علي ادم احمد يكتب *انتهاء صلاحية الحياد*
علي ادم احمد يكتب
*انتهاء صلاحية الحياد*
المتأمل للمشهد السياسي والامني بعد تمرد الدعم السريع وتباين المواقف والاراء في مثل هذه القضايا المفصلية يدرك بان هذه الحرب لم تكن عبثية ولا كانت نتيجة لاحتقان سياسي او نتيجة لحسابات امنية خاطئة ادت لانفجار الوضع بهذه الصورة المروعة وبان الوضع الامني سينهار بهذه الطريقة مخلفآ معه كل هذه الجرائم التي يندى لها جبين البشرية والعالم الحر ٠
لكن ما لم يكن مفهومآ او مقبولآ سياسيآ وقانونيآ واخلاقيآ حتى موقف الحركات الموقعة على سلام جوبا من هذه الحرب حيث اتخذت موقف الحياد كأن الامر لا يعنيها من قريب او بعيد وهي التي تشارك في السلطة و مواقع سيادية في مستويات الحكم المختلفة بالتاكيد باستثتاء القائد مصطفى تمبور الذي اعلن انحيازه للدولة والقوات المسلحة والشعب منذ اللحظات الاولى لهذه الحرب ٠
السؤال الذي يطرح نفسه في اذهان كل المتابعين للمشهد السوداني وللسياسيين ايضآ عن دلالة التوقيت او المتغيرات السياسية والامنية التي جعلت هذه الحركات تخرج عن حيادها وتعلن بانها ستقف ضد مشروع الدعم السريع في السودان او المنطقة ؟
بالتاكيد لن نقبل او نصدق بان الفل مرشال مناوي علم فجاة بعد سبعة اشهر من انطلاق هذه الحرب اللعينة بان هذه الحرب تهدف الى تقسيم السودان وبان هناك دول في الاقليم ضالعة في هذا الامر وهو على مدى كل هذه الفترة يشاهد القتل والسحل وتغريغ الجنينة من اهلها ومقتل الجنرال خميس ابكر وتصفية سكان غرب دارفور على اساس عرقي لصالح المستوطنون الجدد هذا الكلام بالتاكيد مردود اليك جملة وقولآ واحدآ سعادة الفل مرشال مناوي وكذلك تصريحات الشيخ جبريل بانهم لم يكن لديهم اي شكل من اشكال التفاهمات مع الدعم السريع بخصوص الحرب فالواقع السياسي والامني والتصريحات السابقة لقيادات الحركات تكذب هذه الادعاءات خاصة فيما ينعلق بانتقال الحرب الى اقليم دارفور وسلامة المدن والقرى والمعسكرات ٠
الكل يعرف بان انتقال الحرب من الخرطوم الى دارفور وخاصة بعد فشل الدعم السريع والحاضنة السياسية الداعمه له من الاستيلاء على السلطة غير شكل التعاطي السياسي والامني داخليآ واقليميآ ودوليآ وخاصة بعد المذابح التي حدثت في الجنينة واردمتا وتهجير سكان تلك المدن على اساس جهوي وعنصري ادى الى تغير نظرة المجتمع الدولي والاقليمي في هذا الصراع لصالح الدولة والقوات المسلحة بالاضافة لتهديدات الدعم السريع وزحفه نحو اخر المدن الصامدة في دارفور وما تمثلة من رمزية للحكم والسلطة بسقوطها يكون كل الاقليم تحت سيطرة الدعم السريع مما يهدد اتفاقية سلام جوبا والمكاسب السياسية التي تحصلت عليها الحركات وفق هذه الاتفاقية باستثناء شرق دارفور التي تعتبر معقل او حاضنة اجتماعية للتمرد ٠
كل هذه الاسباب وغيرها من الضغوط الاجتماعية على هذه الحركات من المجتمعات المحلية في الاقليم ساهمت بشكل كبير في تغير مواقف هذه الحركات وجعلها تخرج عن حيادها ٠
هذه النظرة البرغماتية النفعية للازمة السودانية ووضعها في خانة التكتيكات والمكاسب السياسية على حساب الشعب السوداني بصفه عامة وشعب اقليم دارفور بصفه خاصة افقد هذه الحركات دور طليعي ووطني كان سيسهم في انخاض حدة هذا الصراع وانهاءه في وقت مبكر لذلك نجد حيادكم كان اشد على انسان السودان من الآله الحربية للدعم السريع التي قتلت اهل السودان وهجرتهم من المدن والقرى ويجب ان تعرفوا بان خروجكم من الحياد لن يعيد لنا القتلى ولا شرف المغتصابات ولا اموال الشعب المنهوبة وان انتهاء صلاحية حيادكم ليس لديه اي سياق يوضع فيه غير المحافظة على السلطة وامتيازاتها ٠
الا اننا في ذات الوقت نؤيد هذه الخطوة المهمة رغم تاخرها ولا ننكر اهميتها في حماية المواطنيين العزل في اقليم دارفور من بطش المليشيا الارهابية ودورها في انهاء وتصفيه المليشيا العابرة للحدود
رسائل قصبرة في بريد الحركات المسلحة :
الجيش السوداني انتصر على كل اشكال التأمر واسقط اخر اوراق التوت التي تغطي عوار وعورات الاحزاب السياسية والحركات المسلحة المحايدة ٠
على حركات الكفاح المسلح ان تعرف وتدرك بان سكان اقليم دارفور اسقطتهم لحظة اغتيال الشهيد خميس وتهجير سكان غرب دارفور ٠
على الحركات المسلحة ان تعرف بانها سقطت قبل زالنجي ونيالا والجنينة ٠
بعد انتهاء العمليات العسكرية لا مكان ولا وجود لاي قوة عسكرية مسلحة في الدولة غير القوات المسلحة السودانية ٠
عاشت القوات المسلحة درعآ حصينآ لهذا الوطن