د . عبدالباقي الشيخ الفادني يكتب: *البرهان في قمة الرياض:* *تسديد صحيح في خطاب صريح*
د . عبدالباقي الشيخ الفادني يكتب:
*البرهان في قمة الرياض:*
*تسديد صحيح في خطاب صريح*
• توجه السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة مشاركاً في القمة السعودية الإفريقية ، و يحمل في عقله الحرب في السودان بكل آثارها و تداعياتها و مآسيها المتسببة فيها مليشيا الدعم السريع و المرتزقة من دول شقيقة و إقليمية جارة مسنودة من هيئات إفريقية و حكومات لدول جارة و إقليمية ، واضعاٌ نصب عينيه أنه سيخاطب قادة تلك الدول و هم المعنيون في المقام الأول بأمن الجوار و الإقليم سلباً و إيجاباً.
• خاطب البرهان المؤتمرين خطاباً أقل ما يوصف به أنه تاريخي وضع النقاط فوق الحروف و أوضح موقف الرجل الأول في السودان ، مرسلاً رسائله بدقة في بريد دول القمة بمختلف تعاطيهم و أدوارهم و ردود أفعالهم تجاه ما يدور في السودان ، وكل دولة إستلمت مضمون و فحوى رسالته بقنص قناص يسدد في مكان رميه بمهارة فائقة.
• أمن “البرهان “على دور المملكة في خلق شراكات مع دول المنطقة لما يعود نفعه على شعوب المنطقة ، و هنا تعمد التطرق صراحة للدور الإيجابي للملكة في دعم إستقرار دول المنطقة من خلال نشاطها الدبلوماسي و مشاريعها التنموية خلافاً لبعض الدول قاطعاً لأى شك حول وجود تحفظات أو عدم رضا عن أداء السياسية السعودية .
• ثم تابع و أكمل رسالته للمملكة في الفقرة أعلاها بموقف السودان الداعم لمسيرة المملكة في هذه المسيرة ، مروجاً لفكرة أن السودان بحكم موقعه الجغرافي الإستراتيجي سيكون من أهم نجاحات هذه الشراكة ، و هذه إشارة ذكية للملكة و للمؤتمرين أن إستقرار السودان من شأنه أن يقوي هذه الشراكة و يمضي بها للأمام .
• بعدها مباشرة تطرق إلى ما تعرض له السودان بسبب الحرب من خراب و دمار و نهب و إنتهاكات طالت مؤسسات الدولة و المواطنين العزل كي يضع المتلقي في مقارنة ذهنية بين ما يعانيه السودان ، و بين دوره في إستقرار المنطقة في آنٍ واحد .
• لأول مرة يتحدث البرهان صراحة أمام محفل خارجي إستعانة المليشيا بمجرمين من دول الجوار و الأقليم و دول العالم (من ليبيا وسوريا واليمن وجنوب السودان وتشاد ومالي والنيجر وأفريقيا الوسطي ومن دول أخري من العالم) في سبيل التهجير المقصود لسكان السودان من إجل التغيير الديموغرافي و إحلالها بقوميات مشتتة في دول وسط و غرب أفريقيا ، وهذه الإشارة لها مدلولات عدة أراد إرسالها بصورة عامة للعالم و بصفة خاصة لزعماء تلك الدول من المؤتمرين
• أشار البرهان أنه رغم من تلك الجرائم أنهم آثروا التفاوض من أجل إيقاف الحرب و لكن المليشيا المتمردة لم تلتزم بالهدن الإنسانية التي تم الإتفاق عليها و إستمروا في جرائمهم كأن الأمر لا يعنيهم ، و في إشارة ذكية شكر السعودية على رعايتها للمفاوضات و كأنه يقول أن المليشيا لا تصون عهداً و لا تحترم رعاة المفاوضات .
• طلب البرهان من المؤتمرين إدانة مليشيا الدعم السريع و الجرائم التي إرتكبتها و مازالت ترتكبها فهم معنيون في المقام الأول ، و هنا أدخل البرهان الدول الداعمة للمليشيا المتمردة في حرج و التي أشار إليها بوضوح في خطابة و التي لم يشر إليها و ربط ذلك بالجرائم الإنسانية ، كأنه يقول للعالم الجرائم هي الجرائم أياً كان مرتكبها و مكان إرتكابها .
• لم ينسى البرهان أن يقدم شكره لدول الجوار التي إستضافت السودانيين الفارين من جحيم الحرب ، و هنا كأنما يشير لمصر التي ظل موقفها الثابت الرافض لجرائم المليشيا المتمردة .
• ربط البرهان الأحداث الجارية في السودان و ما يحدث في غزة فالجرائم التي يمارسها العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني مثلها التي ترتكبها المليشيا المتمردة على المواطن السوداني ، فالأفعال في كلا الحربين تعد جرائم ضد الإنسانية .
• ختاماً نخلص من خلال قراءة الخطاب إلى :
• حرص البرهان على تدعيم العلاقات الخارجية الطيبة مع دول الجوار و الإقليم و خاصة السعودية الراعية لهذا المؤتمر .
• البرهان تحدث من منطلق و موقف القوة و الثقة ، و أن الحسم العسكري للمليشيا خيار راجح حيث قام بتعرية الدول الداعمة للمليشيا المتمردة بإشارة واضحة مما يُفهم أن السُودان في خواتيم معركة.الحسم و حرب الكرامة.