منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*مدثر رضا يكتب : *التملك الخاص في الخدمة العامة

0

انتقال موظف ما من وظيفته الي وظيفة أخري أو مغادرة تلك الوظيفة نهائيا بالاقالة أو الاستقالة أو الإحالة حسب النظم المعتمدة والمعمول بها ينبغي أن يكون حدثا عاديا روتينيا لا يلفت انتباه أحد عدا الدائرة المقربة من الموظف من زملاؤه أو أسرته أو اصدقائه ….
أما حينما تضج الدنيا وينشغل الناس لأن موظف قد تمت إقالته وتصدر البيانات المروسة بأسماء وشعارات حزبية وقبلية وجهوية ثم تكتمل صورة الكوميديا السوداء ببيان يصدره الموظف يوجه الجميع بضبط النفس ووضع الوطن في حدقات العيون …فهذه ظاهرة رغم ما فيها من بواعث التندر والسخرية إلا أنها تستحق الدراسة والوقوف عندها …
وحتي لا نقسو علي الموظف ونحمله وحده وزر هذه الظاهرة فقد طالعت قبل أكثر من عام بيانا لاحدي المجموعات القبلية تطالب باعفاء مدير أحدي الشركات الحكومية وتعيين ابنها ( الذي كان نائبا للمدير ) في مكانه وقد كان أن استجابت الدولة واعفت هذا المدير المسكين وان كنت للأمانة لا اعلم هل تم تعيين نائبه في مكانه ام لا …
ما ذكر أعلاه يعد قطرة في محيط شواهد أخري علي مدي البؤس والتغول الذي حدث لجهاز الدولة التنفيذي ( الخدمة العامة ) من قبل الأحزاب السياسية والكيانات المجتمعية لهذا الجهاز الحساس والذي كان نتيجة لهذا التغول ما نعيشه الآن من دولة فاشلة تماما ومنهارة كليا ..
والواقع أن هذا التغول الذي أفسد جهاز الخدمة المدنية تتحمل وزره كل الحكومات التي تعاقبت علي حكم السودان منذ الاستقلال وحتي اليوم بشتي توجهاتهم اليمينية أو اليسارية .التقدمية والطائفية . عسكرا ومدنيين ..
فقد تعاملت هذه الحكومات مع الجهاز التنفيذي كغنيمة تستأثر به لنفسها وتمنعه عن غيرها ممن لا يوالونها .فكلما دخلت أمة لعنت اختها. واعملت في جسد الخدمة المدنية معول البتر والترقيع حتي وصل الأمر الان لما وصلنا إليه
فعلا السياسيون أصحاب الشعارات والحلاقيم الكبيرة وتشردت الكفاءات في عواصم الدول واستشري المرض في جسد الدولة حتي سجي جسدها في غرفة العناية المركزة في انتظار اعلان وفاتها أو خروجها مستشفية معافاه…وهذا ما نرجوه بأذن الله
اذا كنا نتطلع الي تأسيس دولة حقيقية تنهض من تحت ركام هذا الحطام الذي تعيش تحته الان ..لابد من دراسة هذه الظاهرة بغية معالجتها والتأكد من عدم تكرارها …فبناء دولة ناجحة بجهاز تنفيذي فاسد كمحاولة قيادة مركبة بمحرك معطوب …
سأحاول أن ألقي اضاءات حول هذه الظاهرة من ناحية المشاكل والحلول إذا مد الله في الأيام ونزع مابي من كسل
اسعد بمشاركتكم وتوجيهاتكم وتصويباتكم وتشجيعكم
#الخدمة_العامة_للمهنيين_المختصين.
#السياسيين_للاحزاب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.