على ادم احمد يكتب : *الديمقراطية وجدلية التنظير والتطبيق*
الصراع السياسي على السلطة والحكم هو صراع ازلي مرتبط بنشأت المجتمعات والجماعات الانسانية وهو اخاذ في التطور مع الحياة وتطور انظمة الحكم وانماطها الا انه لا ياخذ منحى محدد او شكل واحد فهو يختلف من منطقة لاخرى ويتاثر بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وبدرجة اكثر بالمعتقدات الدينية وهي مرهونة بتطور هذه العوامل اي انظمة الحكم اذا كانت هذه العوامل هي من تاثر في نظام الحكم فالطبيعي ان لا تكون هذه النظم متشابه في العالم لاختلاف هذه العوامل من منطقة لاخرى ٠
فالديمقراطية اذا كانت تعني حكم الشعب او تحكيمة فالشعوب مختلفة بطبيعة الحال في عاداتها الثقافية والاجتماعية وفي معتقداتها يجب ان لا نجهل عامل المعتقد في عملية الحوكمة السياسية فهي لديها دور كبير من باقي العوامل التي تؤثر في العملية السياسية او الحوكمة ٠
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي برز النظام العالمي الجديد فارضآ رؤية سياسية واقتصادية على العالم وكانت بداية الهيمنة الامريكية لقيادة العالم ٠
# تجارب الشعوب في الحوكمة وبناء السلطة :
دعنا نذهب مباشرة شرقآ الى الصين الجديدة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية برزت في الصين تجربة جديدة وهي النظام الشيوعي الاشتراكي فهي مدرسة مختلفة عن بقية التجارب الاشتراكية في العالم اضافت الصين لهذه التجربة الخصوصية الاجتماعية للشعب الصيني ولم تطبقها وقع الحافر على الحافر كما هي موجودة في روسيا او اتحاد الجمهوريات السوفيتية السابقة وهذا ما منحها القوة والثبات بعد تساقط الفكر الشيوعي والاشتراكي في هذه المنطقة ٠
الشاهد في هذا النموزج اي الصيني من الاستحالة تطبيق نظام سياسي واحد وفق رؤية سياسية واحدة كما تحاول ان تفرض القوة الغربية رؤيتها على العالم بالقوة الناعمة والخشنة احيانآ ٠
اذا عدنا للتجارب السياسية في السودان عقب الاستقلال طغت عليها الاحزاب الطائفية والاسلامية وكانت ذات تاثير كبير ولا تزال على الشارع السوداني لتاثره بالدين والطرق الصوفية هذا العامل هو المرجح لالتاف الجماهير حول الاحزاب الدينية ٠
# تجربة الاحزاب الحداثوية او الثورية :
لا نقصد بالحداثوية بان هناك احزاب تقليدية وقديمة قد يصل حزب ثيوقراطي لدرجة من الحداثة بالمراجعات الفكرية والسياسية ما لم تبلغة احزاب حديثة الفكر للجمود الفكري والتكيف الاجتماعي والسياسي تجربة الحزب الشيوعي السوداني مثلآ لقد تنمطت الصورة الذهنية لدى الشعب السوداني وحتى سياسي الحزب نفسه عن ادبيات الثورية والفكرية للحزب ٠
العلاقة السياسية معقدة جدآ بين الاحزاب والجماهير في السودان يرجع ذلك لعوامل اجتماعية وهذا وحده كفيل بان تضع النخب الثقافية والسياسية هذان العاملان في سياق بناء اي عملية سياسية اما اخذ الصراع الى حافة الهوية كما راينا بعد ثورة ديسمبر كانت نتائجة كارثية على الدولة السودانية من حروب وتهجير وقتل ٠
عدم ادراك القوة الموقعة على الاتفاق الاطاري وسوء تقديراتهم السياسية والاجتماعية وارنباطاتهم بمحاور خارجية لم تهتم بسلامة الدولة السودانية هو ما اوصلنا الى هذا النفق والمازق الاسياسي والاجتماعي ما احدثته هذه العملية السياسية من ضرر اجتماعي وسياسي لا يمكن ان يرمم بعملية سياسية انتقالية هدفها الوصول لانتخابات بجب وضع برامج اجتماعية وثقافية ودينيه وتطبق بجدية لترميم ما اتلفته هذه العملية السياسية والعسكرية ٠
لكن ما نراه من هذه الاحزاب هو السير في نفس الاتجاه الذي ادى للانسداد السياسي والاحتقان والحرب دون ان تستفيد من هذه التجربة القاسية سياسيآ واجتماعيآ ٠
هذا الفشل يعود في الاساس لخلل بنيوي في تحالف المجلس المركزي هو قصور رؤيتهم للسلطة والحوكمة في الانفراد بالحكم دون برنامج يؤسس لعقد اجتماعي يحفظ الدولة من الانزلاقات التي نعيشها اليوم ٠