أبشر رفاي يكتب : *الأمم المتحدة تضع النقاط فوق الحروف*
👈ذكرنا في قراءات سابقة بأن أوضاعنا الداخلية بتحدياتها وتعقيداتها ومآسيها التي علمها القاصى والداني وفرص حلها المتاحة بكل بساطة . لاتمنعنا بواجب القيام بطلعات فكرية سياسية إستراتيجية مركزة حول قضايا الشعوب والأمم والإنسانية التي لاشك على رأسها القضية الفلسطينية الإسرائيلية . التي من واقع مشاهدها اللا أخلاقية اللا إنسانية اللا آدمية المؤسفة التي يمارسها الإحتلال الغاشم بوحشية وإستوحاش فرط حيوان . بحق المدنيين العزل من النساء والنساء الحوامل والمرضعات والمرضى والعجزة والمسنين والسوائم وتدمير مساكنهم وأعيانهم المدنية والبنية التحتية والبيئة الإحيائية والحيوية وترقيتها الحضرية بفلسطين المحتلة .
تدميرها تحت ستار الدفاع عن النفس ومكافحة الإرهاب والثأر ورد الإعتبار والإنتقام من حماس والفصائل المعتدية برأيه والمعتدى عليها وعلى الشعب الفلسطيني حسب مجريات وحقائق تاريخ القضية وإحداثيات جغرافيتها ورهق الأمنكة وليس رحيقها بالمخيمات وحيث التهجير القسري المستدام واللجوء المتجدد اللا متناهي .
.إن الذي يجري اليوم في فلسطين وغزة على وجه الخصوص أكد للعالمين حقائق مهمة أولها حقيقة إحتضار النظام العالمي الجديد وبإحتضاره أصبح العالم في حاجة ماسة إلى نظام عالمي متجدد يبدأ من حيث إحتضر النظاميين العالميين القديم الذي إنتهى بإنتهاء صلاحية وضعيته الإنتقالية الطويلة مابعد نهاية الحرب العالمية الثانية ١٩٤٥ . والنظام العالمي الجديد الذي تردى بسبب آحاديته المفرطة التي تجلت في فكرته وفلسفته ومفاهيمة وإنتقائيته وإزدواجية معاييره .
الحقيقة الثانية مطالبتنا المستمرة للأمم المتحدة بضرورة عقد مؤتمر دولي حول تجربة الوجود البشري برمتها ورسالة ودور هذا المخلوق والكائن الخطير . والذي أخذ رغم حضارته المادية الجوفاء أخذ يفقد بأفعاله المشينة تدريجيا دوره الحضاري ورسالته الإنسانية وذلك بسبب إنحسار بل فقدانه لاهم أدوات البقاء الحضاري الإنساني الأخلاقي فوق المادي . السبيل المفضي لترقية وأنسنة الحياة البشرية الكريمة . أدوات الأخلاق والعقل الإنساني . وليس المقصود هنا عقل الإنسان بالمفهوم النمطى الإستهلاكي . وكذلك الضمير الجمعي الذي يعبر عن وحدة المسيرة والمصير البشري مؤقت ومستدام . فالكل من آدم وهو من تراب . ومن لا يؤمن بذلك فلا حاجة لإيمانه حينما يترب في التراب وهو في قمم ناطحات السحاب أو في أسفل سافل الأنفاق . إن غياب وتغييب مثل هذه المعاني والأشياء بصراحة شديدة تجعل من الإنسان مهما بلغ من تقدم وتطور وسبق مادي بأوسع معاني الكلمة يجعل منه أول مهدد لماصنع وللحياة ولشركاء الكون والكونيات .
الحقيقة الثالثة أن قراءتنا السابقة للمشهد الفلسطيني الإسرائيلي عبر أدوات التحليل الكروي وهي ضرورة قيام فريق العدالة الدولية بقيادة الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس السيسي بهجمة مرتدة قاتلة ضد الهجوم المتسرع لفريق الغرب الكبير وإسرائيل . هذه القراءة قد أتت أكلها تماما . وذلك من خلال مطالبنا لفريق العدالة الدولية بضرورة فتح اللعب وتنويعه مع إجادة التمريرات الطويلة والقصيرة من لمسة واحدة تجاه مرمى فريق الغرب الكبير بحراسة ( إسرائيل ) . ولحسن الطالع نفذت الهجمة المرتدة بدقة وإحترافية متناهية أتت أكلها ولا زالت .
مثال المفاوضات القطرية المصرية الأمريكية الإسرائيلية التركية الفرنسية الروسية الإيرانية حول ملف الأسرى المدنيين بطرف حماس مقابل إحترام وإستيفاء إستحقاقات قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي . الذي يشمل حماية المدنيين أرواح وممتلكات وحريات وأعيانهم المدنية وأسراهم . أما الأسرى العسكريين فهؤلاء مقابل العسكريين من الطرفين أو أي تصور مناسب يتفق عليه من قبلهما .
مثال ثاني نجاح المجموعة العربية بالجمعية العامة الطارئة للأمم المتحدة بقيادة المملكة الأردنية الهاشمية التي أفلحت على نحو تاريخي في إحراز هدف غالى في مرمى إسرائيل من داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك من خلال قرار جاء بأغلبية ساحقة ١٢٠ دولة حول الهدنة الإنسانية بغزة وفلسطين وإسرائيل . هذا الهدف الإنساني الجميل كما توقعنا في قراءة التحليل السياسي بأنفاس الرياضة . تسبب فيه بنيران صديقة حارس المرمى الإسرائيلي ( الكبكابة ) مندوبها الدائم بالأمم المتحدة الذي ظهر من خلال كلمته بعداء سافر وأداء سافل حينما هاجم الأمين العام والجمعية العامة للأمم المتحدة واصفا إياها بأنها قد فقدت دورها وصارت من الماضي
. لا لشئ إلا لأنها قال أمينها العام الحق والحقيقة مرتين مرة حينما . فعل حماس رد فعل لفعل سابق له . و هذا يعنى ببساطة شديدة الأفعال التراكمية الممتدة والظرفية للإحتلال والإستيطان . ومن هنا يتوجب على الجميع رفع القبعات الأممية للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتورتش والذي ثبت بأنه رجل حكيم ومفكر . ومن رجاحة فكره الطريف علق ذات مرة حول تحديات التغير المناخي بعبارة تنم عن فكر إبداعي . حينما قال الإنسان يهاجم والطبيعة ترد بمالديها من أدوات متاحة كالفيضانات والزلازل والإنزلاقات الأرضية وحمم البراكين والأعاصير القاتلة والمدمرة وغيرها .
وكذلك عندما أكد على ضرورة إطلاق الهدنة الإنسانية بغزة وفلسطين وإسرائيل . مؤكدين في سياق حديثه عدم توظيف وإستغلال هجوم حماس لخلط الأوراق بين مفهوم المقاومة المشروعة ضد الإحتلال ومفهوم إرهاب الأفراد والجماعات وإرهاب الدولة والإرهاب الدولي فالإرهاب بتعريفه الصحيح سلوك ومسلكية منبوذة لا تقرها الشرائع السماوية ولا مبادئ الفطرة والفكرة الإنسانية السليمة . ومع ذلك هناك من يسعى جاهدا بإسرأئيل والغرب الكبير بدمغ المقاومة الفلسطينية المشروعة ضد الإحتلال ومكافحتها تحت ستار مكافحة الارهاب . والذي من خلاله تتم تصفية القضية الفلسطينية وذلك من خلال تصفية المفاهيم والذاكرة والضمير الجمعي وممسكات أصولها الثابتة والمتحركة وبتصفية تلك العناصر يضيع مشروع حل الدولتين على الطريقة المقتدرة المتكافئة . وفي حال إضاعة مشروع حل الدولتين على الطريقة المذكورة هذا يعني بعملية حسابية بسيطة . وهو المطلوب إثباته من قبل اليمين الإسرائيلي المتطرف ووسطه المتصرف بذكاء سياسي إستراتيجي .
والشاهد هنا بأن مشروع حل الدولتين لم يتبق على إنجازه سوى تسريع الخطوة الإجرائية الأممية العملية الحازمة الحاسمة التي إبتدرتها بالفعل أكثر من جهة في مقدمتها مبادرة الجامعة العربية والمبادرة السودانية الأممية لحل القضية الفلسطينية الإسرائيلية . مبادرة الجمعية العامة للأمم المتحدة الدورة ٧٨ وجلسة مجلس الأمن الدولي المصاحبة لها برئاسة المندوب الألباني . وقائع الجمعية العامة الطارئة للأمم المتحدة على خلفية الحرب الفلسطينية الإسرائيلية على غزة أكتوبر ٢٠٢٣ . إقتراح المجموعة الأوروبية لعقد مؤتمر سلام دولي جامع حول القضية بعد ستة أشهر من الآن . وهو نفس المقترح الذي تفضلت به السعودية مصر الأردن تركيا جنوب أفريقيا الجزائر التي أطلقت على الخطوة ب (الهبة الدولية لحل الدولتين ) وغيرهم . ثم خطابات وكلمات الرؤساء الأمريكي الروسي الفرنسي الصيني البرازيلي الكولمبي الباكستاني الأندونيسي والماليزي وغيرهم في مناسبات مختلفة .
كل هذه الأصوات إلتقت على مبدأ حل الدولتين .
بوصفه الخلطة السحرية التي لها القدرة والحكمة الكافية بتحقيق الحل النهائى المستدام وبتالي التغلب على الآثار التراكمية المدمرة للخطأ التاريخ لوعد بلفور ١٩١٧ وللمغلوطية التاريخية المصاحبة له على مدى أكثر من سيع عقود ( البيضة من الدجاجة أم العكس صحيح ) ومآسيها الفادحة المتجددة التي أضرت بالضمير والإخلاق الإنسانية ..
نصيحة أخيرة للدول ١٢٠ التي صوتت لصالح الهدنة الإنسانية يقترح تشكيل وفد يفتح قناة تواصل حول الموضوع مع الرئيس جو بايدن وفي حال فشلت المساعي وإصرار إسرائيل وتعنتها على هلاك المواطنين على الطريقة الماثلة نقترح طلب جلسة أممية طارئة يتم من خلالها أصدار قرار يدين إسرائيل ويدمغها بأرهاب الدولة وبصفة دولة معادية للبشرية وللكرامة الإنسانية على أن يكون القرار ملزم لجميع شعوب الدول المساندة للقرار …