شاركت لاجئات سودانيات مقيمات في القاهرة بالدورة الثالثة من مهرجان «هي الفنون»، الذي يتضمّن مشاركة عدد كبير من الفرق النسائية حول العالم، من أجل تقديم مواهبهن وقدراتهن الفنية، بتقديم عرض استعراضي حمل اسم فرقتهن نفسها «الجزيرة المعزولة».
المبادرة أطلقتها لاجئات سودانيات بدعم من مركز «من هنا نبدأ» بهدف خلق ملتقى شبابي للتبادل الثقافي والتعبير عن الهوية عن طريق الفن وأنشطة الحوار الثقافية، التي تهدف إلى الإدماج وعرض ما يمر به شباب اللاجئين، والمهاجرون، وارتباطهم بثقافتهم، كما يهدف لتعزيز التعايش السلمي.
وقالت الفنانة السودانية هديل الهادي مدربة رقص في فرقة «الجزيرة المعزولة» لـ«الشرق الأوسط»: «أنا فنانة مستقلة مهتمة بالفنون الأدائية، ومؤدية غنائية وعازفة إيقاع، وأسّست فرقة أطفال للرقص السوداني، ومنها توسعنا وأنشأنا فرقة من عدد من الشابات اللاجئات من السودان، وتضمّ الفرقة عدداً كبيراً من اللاجئات في مجالات الفنون كافة».
ويزيد عدد السودانيين المقيمين في مصر على 5 ملايين فرد، وفق إحصائيات رسمية مصرية وسودانية.
وأشارت الهادي إلى أن «هدف الفرقة الرئيسي هو تقديم عروض ورقصات وأهازيج متنوعة، لكي يتعرف المشاهدون على الفنون والرقص والاستعراضات السودانية»، لافتة إلى أن هدفهنّ هو تغيير رؤية المجتمع لهنّ، وتتابع: «نحن لسنا لاجئات بالمعنى المتعارف عليه، لكننا فنانات قادرات على التعبير عن أنفسنا بشراً، واستطعنا تحقيق ذلك خلال مشاركتنا الأخيرة في مهرجان (هي الفنون) حيث قدمنا أكثر من عرض في مركز الجيزويت الثقافي بالإسكندرية، ومسرح الفلكي بالقاهرة تحت إشراف وإخراج مصممة الرقص الفنانة نغم صلاح».
وأوضحت الهادي أنه يتم التعاون مع جنسيات أخرى مقيمة في مصر خلال عروض الفرقة، حيث يشترك معهنّ فنانات من سوريا في بعض العروض.
وكانت نيفين قناوي، مؤسسة ومديرة مهرجان «هي الفنون» (she arts)، قد أعربت عن سعادتها في بيان أصدرته إدارة المهرجان بمشاركة اللاجئات السودانيات: «سعيدة بانضمام فرق من اللاجئين واللاجئات من مختلف دول العالم في النسخة الثالثة من مهرجان (هي الفنون) هذا العام، لعرض إبداعاتهم الفنية الملهمة، إذ يُعدّ المهرجان من الفرص المهمة التي وفرت العام الحالي للاجئات واللاجئين من المبدعين مساحة ذكية لدعم مواهبهن الفنية المختلفة، وأود أن أتوجه بالشكر لكل الجهات الفنية الداعمة للمهرجان، من الحكومة والشركات والمؤسسات المختلفة، بما في ذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر، الذين استجابوا لدعوتنا لدمج عدد من اللاجئات في فعاليات مهرجان (هي الفنون) لعام 2023».
ودعت إدارة مهرجان «هي الفنون» مائة طفل سوداني لحضور حفل للأطفال مجاناً، بالتعاون مع كورال المدرسة الألماني في الإسكندرية وفرقة فابريكا للأطفال.
وزادت أعداد الوافدين واللاجئين السودانيين في مصر خلال السنوات الأخيرة بسبب تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية في السودان وجنوب السودان، مما جعل الرحيل هو الخيار الأول للمواطنين السودانيين، وكانت مصر وجهتهم الأولى وفق مراقبين.
وحسب تقرير المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين لشهر مارس (آذار) 2023، فإن مصر تستضيف أكثر من 288 ألف شخص من طالبي اللجوء المسجلين واللاجئين من 60 دولة مختلفة، غالبيتهم من سوريا ومن ثَمّ السودان وجنوب السودان وإريتريا وإثيوبيا واليمن والصومال. وأوضح التقرير الأممي أن اللاجئين وطالبي اللجوء يعيشون بمصر في بيئة حضرية (مدن)، ويتركزون إلى حد كبير في القاهرة الكبرى، والإسكندرية، ودمياط ومدن عدّة في الساحل الشمالي.
