حسين خوجلي يكتب: *الموت حزناً*
كان لهولاكو حين اجتاح بغداد عاصمة الخلافة
أربعة أدلاء ومستشارين مجوسي ومستعرب وصليبي ويهودي، وحين اختار صفوة أعيان وعلماء وسادة بغداد كاد أن يُعمل فيهم السيف، فأوقفوه وهمس في أذنه أحد المستشارين أن يقتلهم قهراً قبل أن يقتلهم فتكاً، وأشار إليه بقتل أحد أحفاد الشهيد الحسن بن علي بن أبي طالب وكان أحب أهل بغداد لأهل بغداد، كان وسيماً قسيماً عالماً، وكان يخطط سراً لاطلاق المقاومة ضد الغزاة بعد أن رأى رغبة الخليفة في الإذعان للفاتك هولاكو في أوسولو الأولى، فتم قتله وإحراقه أمام الالاف من سادة وأعيان وعلماء وقادة بغداد.
وقد قال الشاهد أنهم كادوا أن يسقطوا لوعةً من هول ما رأوه، وبعد ذلك جُمع رماد الجثمان الطاهر في خرقةٍ سوداء، وأمام أعين الجميع نُثرت على مياه دجلة. وصاح هولاكو في صلف: “والله يا أهل بغداد لتشربونه في مائكم وتأكلونه في طعامكم”، فسارت مثلا للوحشية والانتقام.
وقد بلغت مجزرة بغداد ما تجاوز المليون وثمانمئة الف قتيلٌ مسلم، ونهبت بغداد وأحرقت، وقبلها كان المستعصم بالله آخر الأمراء قد طلب من سكانها إلقاء أسلحتهم والإذعان للغازي البغيض، وقد كانت ملاطفة هولاكو له مجرد خدعة فقد نُهبت بغداد وحُرقت وسُرقت بين يدي الاتفاقيات الزائفة وأكذوبة حل الدولتين وحقوق الانسان، وتم قتل المستعصم وابنه وحزمة من القادة الأوفياء الذين ظلوا معه حتى النهاية.
ولكأني بمؤامرة تستيقظ من جديد من المجوس واليهود والصليبيين والمستعربين بقيادة الصهيوني بايدن وهم يقدمون حلولاً في غزة ليس فيها هدنة ولا وقف اطلاق نار ولا رحمة بالأبرياء والأطفال والشيوخ والمرضى، لكن كبير الروم لا يمانع في بضع ساعات لإدخال قوارير الماء والدواء لداخل القطاع باعتبار أنها مساعدات انسانية، فيلتفت ضاحكاً في خبث في وجه نتنياهو : “دعها تدخل ذراً للرماد في العيون، ويضيف نافثاً فماذا تفيدُ قوارير المياه والدواء للقتلى وشهداء الهدم وأشلاء الأطفال”.
ولكأني بهم اختاروا أحد أحفاد الإمام الشافعي صاحب الرسالة والمذهب وهو كما ورد في التاريخ من أهل غزة كان الحفيد مثل حفيد الحسن الأول وسيماً قسيما وعالماً ومجاهداً. وقبل برهةٍ من ساعة التنفيذ والإعدام اصطفت الأمة العربية على شواطئ النيل ودجلة والفرات وبردة والخليج والبحر الأحمر والمحيط اضافة لشعوبها المسلمة من طنجة إلى جاكارتا، وصاح حينها بايدن (هولاكو الجديد) “والله يا عرب النكبة الثانية لكأني بكم تشربونه في مائكم وتأكلونه في طعامكم”
إنه زمان الهزيمة (بالحزن) والقهر والمذلة والدم والدموع وما أشبه الليلة بالبارحة.