منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عمار العركي – آبي أحمد ، مؤشرات السقوط بسرعة الصعود

0

في تصريحات أقل ما يمكن وصفها بالغبية المتغطرسة، عديمة اللياقة والمسئولية حول البحر الأحمر قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن البحر الأحمر بالنسبة لإثيوبيا هو مسألة (حياة أو موت) و أنه حان الوقت لمناقشة الموضوع (علناً دون مواربة) كاشفاً عن إستعداده لإثارة مطالب إثيوبيا (الحصول على منفذ بحري سيادي على البحر الأحمر في المحافل الدولية) و قال (شخصياً) مستعد لإثارة الموضوع في المحافل الدولية لأن مسألة الحصول على منفذ بحري بالنسبة لإثيوبيا ليس (ترفاً) مضيفاً أن (البحر الأحمر و نهر النيل هما ثنائيان) يتوقف عليهما (مصير) إثيوبيا و جهودها التنموية ، معيداً غطرسة وغرور تصريحه السابق بانه سيحصل على ميناء بحرى بالتفاوض او (بالقوة)

بالرجوع إلى مفردات آبي أحمد بين الأقواس يدرك القارئ مدى (الإنتهازية والغطزسة الغبية ) التي أصابت ذكاء و مهارة عقيد جهاز المخابرات الأثيوبي بوحدة الإتصالات العسكرية حتى 2010م و لأنه حينها كان شاباً ذكياً و طموحاً لا يسع جهاز المخابرات ذاك الذكاء و الطموح ، إحترف السياسية و صعد برافعة قومية والده “الجبهة الديمقراطية لشعب الأرومو” ليصبح مسئولاً عن مكتب التنمية و التخطيط العمراني و هو أخطر موقع بإعتبار أن الثورة الأثيوبية التي إطاحت بحكم التقراي كان سببها الأساسي و مُفجروها هُم “الأرومو” عقب قرار حكومة التقراي بإعادة تخطيط العاصمة و نزع ملكيتها و تبعيتها عن إقليم الأرومو الذى تقع “أديس أبابا” داخل حدوده ، وذلك قبل أن يصعد لموقع نائب رئيس إقليم الأرومو الذي أهله ليصبح وزيراً للعلوم و التكنولوجيا بالحكومة الفيدرالية وبعد إندلاع ثورة شعب الأرومو و الإطاحة بسلطة الإئتلاف الحاكم قدمه شعب الأرومو لينالوا شرف حُكم أثيوبيا لأول مرة في تاريخهم عبر رئاسته لوزراء إثيوبيا.
الإمارات، وجدت ضالتها فى الشاب الصاعد والطامح بعد أن توفرت فيه كل المواصفات الإماراتية من “إنتهازية و مطامع شخصية و جموح التسلط و جنوح نحو العظمة و الغطرسة” فقامت بإعادة صياغته “إماراتياً” وتركيب شريحة “الغباء والغطرسة الإماراتية” حيث تم تدشين عمل الشريحة في حفل تسليم آبي أحمد “جائزة نوبل للسلام” و تكفلت الإمارات “بثمن الجائزة” و مصروفات الإحتفال.
• ومنذ تلك اللحظة وبإحساس الزعامة والعظمة المصنوعة ، وبسرعة “الصاروخ الإماراتى” صعد أبى أحمد ولمع نجمه إقليمياً ودولياً، وبدأ فى رد الديون التى عليه بمراعاة مصالح الإمارات كأولوية مُقدمة حتى على مصالحه الشخصية، أما مصالح أثيوبيا وشعبها وقوميته التى صعد على أكتافها ، فهى خارج حساباته وإهتناماته ، و الدليل على ذلك أن حشر آبي أحمد “أنفه” فى السُودان والبحر الأحمر بالوكالة و بالإنابة عن “أنف” الإمارات ، متحدثاً وفاعلا بذات مفردات وأفاعيل الأطماع والمصالح الإماراتية فى السُودان و البحر الأحمر.

• أبى أحمد” يتحدث وكانه رئيس دولة مشاطئية وساحلية تحادد البحر الأحمر ، لا أثيوبيا الدولة الحبيسة بلا منفذ او ميناء بحرى، فتصريحاته “الغبية المتغطرسة “، تُعبر عن “طموح و خطط الإمارات” أكثر من كونها تُعبر عن مصالح و مكاسب إثيوبيا و شعبها التي أضر بها “آبي أحمد” بل ظل يعمل ضدها على الدوام ، خاصة تلك المتعلقة مصالح أثيوبيا في البحر الأحمر و التي تمت دون اللجؤ إلى عنتريات و التلويح بتهديدات “غبية و ساذجة” ، لكنها لم ولن تكتمل لشئ في نفس “الإمارات”.
• *فمنذ توليه السلطة إتبع آبي أحمد سياسة جادة في توسيع نطاق وصول إثيوبيا إلى الموانئ في منطقة القرن الأفريقي فأُعلن أن الحكومة الإثيوبية ستستحوذ على حصة 19% في ميناء بربرة في جمهورية صوماليلاند الإنفصالية غير المعترف بها، كجزء من مشروع مشترك مع موانئ دبي العالمية.

• في مايو 2018 وقعت إثيوبيا على إتفاقية مع حكومة جيبوتي لأخذ حصة في ميناء جيبوتي لتمكين إثيوبيا من أن يكون لها رأي في تطوير الميناء و تحديد الرسوم.
• يمنح الإتفاق الإثيوبي الجيبوتي الحكومة الجيبوتية خيار الحصول على حصص في الشركات الإثيوبية المملوكة للدولة في المقابل مثل الخطوط الجوية الإثيوبية و إثيو تيليكوم

• بعد هذا الإتفاق وبيومين فقط ، تم توقيع إتفاقية مماثلة مع الحكومة السودانية تمنح إثيوبيا حصة ملكية في ميناء بورتسودان
• أعقب ذلك بوقت قصير الإعلان أن “أبي احمد” و الرئيس الكيني “أوهورو كينياتا” قد توصلا إلى اتفاق لبناء مرفق لوجستي إثيوبي في ميناء “لامو”

• اتفاق السلام والتطبيع مع “إريتريا” فتح إمكانية لإثيوبيا لإستئناف إستخدام مينائي “مصوع و عصب” ، اللذين كانا قبل النزاع الإثيوبي – الإريتري موانئها الرئيسية و التي كانت ستكون ذات فائدة، لولا التدخلات الإماراتية الخبيثة.

كان “للإمارات” رأى غير ، فإعاقت اكتمال هذه الإتفاقيات ، فمن مصلحتها أن تظل أثيوبيا “حبيسة مائياً” ، تكابد و تعاني حتى تحصل على منفذ وميناء بحرى ، و لن تحصل عليه أن بعد أن تحقق الإمارات طموحها و آمالها “الغبية المتغطرسة ” في السيطرة و التحكم في كل منافذ وموانئ البحر الأحمر بتسخير وذلك بتسخير “ابى احمد” كواحد من أدواتها ، ثم بعد ذلك “تفكر” في منحه منفذ أم لا.

خلاصة القول و منتهاه:

خارجياً ، “آبي أحمد” ، يعادي مصر و السودان و إرتزيا و لديه خلافات حدودية مع جنوب السودان و جيبوتي و مثلها مع الصومال زائداً عليها صراع إثني في إقليم الصومال الأثيوبي المحادد للصومال و المطالب بالإنضمام للصومال.

داخلياً ، “أبى احمد” غدر بقوميته وعشيرته وشق صف ووحدة “جبهة الأرومو”وسجن ونفى كبار زعاماتها وقادتها المنافسين له ، تحالف مع الأمهرا.و اريتريا لمحاربة “التقراى”، ليعود ليتصالح ويتحالف مع “التقراي” لمحاربة الأمهرا وارتريا ، اضافة لسياسات الإقصاء والتهميش وقهر القوميات الأخرى فى أقاليم ” الصومال أوغادين ، بنى شنقول ، شعب الجنوب”

كذلك. “سد النهضة” أمل و حلم الشعب الأثيوبى ، حوله “آبي أحمد” إلى أداة وسيلة إبتزاز سياسي ومادى ، لتحقيق مصالحه الشخصية و مصالح مستخدميه خصماً على مصلحة الشعب الأثيوبي الحالم و الآمل.

“آبي أحمد” حالياً محاصر من قومية الأمهرا و قواتها الشعبية “الفانو” التي توسعت و شملت كل ولايتي ” قوندر ” و ” قوجام” حيث تمكنت من السيطرة على عدة بلدات صغيرة في ولايتي ” قوندر ” و” قوجام ” و ” سانجا” شمال شرق المتمة المتأخمة للحدود السودانية.

وبحسب تقارير صحية أممية فإن 34 مليون إثيوبي يعانون من المجاعة و11 مليون منهم في حالة حرجة و 5 مليون إثيوبي هاجروا نتيجة للإقصاء العرقي حالياً هم في إنتظار العون الإنساني من الحكومة و المنظمات الدولية و بحسب تلك التقارير يموت 5 مواطنين كل 60 دقيقة إما بسبب النزاعات المسلحة أو المجاعة.

كل المؤشرات والدلائل. تشير الى قُرب سقوط “أبى أحمد” ليلحق بالنُسخ الإماراتية من الرؤساء والمسئولين الذين سقطوا مثال محمد عبدالله فرماجو، محمد بازوم، حميدتى ، فاغنر ، وذلك بواحد من ثلاث سناريوهات ظلامية متوقعة ، ثورة عارمة من قبل الأقاليم المهمشة تنهى حقبة أبى احمد وتبدأ حقبة صراع من يحكم / انتصار وسيطرة “الأمهرا” على السلطة مما يؤدي الى ذهاب “ابي احمد” وحضور حروبات وصراعات إثنية حول السلطة/ او التحاق أثيوبيا بموسم ” ربيع الإنقلابات الإفريقية ” كأفضل سناريو.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.