منتصر الجمل يكتب : *عندما صاح حميدتي : ( انا بقعد في الخرطوم تلاتة شهور عشان أقدر أقابل البشير عشرين دقيقة )*
لا ينكر عاقل ان الدعم السريع أسسته الإنقاذ لكنها كانت قادرة على إدارته وفق بنود تأسيسها له بل قيدته بقانون صارم لم يستطع قائد الدعم تجاوزه قيد انملة ..
و حميدتي قال بلسانه قولاً مشهوداً قولاً يريك منزلته في سلم الإنقاذ .. حميدتي قال ( انا بقعد في الخرطوم تلاتة شهور عشان أقدر أقابل البشير عشرين دقيقة ) ..
…
كان عدد مجندي الدعم السريع يوم سقوط الإنقاذ لا يتجاوز ثمانية عشر ألف جندي منهم ثمانية آلاف في اليكن و عشرة آلاف في السودان و الذين في السودان كلهم كانوا في الولايات و لم يدخل عسكرهم الخرطوم إلا في أواخر عهد البشير و بإشارة منه و هذا خطأ يحسب علي البشير بلا شك و نذكر أن الدعم السريع لم يكن لهم أي دور و لا تأثير في السياسة في عهد البشير مع ان البشير جعل من حميدتي عصا يهش بها على غنمه بعد ان كانت حركات تمرد دارفور و لم يكن في الناس من يعرف إسم حميدتي إلا قلة من المهتمين المتابعين …
حكومة القحط هي من كبّرت الدعم السريع بتوجيه من كفلاءها فجعلت قيادة الدعم تتجاوز قانون إنشائها تحت عين و بصر الدولة ( بتجاوز قانون الدعم السريع ومن هنا بدأت المليشة ) و يتوسع في التجنيد خارج النصاب الموضوع له و خارج الضوابط حتى جند عساكر من عرب أفريقيا و زاد عدد عسكره من ثمانية عشر ألفاً إلى أكثر مأتي ألف عسكري خلال سنين القحط … !!! تحت عين حمدوك و قحط و حريتهم و تغييرهم كان يتمول من الخارج بلا سائل ( البيسأل منو إذا كان رئيس الوزراء يقبض مرتبه من بريطانيا ) .. كان التسليح يتواصل ليل نهار للدعم السريع من دولة الإمارات بتسليح نوعي و كان جلياً أنه يحضر لحرب واسعة و قد كتبنا و كتب كثيرون عن ذلك حينها كثر … كان ابوجهل دولة داخل بل خارج الدولة و كان يسافر للخارج و يعقد صفقات السياسة و المال دون تنسيق مع الدولة كلها عسكرية و مدنية … جعلوا منه الرجل الثاني في الدولة
الإنقاذ أقامت قوات اخرى أكثر و أقوي و امضى من الدعم السريع فأنشأت قوات هيئة العمليات أكثر و ارفع قوة تدريباً و تسليحاً فأنظر كيف تعاملت قحط و حكومة حمدوك معه هيئة العمليات و قارن بتعاملهم مع ربيبتهم قوة الدعم السريع و قارن موقف هيئة العمليات تجاه قرار حلها قارنه مع موقف مليشيا الدعم السريع من قرار دمجها مع ان الهيئة كان القرار هو الحل و مع الدعم كان القرار هو الدمج و شتان ما بين القرارين .. !!! و لاحظ ان وراء قبول قوات الهيية للقرار و عدم اللجوء للمواجهة العسكرية كان خلفه رجال عقلاء محسوبون على الإسلاميين بكل حال و وراء رفض رؤية الدمج للدعم السريع كان خلفها رجال القحط و فولكر و الكفيل …
الإنقاذ أنشأت الدفاع الشعبي و يوم سقوط الإنقاذ كان مجنديه يتجاوز الخمسمائة الف مجند و كلهم لم يصادم قرار حل الدفاع الشعبي بالقوة المسلحة لأن الرجال العقلاء أنفسهم كانوا خلف التسليم بالقرار حفظاً على البلد و سلمه و هنا نفس المقارنة فالقرار كان ( حل ) الدفاع الشعبي و القرار عن الدعم السريع كان ( الدمج ) فأنظر فإن الفارق هو العقل بين الموقفين و ليس الفارق هو القوة …
الإنقاذ أنشأت قوات الإحتياطي المركزي كقوة شرطية بتدريب و تسليح قتالي عالي و كسبت خبرات قتالية عالية خلال عملياتها لسنوات في دارفور و مع ذلك لم تتمرد قوات الشرطة يوم ان تمت إحالة 1035 ضابط شرطة بكشف واحد لم يعرف مصدره حتى اليوم و تلاه كشوفات إحالة بتوقيع السفيه حمدوك في تشليع منكر للشرطة لا يماثله إلا ما فعله الامريكان في العراق …
إذن العلة و الخطأ ليس في إنشاء تلك القوات و التي يشهد الجميع انها أدت دوراً مشهوداً و كسرت شوكة حركات التمرد في دارفور …
هذا كما قدمنا هو كلام موجز فالمبحث عميق و طويل مع أن العقل بداهة يقول أن الإنقاذ زرعت نخلة و جاء القحاطة فصنعوا خمراً من تمرها و المتقحطون يلومون الإنقاذ على الخمر
و بفضل الله صدق حدسنا من وقت باكر جداً بان المليشيا لن تهاجم الفاشر مع ان الجميع كانوا على ثقة بأن الهجوم لن يتأخر اكثر من يوم او يومين … و بفضل الله أيضاً جاء أن المليشيا المتمردة بإحتلالها لمدن كبرى في دارفور قد وضعت نفسها في مواجهة ساخنة مع المواطن هناك حتى في حواضنها الأساس لأنها لا تملك القدرة على إدارة الشأن المدني و لا توفير الحاجات الأساسية خاصة الغذاء و الدواء … بنتخيل حياة في مدينة ينعدم فيها ما هو اساسي و لم تحسب له قيادة المليشيا اي حساب .. مدينة ينعدم فيها البصل و الخبز و الوقود و الفول المصري و الصلصة الدواء و غير ذلك من الضروريات .. القول بتدبير البدائل الغذائية الممكنة صحيح لكن أهل العلم يقولون انه يستحيل إيجاد بديل للملح و سبحان الله رغم ما يبدوا من بساطته إلا أنه تستحيل الحياة بدونه و إنعدامه حتى لو تعود الناس على الطعم من غير الملح لكن و لحكمة يعلمها الله فإن كثير من المواد الغذائية لا يتم إستقلابها في جسم الإنسان إلا بوجود قدر من الملح .. !!! إذن نقص الملح و إن لم يعني المجاعة لكنه يعني الأنيميا و ربما للمليشيا يعني المواجهة مع حواضنهم الآثمة مثلهم …
…