علي احمد دقاش يكتب : *احزان الحرب…* *ردوا الي كتبي وأوراقي وأقلامي*
في لحظة من لحظات الحزن التي تعتري معظم السودانيين النازحين ، جلست اتسلي بالاستماع الي الشعر من خلال قناة اليوتيوب فاستمعت من بين ما استمعت الي بكائية المبدعة السودانية روضة الحاج :
” بلاغ امراة عربية”
سرحت طويلا و تملكني الحزن وانا اسمع لروضة التي هرولت حافية الي المخفر العربي لتدون بلاغها عند الشرطي فقالت :
يا ايها الشرطي
قد خلعوا الأساور من يدي
اخذوا الخواتم والخلاخل والحجول وصادروا كل الحجول
اخذت تصف للشرطي اوصاف مقتنياتها التي سرقت ونهبت
فطالبها الشرطي بالاختصار !!
كفي وقولي باختصار
العقد ما اوصافه ؟؟
قالت روضة:-
فر القلب من صدرى
وسافر كالخواطر في نداوتها ومثل نسيمةٍ
مرت على كل المروج
قد كان يعرف كل اسراري الصغيرة
كان يسمع كل همساتي وآهاتي
ويعرف موعد الاشواق في صدري
وميقات العروج
قد كان اغلى ما ملكت
لانه ما جاء من بيت الاناقة في حواضرهم
ولا صنعوه من تركيبهم
او علقوه على مزادات العمارات الشواهق
والبروج
وصفت روضة بكل حرقة مواصفات مقتنياتها التي سرقت لكنها فوجئت ان الشرطي دون البلاغ ببرود ضد مجهول؟؟
هذه القصيدة جعلتني أسرح بعيدا واتذكر مقتنيات منزلي التي سرقت بحثا عن الديمقراطية …..
السيارة ، الادوات الكهربية ، اثاث المنزل ….الاخ
لكن الاكثر حزنا وايلاما بعثرة واتلاف خزانة الكتب والمقتنيات الصوتية والاوراق والمسودات والرسائل….
خمس سنوات انا أعود من دراستي من مصر بالباخرة حتي اتمكن من حمل اكبر كمية ممكنة من الكتب….
خمسة وثلاثون سنة تلتها وانا اتنقل بين المكتبات ومعارض الكتاب داخل السودان وخارجه واخرج منها متابطا كتبا وقراطيس واسطوانات . مصر ،لبنان ،المغرب، السعودية، اليمن ،تونس ، ماليزيا ،اندونيسيا ، تنزانيا ، تركيا ،وغيرها من البلدان التي زرتها.
من لبنان اقتنيت تسجيلات صوتية نادرة لمالك بن نبي الذي افضل الاستماع اليه و قراءة ماكتب. اقتنيت جميع اصداراته واستمعت لبعض تسجيلاته.
الاعمال الكاملة لمعظم عمالقة الفكر الاسلامي، جميع الاعداد لدورية المسلم المعاصر لصاحبها جمال الدين عطية من العدد الاول حتي الاخير ، السير الذاتية لمعظم رجالات الفكر والفلسفة والسياسة في العالم .
دواوين الشعر وكتب التنمية البشرية ، كتب التفسير والسيرة النبوية والتاريخ الفلسفة والاجتماع لكتاب من مختلف بقاع العالم .
اربعة دولاب تئن من حمولة الكتب تم بعثرتها واتلاف معظم محتوياتها.
الحمد لله فلتت مجلدات لسان العرب وعدد من الكتب كانت في الابيض.
قولو لي هل من الممكن جمع هذا التراث الثقافي من جديد وهل في العمر بقية لبدايات جديدة كما قال حسين خوجلي.
لست متاكد ان كل ماجمعته من كتب قد راح ادراج الرياح فلم يتاح لي الوصول الي المنزل والوقوف علي الاطلال بعد ، لكني حزين لما حدث لمكتبتي فما كنت ارضي ان افقد منها كتابا واحدا ناهيك عن القراطيس والمذكرات ومسودات الكتب التي كانت محفوظة في الحاسوب.
والله كما قالت الخنساء :
وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي عَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسي
اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا ابرك منها