الصادق ساتي يكتب : *تعقيبا على مقال بروف التجاني عبد القادر*
▪️لأول مرة يبتعد دكتور التجاني عبد القادر عن تحميل اللوم والأخطاء لما حدث بعد العام 2019 للإنقاذ والحركة الإسلامية السودانية. وفي هذا محمدة جيدة وتطور فكري إيجابي لدكتور التجاني خارج سجون مراراته على الحركة الإسلامية السودانية.
▪️إستطاع دكتور التجاني تقديم تحليل علمي دقيق لتطوّر فكرتي :
1- فكرة السودان الجديد لصاحبها جون قرنق، ووارثها ياسر عرمان.
2- فكرة مملكة آل دقلو كبديل لدولة السودان الحالي لصاحبها أو لمتبنيها حميدتي.
▪️إستطاع دكتور التجاني تقديم تحليل ممتاز لمراحل تطوّر وإندماج الفكرتين في قالب واحد، لتصبح الفكرة الهجين هي المولود الشرعي لثورة الشعب السوداني ضد الإنقاذ والحركة الإسلامية السودانية في 2019 🤔.
▪️إجتهد دكتور التجاني وأسهب في إبراز مقارنة التطوّر للفكرة الهجين (مملكة آل دقلو في السودان الجديد) وربطها بسيرة القذافي في تفكيك الجيش وإستبداله بجيوش قبلية، وكتاب القذافي الأخضر.
▪️رغم وجاهة المقارنة بين ما حدث من الدعم السريع في السودان، وما سطره تأريخ القذافي في ليبيا إلا أني أرى أن دكتور التجاني أورد هذه المقارنة ليصرف القارئي عن مسار وتسائل فكري مستنبط ومشروع عن :
▪️لماذا لم يتحدث دكتور التجاني عن الجهة أو الجهات التي رعت الثورة في السودان في 2018 وحوّرت فكرة التغير التي كانت تنشدها الأمة السودانية بما فيهم الإسلاميين (حرية سلام وعدالة) حورتها وبدلتها لفكرة نبته شيطانية لعينة هجين زاوجت بين طموحين لرجلين (حميدتي – عرمان) ليس لديهم أي عمق عقدي ولا ثقافي ولا إجتماعي ولا إيماني ولا قيمي في الأمة السودانية 🤔.
▪️فلماذا تجاهل دكتور التجاني هذه الرعاية الشيطانية للفكرة الهجين التي خنقت ثورة الأمّة السودانية على الإنقاذ وأفسدت شعارها المرفوع، وأغرقته في طموح غريب لا يتقاطع أبدا مع فكرة التغير لثورة الأمة السودانية على الإنقاذ في العام 2018.
▪️تلك الرعاية الدولية والإقليمية التي أجهضت ثورة الأمة السودانية على الإنقاذ وطرحت بديل ليس بفكرة خارج الصندوق فقط ، بل بديل هو محطّم للصندوق نفسه 🤔
1- فكيف بالله تتبنى الأمة السودانية فكرة إمارة آل دقلو للسودان والسودان ليس به تجربة ملكية معاصرة يمكن الرجوع إليها، وآل دقلو أخلاقهم ودينهم خالية تماما من القيم والمكارم والأخلاق والدين، فكيف يكون ملكا وأميرا من يقتل ويعتقل ويطرد وينهب ويسرق ويغتصب حرائر رعيته التي ينشد أن يحكمها🤔.
2- وكيف بالله تتبنى الأمة السودانية فكرة السودان الجديد التي مات مبتدعها جون قرنق، مات بعد أن غيرها من فكرة تنمو على رماد السودان القديم لفكرة تتعائش مع السودان القديم كما أشار لذلك بوضوح دكتور التجاني في مقاله.
وفكرة السودان الجديد نموذجها الجاري في دولة جنوب السودان نموذج فاشل ولا تعمل أي جهة أو حزب سياسي على ترويجه، فكيف بفكرة ليس لها عمق في مكان نشأتها تصبح هي الأنسب للأمة السودانية وقد تبناها الشيطان ياسر عرمان الذي قضى معظم عمره في محاربة الأمة السودانية 🤔
▪️ولو أن دكتور التجاني ركّز على تحليل تلك الرعاية للفكرة الهجين كبديل لشعار الثورة لكان أيضا متاح له أن يستفيض في تحليل أهداف الرعاية الدولية والإقليمية لزراعة الفكرة الهجين وما ينتظرونه من حصاد، والذي ظهر جليا في محاولة إيجار الفشقة (90 عاما) ، ومواني البحر الأحمر، وإستبدال ساكني الخرطوم والنيل عموما من أهل السودان بعرب غرب أفريقيا 🤔 وغير ذلك من أهداف.
▪️وتجاهل دكتور التجاني أيضا دور الحركة الإسلامية السودانية بل الأمّة السودانية المسلمة في الوقوف أمام تحقيق الفكرة الشيطانية الهجين، وحجم المدافعة الصلبة القوية التي أجهضت الفكرة أو كادت.
▪️وأخيرا، لماذا لم يوضح دكتور التجاني رؤيته الخاصة بعد هذا التحليل الفكري الغني 🤔……
القارئ لمقال دكتور التجاني لا يستطيع أن يفهم موقف الكاتب وإتجاهات الفكرة التي يدعمها.
▪️وعموما نشكر دكتور التجاني شكرا جزيلا على هذا المقال العميق الغني الذي أرجوا أن تستفيد منه الأمة السودانية في ضبط خارطة متبقي طريقها.
وبالله التوفيق