عمار العركي يكتب : *معركة كرامة ، وإعلام أقل قامة*
• *من اليوم الأول للحرب والناس، كل الناس* في حالة صدمة وإندهاش ، وعلى مدار الشهرين الآوائل للحرب ، كانت هنالك إستجابة إعلامية تلقائية وفورية من قبل الإعلاميين والصحفيين والخبراء الوطنيين الذين تداعوا بحس وطني لسد فرقة الإعلام “المصدوم والمندهش” ، ولم يبارحوا الفضائيات بكل تصنيفاتها ومواقع التواصل الإجتماعي بكل تبايناته.
• *أذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر،* الخبراء الوطنيين د. اسماعيل محذوب ، د.ابراهيم الرشيد ، الفريق فتح الرحمن ، اللواء عبد الهادي عبد الباسط ،د. حسن سلمان د. محمد عبد الرحمن ومن الإعلاميين والكُتاب الصحفيين ابو هاجة ،ابراهيم الحوري، الطاهر ساتي ،عثمان ميرغني ، عمار عوض ، عبد الماجد عبد الحميد ، الصادق الرزيقي،خالد الإعيسر ، عادل سيد احمد ،…. الخ ، وبمختلف إنتماءاتهم ومنطلقاتهم، تنادوا من منطلق الحصة “إعلام وطن”، تنادي لم يكن مرتباٌ له او منسق إنما كان تلقائياً وبحس وطني مجرد إحساساٌ بخطورة الوضع في ظل غياب الإعلام الرسمي وضعف الحربي .
• *وبعد مُضي الشهرين خبأت او تكاد تكون* تلك الأسماء لأن “الفرقة” اتسعت والحرب الإعلامية أصبحت أكبر من امكانياتهم “المادية والمعلوماتية”، وحضر في غيابهم إعلام العدو بعد تأكُد ويقين خسارته للمعركة العسكرية ، ليقود معركة إعلامية أشد ضراوةً وخطراً وأثراً لتعويض الفارق وقد نجح بجدارة في ذلك ليس بالامكانات المادية او الفنية المأهولة ، ولكن لتقاعس وتخلف الاعلام الأيجابي وتواضع الاعلام الحربي الميداني والمعنوي التوجيهي ، لدرجة أن صاحب الكوكتيل الإخباري المتخصص الإعلامي الوطنى “محمد الننقة” يبحث عن الخطوط والعناوين الاعلامية العريضة الإيجابية لكوكتيله ، كمن يبحث عن إبرة مُعقمة في كوم من الإبر “المسممة”.
• *ظللنا في كل كتاباتنا ومقابلاتنا ننبه* ونطالب بضرورة إعلان حالة الطواريء الإعلامية وضرورة أن تكون المعركة الإعلامية مُتقدمة او موازية للمعركة العسكرية والسياسية وليس العكس، حتى الإعلام الشخصى المناصر ومجتهد ، والذى بدأ فاعلاً ومؤثراً ، أصابه ما أصابه، لدرجة ترك المعركة الحقيقية والإنشغال بقضايا “إنصرافية” وتشاكسات وملاسنات داخل الإعلام المناصر والمساند لقواتنا المسلحة ، مثل أن الاعلامي الفلاني تخاذل والإعلامي الفرتكاني يريد شق الصف ، وآخر يخدم في أجندة العدو دون إدراك او تريث ……الخ.
* *فاختلط حابل الاعلام الوطني بنابل إعلام العدو* المستعد والمتربص، وأصبح المواطن والمتلقي في حيرة من أمره ، ويدفع فاتورة الهزائم الإعلامية ، والإعلام “الإنصرافي” الغير “منصور” و “لا هادى” وأخشى ما أخشى أن يطرق جدار الثقة المتين “طارق” من طوارق سؤ الظن والفتن ، فى ظل غياب الأخبار والحقائق، التى في مجملها إيجابية ومنتجة وفي المتناول ، ولكن من يرسلها ؟ وكيف يرسلها ؟ لقطع الدرب أمام تغبيش وتشويش،وفبركات إعلام العدو ، وليطمئن قلب المواطن ، ويركز قلم الكاتب الوطني ، ويلعلع لسان الخبير والمحلل ، كما كان عليه الحال فى شهري الحرب الآوائل.
• *خلاصة القول منتهاه:*
*-* والحرب في شهرها السابع ، لا زال إعلام الحرب الرسمي والأمني والعسكري التوجيهي المعنوي محلك سر ، واصبح خصماٌ على انتصارات القوات التي تحقفت ، والمعنويات التي ارتفعت
*-* الحرب الإعلامية بانماطها الرسمية والأمنية والحربية التوجيهية ، غير مواكبة او واضحة وعاجزة عن مقارعة إعلام العدو رغم تراجعه وتقهقره.
*-* لابد من تدارك الوضع الإعلامي من خلال غرفة طواريء اعلامية متخصصة من كل المعنيين ، ووضع خطة إسعافية لعمل اعلام اخباري توجيهي معنوي.