د. ريم ابو إدريس تكتب : *معا لإنهاء العنف ضد المرأة*
د. ريم ابو إدريس تكتب :
*معا لإنهاء العنف ضد المرأة*
لن يكون في استطاعتنا القضاء على العنف ضد المرأة دون أن تتضافر جهود الجميع في المجتمع بالوعي ،و بالإدانة و الرفض ،و العمل الجاد للتصدي أولا و قياس النتائج المستمر ؛لتجديد و تحسين التدخلات المناسبة ثانيا* .
و تعرف *الجمعية العامة للأمم المتحدة* *العنف ضد المرأة بأنه ” أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه، أو يرجح أن يترتب عليه أذى بدني أو جنسي أو نفسي أو معاناة للمرأة، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة*”.
📍 *# تقوم منظمة الأمم المتحدة و منظمة الصحة العالمية و غيرها* *من منظمات المجتمع الدولي ،و منظمات المجتمع المدني بالعمل المستمر مع الدول من أجل تحقيق الأمان و الحماية و الإرشاد إلى علائق مجتمعية سلمية للمرأة ؛ لإنهاء العنف الواقع عليها بحلول العام ٢٠٣٠* ، *و ذلك من خلال زيادة حجم الإلتزام و تجديده و تضمين الاستراتجيات الذكية لتحقيق هذا الهدف*.
*و بما أن قضية العنف ضد المرأة تؤدي بها إلى أثر صحي سالب فهي بذلك من أولويات المنظمات الصحية ،و على رأسها منظمة الصحة العالمية بسبب تأثير العنف ضد المرأة على مضامين المساواة بين الرجل و المرأة ،و حقوق الإنسان ،و من ثم جودة الحياة و الصحة العامة* .
*و بذلك يتعين على أجهزة الإعلام ،و الثقافة ،و القانون و الصحة، و التعليم في الدول اتخاذ التدابير الناجعة؛ لتأمين عيش خالي من العنف و الإكراه لكل فئات النساء* .
📍 *الإحصائيات العالمية الخاصة بظاهرة العنف الممارس ضد المرأة صادمة جدا إذ تشير إلى أن امرأة واحدة من بين كل ٣ نساء على الأقل تتعرض لعنف بدني و/أو جنسي ، كما أشارت معظم الإحصائيات أن الشريك كان أكثر مصادر هذا العنف . كما أن هذا العنف يبدأ في وقت مبكر من عمر الفتاة على نحو مزعج ، حيث أن واحدة من بين أربع فتيات سبق و أن تعرضن للعنف البدني أو الجنسي على أيدي أشخاص معروفين لديهن أو غير معروفين أو من داخل محيط الأسرة*.
📍# *أشكال العنف ضد المرأة* ؛
*١.العنف النفسي و اللفظي: (هو أي سلوك يؤدي إلى إحداث ضرر عاطفي للنساء أو إعاقة النمو الصحي لهن، أو لأحد أفراد أسرتهن، أو يؤدي إلى التقليل من احترامهن لذاتهن، ويضم هذا النوع عددا من الممارسات مثل التشكيك المستمر في سلوك المرأة ،و مراقبتها طوال الوقت ،أو التقليل من قيمة المرأة الذاتية و الإستهزاء بها أو استغلالها و التلاعب بها أو حرمانها من الوصول إلى الموارد الاقتصادية ،و هذا النوع من العنف يتسبب في آثار نفسية قصيرة و طويلة الأجل تماثل في خطورتها آثار العنف البدني، و هو يمارس في شكل إهانات، أو سباب أو شتم أو محاولات إخافة و ترهيب للمرأة و تهديد، أو عزل و حبس للمرأة و التحكم بها ،و التضيق عليها و إكراهها لإتخاذ قرار ما، أو منعها من إتخاذ قرارت تصب في مصلحتها الشخصية ،و كثيرا ما ينتهي العنف اللفظي ب – أو يصاحبه- العنف البدني ٢. العنف البدني : و يشمل كل عنف جسدي ضد المرأة يكون الغرض منه إلحاق إيذاء جسيم في جسد المرأة كإصابتها بالجروح أو الكسور أو الرضوض الخطيرة مما قد يسبب لها الموت ،أو كان يقصد به قتل المرأة و تظهر الإحصائيات الأخيرة من مختلف بلدان العالم أن ١٠% إلى ٦٠% من النساء قد تعرضن للعنف البدني على يد شريك الحياة الحالي أو المستقبلي في فترة الخطبة في وقت ما في حياتهن. ٣. العنف المالي*: *حصول المرأة على حقها المالي يتيح لها فرصة عيش أفضل لها و لأطفالها ،و لكن انتزاع أو منع أو تقييد هذا الحق جراء التدخلات غير المشروعة بالسيطرة على شؤنها المالية لا يحقق لها العيش الكريم .و من أشكال العنف المالي الممارس على المرأة فرض السيطرة على أموال المرأة و أطفالها، و من أشكاله منع المرأة من العمل ،و التكسب المشروع بالقوة دون سبب ،و السيطرة على مقدار الرعاية الصحية التي يتوجب أن تتلقاها هي أو أطفالها . و يشمل أيضا مضايقتها في مكان عملها الرسمي، و الإستيلاء على أموالها ،و منعها من التمتع بالإنفاق على نفسها ،أو الوصول إلى حسابها البنكي .و يشمل أيضا إجبار المرأة على العمل المهين أو المهلك ،أو المضني؛ من أجل إستغلال كسبها المالي لصالح الآخرين مع حرمانها من الحصول على احتياجاتها الأساسية كالغذاء، و الكساء، و التعليم ،و الرعاية الصحية ، كما يتضمن العنف المالي الإستيلاء على ممتلكات المرأة و تبديدها ٥- العنف السياسي*: *هو كل فعل عدواني جسدي أو نفسي، موجه ضد المرأة عند قيامها بدور سياسي، عند رغبتها في مزاولة نشاط سياسي، أو الترشح ،أو ممارسة حق التصويت*. *و قد يتم استهداف أفراد عائلاتهن أيضا بالأذى و التهديد أو التصفية ،بغرض منعها من القيام بدور سياسي أو إجبارها على تنفيذ قرارات* – *سياسية، أو إقتصادية ،أو غيرها* – *ضد قناعتها* – *لحساب آخرين ذوي سلطة و نفوذ* .
*٦-اساءة معاملة المرأة المسنة*: *أكدت الإحصائيات أن الإساءة التي تتعرض لها المرأة المسنة في المنزل، أو الأماكن العامة ،أو المواصلات العامة ،أو في دور الرعاية* *تتسبب في مضاعفات أكثر خطورة مما قد يتسبب للرجل المسن* ، *و يحدث هذا النوع بسبب إهمال رعاية المسنة المتعمد* *و إيذاء من تبلغ ٦٠ عاما* *و من أشكاله منع الرعاية الطبية عنها، و منع الغذاء ،و المعاملة بقسوة و إهانة متعمدة* *و حرمانها من حقوقها الإنسانية في العيش الكريم*.*يحدث ذلك في الوقت الذي لا تستطيع فيه المسنة دفع الأذى عن نفسها ، و عجزها عن رعاية نفسها و تحضير الطعام لنفسها ،و ممارسة النظافة الشخصية، و عدم القدرة على الذهاب إلى المرحاض* ، *و ارتداء الملابس النظيفة ،أو إدارة أعمالها، أو الحصول على أموالها التي تكون عادة تحت تصرف الشخص المعيل*.
*يمكن للأثار الصحية السالبة المترتبة على العنف أن تستمر مدى الحياة مثل الإعاقة* *البدنية ،و الإضطراب النفسي مثل نوبات الهلع و القلق و الاكتئاب و قلة التركيز بسبب تأثير العنف على صحة المرأة البدنية و النفسية و الجنسية و الإنجابية معا*.
*تتوفر برامج متخصصة لمنع العنف ضد المرأة. تترجم في إطار ” احترام المرأة” RESPECT* *المشترك بين المؤسسات لقراءة البيانات المتوفرة عن منع العنف ضد المرأة* *و رصد الإساءة إليها*.
*و من الضروري أن يكون الدعم في متناول يد النساء و سهل الوصول إليه و الاستفادة منه لكل فئات النساء الناجيات من العنف بطرق تتضمن مأمونية الرعاية و الخدمة*.
📍# *الآثار الصحية المترتبة على العنف ضد المرأة*:
*آثار جسدية* : *📍التشويهات و الرضوض و الجروح و الحروق و الكسور الخطيرة التي تحتاج إلى تدخل طبي عاجل أو قد تودي إلى الإعاقة المؤقتة أو الدائمة أو فترات عناية طبية طويلة أو عناية مكثفة و قد تؤدي مباشرة أو عبر مضاعفاتها الخطرة إلى الوفاة*.
*📍 نوبات الصداع الحاد أو المزمن مع الأم متفرقة في الظهر أو أحشاء البطن أواضطرابات في العضلات أو الأعصاب مع قصور الحركة و إضعاف الصحة بشكل عام.*
*📍حالات الحمل غير المرغوب فيه و التعرض للإجهاض المحرض عليه. و الأمراض النسائية مع فرص العالية للإصابة بعدوى الأمراض المنقولة جنسياً، مثل عدوى الإيدز و الزهري و السيلان و عدوى فايروس التهاب الكبد الوبائي*.
*📍كما قد يؤدي العنف الممارس على المرأة الحامل إلى زيادة الإجهاض التلقائي أو الولادة المبكرة كما أن المرأة الحامل المعنفة أكثر قابلية لإنجاب طفل منخفض الوزن*.
*كما تضم الاثار النفسية كذلك طيف واسع من الاضطرابات* *📍 مثل الإكتئاب*.
*و الإجهاد المرتبط بمتلازمة (اضطراب ما بعد الصدمة)*.
*كما رصدت حالات من الأرق و اختلال النوم*.
*مع اعتلالات الأكل و الهضم* .
*و ازدياد المعاناة العاطفية*.
*و ازدياد محاولات الانتحار*.
*و حالات القتل* .
*كما تضمنت أيضا آثار سالبة على صحة الأطفال و سلوكهم و اتزانهم العاطفي و النفسي إذ يتحول هؤلاء مجددا في المستقبل إلى مرتكبي عنف أو ضحايا عنف حسب نوعية الظرف العنيف الذي مروا به*.
*- زيادة احتمال تعاطي* *الكحوليات و العقاقير المخدرة و التدخين*
*اضطرابات سلوكية و عاطفية*
*القلق والتشوش و فقدان التركيز و ضعف الذاكرة* .
*مع ازدياد حالات وفياة الرضع و سوء التغذية لدى الأطفال*
*و سوء التغذية و الأنيميا المزمنة لدى النساء المعنفات*.
📍# *كيف نحد من العنف ضد المرأة*
*حددت منظمة الأمم المتحدة10 طرق يمكن من خلالها المساعدة في إنهاء العنف ضد المرأة و هي* :
*1. استمع إلى الناجيات وصدقهن*
*2. علم الجيل القادم وتعلم منه*
*3. أدعُ إلى وضع استجابات وخدمات مناسبة للغرض*
*4. اِفْهَمْ معنى الموافقة*
*5. تعرف على دلالات سوء* *المعاملة وكيفية المساعدة*
*6. ابدأ المحادثة*
*7. عارض ثقافة الاغتصاب*
*8.تمويل المنظمات النسائية*
*9. لنحاسب بعضنا البعض*
*10.تعرف على البيانات واطلب المزيد منها*
📍# *الدور القانوني*
*إن تطبيق القوانين الرادعة، و تفعيل المسائلة القانونية ،و اتخاذ كافة الإجراءات ضد مرتكبي العنف ،و عدم السماح بالإفلات من العقاب يمكنه الحد من هذه الجرائم* .
*تجدر الإشارة إلى أن العنف ضد المرأة قد ترتكبه الدولة أيضا ،أو أحد أجهزتها ،أو تتغاضى عنه و تتعمد في تأخر التدخل من أجل معالجته*
( *هيئة الأمم المتحدة للمرأة/الدول العربية*)
📍# *الدور الصحي*
*المؤسسات الصحية عموما قد تشكل أولى نقاط التواصل التي تلجأ إليها المعنفة لذلك من المهم جدا توفير تقديم خدمة عادلة و خالية من اصدار الأحكام المسبقة* *أو التمييز و ذلك*
*بالتدريب المتخصص للكوادر الصحية، بإشراف وزارات الصحة في الدول و دعم منظمة الصحة العالمية ، لتوفير خدمات العلاج و الإرشاد و التقصي ،عند التبليغ أو الاشتباه في احتمالية العنف القائم على النوع الجنسي* ، *في المستشفيات و مراكز الرعاية الأساسية من خلال توفير مساحات آمنة تضمن الحماية و السرية و الحفاظ على الأدلة و التقارير في حالة التماس الاجراءات القانونية* …..📍 *و بهذا الصدد كان السودان من أوائل الدول التي نشطت في اتخاذ التدابير الصحية ،التي تضمن توفر الخدمات العلاجية المناسبة للناجيات من العنف، من خلال تدريب الكوادر و إقامة الورش و توفير الدعم في سبيل تقديم و تسهيل الحصول على الرعاية الطبية، والاجتماعية، والنفسية* .
🚨 *تجدر الإشارة إلى أن ٢٥ من نوفمبر هو اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة تحت هاشتاج*
*لون العالم بالبرتقالي #*
*و يهدف اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة و الأيام الستة عشر العالمية بعده للعمل الجاد و النشاط المتمحور حول مجابهة العنف القائم على نوع الجنس و كل ذلك للفت الإنتباه و رفع الوعي الدولي و التحريض على تأدية الالتزامات المعلنة*.