منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

📍السفير عبد الله الأزرق يكتب : 📍الجبهة المدنية العريضة

0

عاصرت في الخارجية السودانية سفراء مِلْء السمع والبصر ، لا تخطئ العين مهنيتهم مثلما لا تخطئ انجازاتهم للسودان . هنا يتوارد على الذهن رجال من أمثال السفير عبد المحمود عبدالحليم . فإذا أردت أن تتعلم كيف تحلل الأوضاع الدولية بعمق ودراية فعليك بما كتبه عبد المحمود . وإذا أردت أن تتحلى بالإخلاص في تمثيل البلد بمهنية وشجاعة فعليك بعبد المحمود .

أما إذا أردت الانجازات العظام كاستخراج البترول فتذكر السفير علي يوسف . وإن رُمْتَ البذل والعطاء والكرم والسماحة فانظر تلقاء الشريف علي يوسف .
هذان مثالان فقط لكوكبة نيرة من رجال كُثر يحتذون في الخارجية ، نحتوا أسماءهم في جدار المجد والشرف والوطنية . منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .

على أن آخر يذكرك بمقال توماس بين حين قال :
It has been the political career of this man to begin with hypocrisy, proceed with arrogance, and finish with contempt –
” لقد بدأت الحياة المهنية السياسية لهذا الرجل بالنفاق ، وتواصلت بالادعاء الأجوف ، وانتهت بالكُرْه ” .

رأيته مع الأستاذ علي عثمان خانعاً مُتَزَلّفاً مُدَاهِناً ، يتمسح بالاعتاب ، يلعق الكِعَاب ويتقرب للجناب .
وليت علي عثمان اتعظ بقول القائل :

مَنْ يطلبُ الودَّ ممَن لا يُقَدِّرُهُ
كطالبِ البردِ عند القيظِ مِن نارِ

فكن علىٰ حذرٍ ممَن تقرِّبُهُ
وامنحهُ وِدَّكَ مِقدارًا بمقدارِ
لكنه لنُبله وسلامة طويته ابتلع الطُّعْمَ فقرّبة وأدناه وآثره .
ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كلها
كفى المرؤ نبلاً أن تُعَدّ معايبه

عيّنه الأستاذ على عثمان مسؤولاً عن تشييد ( المكتبة الوطنية ) ، ومنحه منصب وزير دولة . وبقي الرجل سنتين يلعق مخصصات وامتيازات المنصب الرفيع دون أن يضع لَبِنَةً في أساس المكتبة .
ما كان علي عثمان يعلم أن الرجل ” يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي ” Eats with every wolf and cry with every shepherd كما يقول المثل . فقد كتب مع ألان قولتي السفير البريطاني المطرود من السودان مقالاً مشتركاً وصف فيه جماعة على عثمان بالإرهاب والتطرف والطغيان وإفساد البلاد . وللحقيقة فقد كان ألان قولتي أكثر منه موضوعية .
ولعله ظنّ أن ما كتبه سيظل خفيّاً . وجاءني وأنا وكيل للخارجية ، فلما ذكرت له المقال إزْوَرّ وحاول تبرير فعلته بالقول ” الخواجات ديل لازم الزول يديهم حاجة عشان يقدر يأثر عليهم ” يظنّ بنفسه ذكاءً وفطنة !!!

مَلَكَ النفاقُ طِباعه فتَثَعْلَبا
وأبى السماحةَ لؤمُهُ فاسْتَكْلَبَا

وأُثر عن جورج أورويل أنه قال :
” إن أعظم أعداء الوضوح هو عدم الإخلاص ”
‏The great enemy of clear
‏language is insincerity

ولما قلب الدهر ظهر المِجَن لعلي عثمان وقومه . قلب هو لونه كما يفعل المنافقون والجواسيس . وقد عرّف الفرنجة المنافق الجاسوس بقولهم :
Spy is chameleon , always adapting to their surrounding
” الجاسوس حِرباء ، والحرباء تتواءم دوماً مع بيئتها ”

وكما هو متوقع منه في ركوب المراكب المُبحرة أياً كانت ، برز كقائد ( للثورة ) في أميركا ، يخاطب نفراً أعلمهم عمر قمر الدين !!!
وآخر فِعاله تكوينه ما سَمّوه الجبهة المدنية العريضة لاستعادة الديمقراطية وإيقاف الحرب ؛ ومعه نفس عناصر قحت المركزي ، يعرضون نفس الخمر القديمة في زجاجة جديدة !!! . يدعمون متمردي المليشيا التي استجلبت قتلة من خارج الحدود لتقتيل أهلهم . لم يستنكروا فظائعها لأن هذا هو الدور الذي رسمه سادتهم .
وأحزنني أن يلتقي البرهان بشرذمة منهم تقودهم تلك المرأة الخَرِفة عشة موسى ، كأنه عيسى يحيي الموتي !!!

لا يا سعادتك لقد استيقظ الناس وما عادت مخدراتكم تجد لها شارياً . لقد خبر الشعب المر من ثَمَركم . وخلال أربعة أعوام إيقنوا أن بضاعتكم مزجاة. فأنتم بلا رؤية وبلا مشروع وطني . كل الذي لديكم هو تغبيش الوعي والمناداة بشعارات زائفة تنعقون بها ، وهذا لن يبني أمّة . لدى الشعب ما أنتم سوى حلفاء لقتلة .

السودانيون يعرفون أنكم ممولون من قبل نفس منظمات كفاية Enough ومتحف الهوليكوست ومنظمات اليهود الأمريكان وال Christian Zionists , وتأتمرون بأمرها . أما فيكم رجل رشيد ؟؟

تتحدثون دون حياء عن الديمقراطية والشعب ينتظركم لأربع سنوات لتنطقوا بكلمة انتخابات .
حتى الأطفال يعلمون أنكم تريدون أن تعودوا في مسوحٍ مختلف للسيطرة والحكم ، وما الجبهة المدنية العريضة إلّا قحت .
لقد كان فساد رفاقك عبر لجنة التمكين التي أكلت المال العام والخاص ، وطغيانهم عبرها بما يناقض أبسط قواعد حقوق الإنسان كفيل بصدكم عن الحديث باسم الشعب ، دع عنك عملكم كجناح سياسي للجنجويد .
تدعون السعي لاستعادة المدنية . أي مدنية تعنون ؟ أهي مدنية ذلك الشباب الطائش الذي ينقض الانترلوك من الشوارع ثم يكسر أعمدة النور ويحرق أقسام الشرطة ثم يهتف ضد الجيش !!!! وانتم قيامٌ تنظرون لإفسادهم هذا ، جَزِلِين !!

السؤال الذي يُلِحّ علي يا سعادة السفير هو من موّل تكاليف سفر وإقامة مائة من المدعوين لندوتكم في أديس أبابا ؟ وإقامتهم لأسبوع كامل !!
أتراه موّلها حليفكم الجاهل القاتل عبدالرحيم دقلو الذي يريد أن يأتينا بالديمقراطية عبر فوهة البندقية ، أم موّلها إبن زايد الذي يسجن مواطنيه بسبب تغريدة ، أم مولتها الدول الغربية المختصة في إحياء الموتى أمثالك وحمدوك ، وقَتْل طالبي الحرية والمدنيين الأبرياء في غزة ؟؟؟
من مولكم ؟ من مولكم ؟ من مولكم ؟

أما ترى أن الله قد أعمى بصائركم عن كراهية الشعب لكذبكم ، وإدراكه أنكم بلا رؤية وبلا مشروع ، وتفتقرون للكوادر المؤهله ذات الخِبرة والدربة !!! أما كفانا قحط ؟؟ لن ينفعكم تغيير الجلود .

لماذا لم تدينوا المرتزقة القادمين من غرب أفريقيا الذين يقتلوننا ؟ لماذا لم تدينوا الإمارات التي تؤجج الحرب ؟ لماذا لم تدينوا سبي واغتصاب بناتكم ؟ لماذا لم تدينوا قتل الأبرياء في غزة ؟

قاتل الله العمالة التي دمّرت وطننا .

إن كنتم تظنون أن الشعب يجهل مراميكم وأهدافكم يا قحت فأنتم واهمون . هذه المرة لن يفوته حشد الأجسام الهلامية الخيالية الكذوبة وإن كثّرتموها ، فهي هلامية .

📍السفير عبد الله الأزرق
—————————————
22 أكتوبر 2023

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.