منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

ابتلاءات شعب ( ٢)

0

دكتوره ليلى الضو ابو شمال
لعل الحديث عن ابتلاءات الشعب السوداني حديث طويل تناولنا منه في مقال سابق أنواع البلاء وفئات المبتلين وتصنيفاتهم، وعظم البلاء واجره ، واشير في حديث اليوم إلى مقولة منسوبة لسيدنا علي بن ابي طالب (كرم الله وجهه) ( ان دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة) ، أي أن الظلم ولو طال أمده فله نهاية سعيدة تحق الحق وتنصره، حيث لا يصح الا الصحيح،، فالايام دول بين الناس تدول وتزول والبقاء لخالق الكون، وبما أن الإنسان عمره محسوب بزمن يبدأ به وينتهي فلماذا لا يتفكر ويتدبر في هذا العمر ويفنيه فيما يصلح ويبقى، إن كان علما أو عملا يكون له عبادة يتقرب بها إلى الله، وبالتأمل في الإنسان السوداني أجده صابرا محتسبا مفوضا أمره إلى الله، نشأ معظم أبناء هذا الشعب في كنف أسر مكافحة صامدة حامدة شاكرة قد لا يكفيها قوتها أياما معدودات فلا تكل ولا تمل، بل ما تجده تتقاسمه مع الآخرين ،،وعاشت أسر كثيرة على الكفاف وعلى التكافل دون أدنى كلل أو ملل، ولم يكن المانحين والواهبين ممن يمنون أو يؤذون بما اعطوا ، وظل الشعب السوداني شعب أصيل يقري الضيف ويضحك رغم مرارات الحزن التي في القلوب، وأصبحت سماحته هي البصمة التي عرف بها هذا الشعب داخل وخارج وطنه فيكفي أن تقول أنا سوداني فهذا جواز مرور لك في كل مكان وظللنا نفخر بذلك ونسعى أن نكون كما شهدوا لنا .
ان يبتلى جيل لا ذنب له هذا يدمي القلب والحديث هنا عن جبل الألفية الذي ما إن ترعرع ودخل عمر الزهور الا ولاقى من الشوك والشدة والعنت في مجال التعليم من عدم استقرار في الدراسة إن كان بسبب مناهج لا تتناسب و طموحات العصر (والمغرب والعشاء) ،،او كان بسبب الأستاذ المحبط الذي لا يستطيع أن يعطي ويهب (لأن النفسية سيئة) ولا بيئة تساعد على الإبداع وأسوأ الأمور أن تقدم على عمل مكره فيه أنت لا بطل،، لذا جاء جيل محبط ساخط رافض لكل ما في مجتمعه فالحق يقال هو مظلوم لم تهتم به الدولة فتضع له مناهج تواكب زمانه ولم تهيئ له بيئة خادمة له تساعده على العطاء، وإن تخرج بعد معجزة يجد كل الأبواب مغلقة أمامه ، اللهم الا إذا وجد له جرعة من (فيتامين واو) ، فهي الشهادة الصحية المطلوبة مع بقية الأوراق والشهادات بل هي الأهم ،،جيل مثل هذا ماذا يفعل غير سيطرة فكرة الهروب دوما في ذهنه إن كان لبلاد اخرى،، أو كان عبر جرعات اللاوعي التي وجدت طريقها وقبولها لديهم.
لم يكن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم من فراغ (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ….)ماذا فعلتم بقدر المسؤولية التي وقعت عليكم لهذا الجيل الذي قتلتم فيه الإبداع وأحييتم فيه الاحباط واليأس ،،هل نامت أعينكم ام لازلتم في الغفوة.
ولا زال القلم يسطر وينكأ الجراح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.