انشراح اوشي تكتب: *لن نسمح لهم باحتلالنا*
في يوم سبت هادئ والخرطوم تنام وادعة بعد ليلة رمضانية مفعمة بالايمانيات و التبتل في محراب الله في العشر الأواخر…. في ذلك الصباح استيقظت الخرطوم على أصوات دوي الرصاص هنا و هناك ليُنزع الأمن عن القلوب و يُنتزع السلام،،، فأصبحت الخرطوم دامية جريحة و طال صيامها حتى بعد عيدها الذي لم يعرف الجديد و لم تُشعل فيه الشموع و انكفأت كل علامات الفرحة في النفوس و انقسم ساكنيها ما بين قاعد متوجس ومسرع بالرحول .
الخرطوم التي نحب ونعشق صار ليلها كنهارها لا تعرف الأعين سبيلا للنوم .
استطاع عربان الشتات المحتلون الجدد التفنن في تعذيبنا سرقوا فرحة عيدنا و أمننا وسلامنا ثم استباحوا بيوتنا و ممتلكاتنا… نهبوا أموالنا،،، هتكوا أعراضنا،،، لم يتركوا منكر إلا و فعلوه ولكن هل استطاعوا احتلالنا ؟!
ظلت الخرطوم عصية على المليشيا، و ظل انسانها صامدا كما الجبال ، صابر محتسب على فقدان مكتسبات العمر و مدخراته… الكل يحمد الله و يحتسب في صمت فأي قوة و أي جمال ؟!
اصطف الجميع خلف جيشه الأبي . إلا من باع نفسه بثمن بخس في سوق الخيانة والعمالة و النخاسة .
و ها هي الخرطوم الصامدة تستعيد عافيتها شيئا فشيئا بيد جيشها، و بدماء زكية بُذلت ، و رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .
إن كانوا قد سرقوا أموالنا،،، قتلوا إخواننا و أبنائنا ،،، نهبوا ممتلكاتنا،،، اغتصبوا حرائرنا،، امتهنوا كرامتنا فلن نسمح لهم باحتلانا و نحن من نحن ؟
غدا نعود
حتماً نعود
للقرية الغناء
للكوخ الموشح بالورود
و نسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود
و تزغرد الجارات
و الأطفال ترقص و الصغار
و النخل والصفصاف
و السيال زاهية الثمار
و سنابل القمح المنور
في الحقول
و في الديار
لا لن نظل مشردون
حتما نعود ..
و تعود أنغام الصباح
لن نسمح لهم باحتلانا