعد ١١ سبتمبر وتفجير برجي التجارة وما تبعها من إجراءات أمريكية امنية وعسكرية صارمة من أجل تحقيق رؤيتها للعالم والمنطقة العربية والإفريقية ٠ السودان دولة مفتاحية في افريقيا والمنطقة هذه الميزة عجزت كل النخب السياسية والثقافية في استخدامها لتعزيز دوره في المنطقة كلاعب أساسي ومؤثر في تحديد الاتجاهات الثقافية والسياسية والاقتصادية ٠ إعادة القراءات ليس فعل نخبوي في المؤتمرات والورش بل يجب أن يوضع كسياسات ومخرجات لدى صانعي القرار في الدولة والا اننا سنقع في نفس الأخطاء السياسية والأمنية والاقتصادية الفاشلة التي تهدد بقاء الدولة ومستقبلها

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.