منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

أم الخنساء تكتب *إرتقاء وإصطفاء*

0

عند هؤلاء تطأطئ الحروف رأسها خجلا وتنزوي الأقلام تواضعا
فلا نجد غير بقايا كلمات تحتسب
وبعض مداد ينسكب ليجمع الشتات فيعبر عن ذلك الطوفان
فبلا حصيلة نسل للقلم السنان وبلا خبرة نطلق لخيله العنان علنا نطوع بعض الحروف والكلام لمن قدم النفس
وسالت دماؤه كالمسك فوحا وعطرا لتروي نخيل بلادنا فيسمو ويعلو وينبت وعدا وتمني وخيرا
ويخبر كل الدنيا عن كيف مضى ورفاقه ليعبدوا سبل الأمن والراحة والإطمئنان لتبقى رآية الدين عالية ولا ينكسر لهذا البلد شموخ ولا تنحني له عزة
خاضوا المعارك وشقوا المسالك ليهزموا الإستبداد
ويهدموا عروش الظلم
لنستظل بالسلام ونفترش الأمان
باعوا لأجل نعيم مقيم ومضوا غير مدبرين
جعلوا أجسادهم جسورا لتمضي مواكب الفخر والإعتزاز والنصر
تساقطت أجسادهم وظلت رآيتهم خفاقة تتداولها أياديهم وتتبادلها أطرافهم فتعلو فوق أجسادهم كي لا تسقط أو يبتر للوطن طرف
لخصوا لنا قصص طويلة وترجموها في لحظات لتبقى لنا عِبر للإستدراك ومعابر للوصول
قناديل إرتقت ليبقى بريقها مرشدا
إليه وإلى رفاقه الذين سبقوه وقد نالوا إن شاء الله حياة ليس بعدها فناء
وسعادة لا يشوبها شقاء
فقد جادوا بالنفس والدم فداء
رحلوا إلى دار البقاء بإذن الله مع الصديقين وزمرة الشهداء
إرتقوا أعالي الهمم وأعتلوا من المجد القمم
وأبوا إلا مقام النجوم سيظلوا مع الإشراق نفحات وفجرا وعند الغروب درس وذكرى
تحكي البطولات والإقدام والثبات
ستظل كل كلمات الرثاء فيكم عاجزة وكل حشود الشعراء مقصرة
ويبقى العهد أن يكون الجميع على إستعداد كي يسد كل ثغرته
فللكل دور وثغرة في هذا الوطن الحبيب
فالجميع على جرحه له تخصص وهو طبيب
اللهم تقبله في عالي الجنات ورفيع الدرجات وأغفر له الذنوب والزلات
اللهم تقبله في مقام الشهداء وأكرم وفادته وجميع صحبه السابقين واللاحقين بفضلك وكرمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.