*عمار العركى* يكتب: *الإتحاد الافريقى و الايقاد في جدة، شراكة ام تمرير أجندة ؟!*
*خبر وتحليل*
* الملفت للنظر والحيرة فى بيان الخارجية السعودية الذى صدر نهار اليوم الخميس الموافق 26 أكتوبر 2023م ،مُرحباً باستئناف محادثات جدة ، “الحديث عن شراكة مع الاتحاد الإفريقي والإيقاد” حيث قال البيان ( ترحب المملكة العربية السعودية باستئناف المحادثات بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وممثلي قوات الدعم السريع في مدينة جدة بتيسير من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بالشراكة مع ممثل مشترك لكل من الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية “إيقاد”، وفي هذا الإطار تحث المملكة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على استئناف ما تم الاتفاق عليه بينهما في إعلان جدة الالتزام بحماية المدنيين في السودان” بتاريخ 11 مايو 2023م وعلى اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد الموقع من الطرفين في مدينة جدة بتاريخ 20 مايو 2023م).
* هكذا جاء الحديث عن شراكة مبهمة اجمالا ودون تفاصيل ؟ دون مؤشرات سابقة ؟ شراكة غير متسقة شكلاٌ ولا موضوعاٌ !!؟ ، شراكة تفتح باب كثير من الأسئلة الاستفهامية حولها ؟ هل هى شراكة إجرائية وأصيلة ؟ أم ادبية وشرفية ؟
* شراكة تثير الجدل ، وقبله الشكوك والظنون من واقع مواقف وحيثيات سابقة ، وتطورات لاحقة فى إطار العلاقة والتقاطعات والخلافات بين السودان كعضو ومؤسس لديه حقوق منقوصة ، وانتقاص متعمد لسيادته من قبل “الاتحاد و الايقاد” ، اللذين كان لهم دور سالب ومُعيق من خلال عضويتهم فى اللجنة التيسيرية الثلاثية برئاسة سئ الذكر والذكرى “فولكر”
* لاحقاً ، وبعد اندلاع الحرب تكشفت أقنعة “الاتحاد والإيقاد”، من خلال دعمهم وتماهيهم مع المتمردين إن كان على المستوى الإعتباري المؤسسي ، او على المستوى الشخصى لكبار المسئولين والموظفين ، وذلك دون مراعاة لحقوق ومكانة السودان “كعضو مؤسس” ، او إعتبار للقوات المسلحة السودانية وقائدها العام الذى كممثل ورمز للسيادة والشرعية المعترف بها.
* السؤال المهم ، وقبل إقحام هذه الشراكة المريبة ، هل قامت الوساطة باستشارة الوفد الحكومى كطرف لديه مواقف وتحفظات سابقة بخصوص اشراك الاتحاد والايقاد ؟ فان كانت الاجابة (بلا) ، فهذه مصيبة ؟ وإن كانت (نعم) ،وقبل الوفد بالشراكة فهذه مصيبة ؟! وان رفض الوفد ، وتم اشراكها فهذه كارثة؟
* من الناحية الموضوعية ، نعتقد ان هذه “الشراكة” غير منتجة ولن تسهم في تقدم المفاوضات ، هذا اذا لم تُنسفها ، بإعتبار أن الوساطة ومنذ انطلاق المنبر ، حددت المواضيع والمسارات (الوضع الانساني ، وحماية المدنيين ، الوصول لوقف اطلاق النار) ، وظلت الوساطة توكد على هذه المسارات قاطعة بعدم التطرق او تناول المسار السياسى.
* بالمقابل ، نجد أن الاتحاد الافريقي والايقاد ، ومنذ بداية الحرب ظلا في حالة تنسيق واجتماعات ومشاورات مستمرة مع الجناح السياسى للتمرد – قحت -، آخرها كان قبل أيام في القاهرة بحثا عن “حل سياسي” ، وانتاج عملية سياسية جديدة بعد الإقتناع بفشل الاتفاق الإطارى بحسب التالى ( القاهرة 17 يوليو 2023 ــ كثف الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية المعنية بالتنمية “الإيقاد”، يومي الاثنين والثلاثاء، مشاوراتهما مع القوى السودانية بشأن إطلاق عملية سياسية غرضها التوصل لتوافق سياسي وترتيبات دستورية جديدة).
* الشاهد فى الأمر ، كل اهتمام وتعاطي “الاتحاد والإيقاد” مع الحرب فى السودان ، كان من الناحية السياسية لخدمة الجناح السياسى للمتمردين ،فكل تحركاتهم واتصالاتهم كانت تدور حول اعادة “قحت ولاتفاق الإطاري” للمشهد السياسى ، غير آبهين بالمشهد الدامى والأزمة الإنسانية ومعاناة المدنيين،واستمرار اطلاق النار.
* *خلاصة القول ومنتهاه:*
* ظهور “الإتحاد الافريقي والإيقاد” على المشهد من جديد تحت لافتة “شراكة جدة ” ، تزامناً مع ظهور “قحت” على المشهد تحت لافتة “الجبهة المدنية” ، عقب اجتماع القاهرة “التنسيقى الإعدادى” ، وفى ظل عدم استبعادنا بان تكون “السعودية والولايات المتحدة” على علم ، وداعمين لهذا الترتيب ، فلا نستبعد تعثر وإعاقة مسارات التفاوض المُعلنة.
* مهما كانت الضغوطات والمفاجآت داخل غرفة التفاوض ، فالخروج الآمن والسلامة تكون فى تمسك وتمترس الوفد حول تنفيذ الأجندة المعلنة من قبل الوساطة ، التى بموجبها ذهب الوفد الى جدة وإستأنف التفاوض.