عادل حسن يكتب : *ارتكازات جنوبية في الخرطوم*
مساءات
في تلك السنوات نصف البعيدة كان الصيف العسكري ساخنا في السودان ومدارات الجنوب المتقلبة في اشكال التمرد وكان الجيش السوداني يقاتل من جبل ملح الي توريت ويخوض الوعورة القتالية تحت طبيعة غاضبة في احراش جنوب السودان وارض مبتلة علي فصول السنة الاربعة كانت مقابر الشهداء تتمدد عزيرة غالية الارواح تحت الوحل والمجهول والثكلي في كل بيت سوداني والخيام تحتشد في الطرقات والساحات كانت الاحزان كبار الحزن والحداد ترك النساء بلا مشهيات وتحولت الاعياد الي ذكري دموع صباحية وكم من موعد زفاف في العيد دفن تحت التراب في قبر بعيد بعيد مع جندي شاب في عفر غابات الجنوب
نعم تدفق الدم السوداني عزيزا مكرما وروي بالشهادة تلك البقاع الموحشة
وبعد كل هذه الجراحات والفقد العظيم لارواح جنود وضباط الجيش السوداني اتي الانفصال مثل حقنة الموت الاخيرة وارتاح الشمال من عنت ومشقة المعايشة الموحدة مع قوم الجنوب
نعم غادر اهل الجنوب الي بلادهم الوليدة تحت صناديق اختيارهم فقط وذهبوا الي غابات الابنوس وباسقات اشجار الباباي والمانجو ولذيذ شجيرات الانناس ولكنهم استظلوا بالمجهول والمصير المتعدد القبائل
ان اهل الجنوب الحبيب لم يحتملوا بعضهم البعض ولم يحتملوا ايضا لواعج الحنين للشمال وتباريح مفارقة متاجرهم الراقية وامان المعروضات في مدن الشمال
نعم تفجرت ارض الجنوب تحت اقدامهم بالالغام ومدافع الحرب التي الفوها والفتهم وتمزق الجنوب باهله الجدد ولم يجدوا مفرا غير النزوح الي الشمال وقد اعلن لهم الترحيب رسميا وبانهم شعب واحد في دولتين
انه الحلم والاخاء السوداني وعشرة الايام السياسية
نعم بعد انفصال الجنوب ترك الاخوة الجنوبين فراغا ملحوظا في مكتب العمل المدني والتجاري والاستثماري والاجتماعي ولكن يبقي اللذين صرحوا من الخدمة العسكرية والتحقوا بمؤسسات الجنوب العسكرية بعد الانفصال وهناك ايضا ثم فصلهم بعد الحروب القبلية وها هم الان يتاذي منهم السودان ويشاركون مع المرتزقة والجنجويد الان في حرق الخرطوم التي علمتهم فنون العسكرية وعلوم الاسلحة وما بخلت عليهم بالتاهيل الحديث نعم الان الاخبار الاكيدة عندي من داخل الخرطوم بان اللذين تم اسرهم في ارتكازات الخرطوم واطراف الخرطوم كلهم من ابناء جنوب السودان وليس هذا من الصدف لارتكاز الجنوبين بعد ابادة الاحباش بل لان الجنوبين كانوا يوما جنودا وضباطا في كل الوحدات العسكرية ويعرفون المواقع والطرق الاستراتجية داخل العاصمة المثلة فاستخدمهم العملاء والمارقين ضد الوطن الذي اهلهم عسكريا
نعم ان مصيبة السودان عظيمة التعقيد وملاى بالخونة القدامي والجدد
وحتي القادمون
نقولها في الهواء الطلق يجب مخاطبة الاخوة في حكومة جنوب السودان رسميا والسؤال من هؤلاء عندكم هل عسكر نظامين وهربوا وكيف خرجوا من الجنوب بتاشيرات رسمية عبر اثيوبيا وما هو الترتيب الواجب لحكومة الجنوب لوقف تدفق المرتزقة الجنوبين وبعضهم ماذال في الخدمة العسكرية هناك
حتما سوف يحسم الجيش السوداني فوضي اللصوص واغترب من ذلك كثيرا كثيرا
وبقي ان نقول يا سلفا من اين اتي هؤلاء الجند