علي ادم احمد يكتب ما بعد القمة العربية الافريقية وخيارات الدولة الاستراتيجية
ذكرنا في كثير من المناسبات بان ما بعد القمة العربية الافريقية ليس كما قبلها وخاصة بعد خطاب رئيس مجلس السيادة التاريخي فيها هاهي الان بدات تظهر نتائج القمة على الواقع السياسي في الاقليم والداخل السوداني بصورة ايجابية و ستسهم بتعحيل انهاء هذا التمرد العنصري البغيض ٠
المتتبع لزيارة السيد رئيس مجلس السيادة في الاقليم بعد عودته من المملكة العربية السعودية يجدها بدات بالدول التي تدعم التمرد والقوة السياسية الداعمه له
هذه الخيارات لابد ان تضع في خانة التعامل والرؤية الاستراتيجية لعدة اسباب منها : هذا الجوار ابدي وفضاء جيوساسي للدولة السودانية ولا يمكن تركه للتناقضات الاقليمية والدولية لتعبث به وفق رؤيتها وتشكيل تحلفات المنطقة لصالحها ٠
الدولة السودانية اليوم تمر بمنعطف بلا شك سيؤثر في مستقبلها السياسي والاجتماعي والامني داخليآ وخارجيآ لذلك يحتم عليها وضع برنامج وطني وفق رؤية موحدة في التعامل مع المهددات الخارجية والداخلية التي تهدد كيان الدولة ولا يمكن تركها او وضعها في اطار الخيارات السياسية للقوة الدولية التي لديها اطماع سياسية واقتصادية في الدولة السودانية فالسودان لاعب محوري واساسي ولديه القدرة على احداث تغير في الاقليم ولا يمكن تجاوزه في تشكيل اي منظومة اقليمية او دولية بسبب ظرف سياسي محتقن يمر به هذه حقائق لابد ان يتعامل بها العالم والمنطقة مع الدولة السودانية اذا اراد الاستقرار للمنطقة والاقليم ٠
الرسائل التي حملها رئيس مجلس السيادة في زيارته لدول الاقليم كانت واضحة في لغتها السياسية والامنية واحسب ان رؤساء تلك الدول فهموا هذه الرسائل بصورة واضحة وهو ان الدولة السودانية قد انتصرت وان خيار تغير السلطة عبر تمرد الدعم السريع والمجلس المركزي قد فشلت ويجب اغلاق هذا الملف للابد وان اي حلول لا تاتي من الداخل مرفوضة وهذا ما اكد عليه وزير الخارجية المصري في اجتماع مجلس السلم الافريقي وهو ما يتطابق مع رؤية الدولة السودانية لحل الازمة وفق منظور وطني دون تاثيرات سلبية من دول الاقليم والمنطقة او المجتمع الدولي ولقد راينا الدور السلبي لهذه المنظومات في معالجة الازمة السودانية ولا يمكن اعادة المشهد بنفس الآليات والطرق السابقة التي كانت سببآ مباشرة في هذه الحرب ٠
الان يمكننا ان نقول بان الدولة السودانية قد عادت لتقوم بدورها في الاقليم والمنطقة وتملأ الفراغات السياسية وتمنع التدخلات السلبية التي أحدثتها هذه الحرب والقوة السياسية المتورطة في اشعالها ٠
العمل على انهاء التمرد يجب ان ياخذ مسارات متعددة سياسية وعسكرية وادارة التقاطعات الاقليمية والدولية بصورة فاعلة وحكيمة وفق المصالح المشتركة مع دول الاقليم والمنطقة ٠
صحيح ان هناك بعض الدول في الاقليم والمنطقة لا زالت تعمل على زعزعة الوضع السياسي والامني في السودان بصورة مفضوحة ولا اخلاقية لكن خيارات الدولة السودانية اليوم متعددة اكثر من اي وقت مضى للرد على هذه الدول بالطرق السياسية والقانونية وفضح مخططاتها للعالم والمنظمات الدولية ٠