د. شنان محمد الخليل يكتب: *البحث عن (إنصاف) مدني!!*
في مقابلة صحفية منشورة في إحدى الصحف السيارة قبل سنين عددا قال الاستاذ حسين خوجلي:
*(الذي لم يزر مدني لم ير السودان لا ماضياً ولا حاضراً ولا مستقبلاً)*…
وكل الذي نكتب دفاعاً عن مدني لا هجوماً عليها…
فمدني مدينة (مظلمة).. و (مظلومة)…
اما ظلامها فهي المدينة الثانية في السودان والتي (تتحكر) جنوب شرق عاصمتة (المنكوبة) موقعاً جغرافياً…و( تتحكر) في قلوب اهل السودان حباً وحنيناً….. وهي التي (تتوسط) مناطق الانتاج الزراعي والحيواني… وهي التي تتوسط اهل التصوف سافلاً وصعيداً وتتوسط بين المسافة بين السلفية والصوفية منزلةً ومكانةً…فهي الملاذ والملجأ الذي فر إليه معظم سكان العاصمة بعد اشتداد اوار الحرب هناك… لقربها من العاصمة وقربها من قلوبهم…
ورغم ذلك كله تعاني مدني انقطاعاً يومياً للكهرباء.. وبرمجة يومية تمتد بين 14 – 16 ساعة.. وهذه البرمجة تؤثر تبعاً لها في انسياب المياه التي تعمل (البيارات) فيها وتعتمد على التيار الكهربائي علماً بأن المدينة كلها كان يمكن ان تشرب من النيل بمحطة واحدة… وبلغة الغناء (عطشان والبحر جنبك)!! وحكومتها لا تحرك ساكناً …
وتعاني من تراكم النفايات وتدني صحة البيئة وانتشار الكلاب الضالة والأبقار وتكاثر المستنقعات وسط الاحياء… وحكومتها لا تحرك ساكناً !!
و مجاري المياه فيها أصبحت مرتعاً لنمو الحشائش سعداً وديساً وانكوجاً وعلقاً ونجماً وعُشرا… وضريساء وحسكنيت وغيرها من النباتات… والطحالب.. كل ذلك شكل بيئةً صالحة لتوالد البعوض والذباب و (النمتّي)…مع حرائق أكياس النايلون وفساد الهواء …وحكومتها لا تحرك ساكناً !!
وانقطاع الكهرباء والمياه وتراكم النفايات…وتلوث الهواء وبالتالي يؤثر ذلك كله على الحركة التجارية والاسواق وحركة المواطنين سيما وقد اصبحت المدينة قبلةً لرؤوس الأموال… وحكومتها لا تحرك ساكناً !!
فمدني مظلومة لأن حكومتها أقل قامةً من أن تدير الخدمات والإستثمارات فيها…
وكما كتبت من قبل…
الأسواق… قذرة تفوح منها روائح تزكم الانوف..
الطرقات مكسرة ومنتهية الصلاحية… وحكومتها لا تحرك ساكناً !!
زرتها قبل خمسة اشهر عند بداية الحرب ووجدت أن هنالك (مشروع) صيانة للمسار الجنوبي لشارع المحطة… حيث تم قفلة وبدأت أعمال الحفر و الردميات… وجئت بعد خمسة اشهر ومازالت تلك الاعمال في مهدها…
(انت فايق ورايق… والطريق مقفول..وانا بالي مشغول) …او كما تغنى ترباس… وحكومتها لا تحرك ساكناً !!
وشارع ايلا الذي يمر بحي الدرجة وهو من اكبر و اوسع الطرق التي تم بناؤها بالمدينة…وهو بالمناسبة يمكن ان يكون تنفيس لحركة المركبات بالمدينة في منطقة السوق المركزي وصينية بركات وغيرها… هذا الطريق تكسر تماماً و الذي إمتلأ (بالحُفر) والحفرة الواحدة فيه يتراوح عمقها بين الـ 30 سم والمتر وزيادة … وقد تفتقت عبقرية احدهم عن معالجة ذكية بردمه بالانقاض والنفايات المجمّعة من داخل المدينة!! فصب في كل حفرة (قلاباً) من الانقاض وترك امر تسويته لإطارات السيارات…
فمدني يا أحباب مدينة مظلومة… ومدني تبحث عن *إنصاف*…
و *إنصاف مدني* يكون بتعيين حكومة مسؤولة لا تقل قامةً عن دكتور *ايلا*…
و *إنصاف مدني*…
يكون بتكليف حكومة تفكر في معالجة مشاكل المدينة وتوفير الخدمات…
و *إنصاف مدني* يكون في تكليف حكومة تفكر خارج الصندوق…لحل المشكلات..
و *إنصاف مدني* يكون بتكليف *(حكومة مواقف)* تسعى لمعالجة مشاكل *(المواقف)* وازدحام الاسواق والسعي للمحافظة على رؤوس الاموال التي نزحت إليها من الخرطوم بعد الحرب… بتوفير بيئة جاذبة للإستثمار.
فمدني تبحث عن الإنصاف من الدولة ومن بنيها وليس عن الفنانة *(إنصاف مدني)* فهي تعلم انها الان بالقاهرة…
و…
*مدني يا حليلا… تبحث عن ايلا!!*