منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

صديق محمد عثمان يكتب : *هنا صوت يناديني*

0

صديق محمد عثمان يكتب :

*هنا صوت يناديني*

الجهات التي تقف وراء الحرب تعلم جيدا اثارها المدمرة على المجتمعات ولذلك فقد مهدت لها بارسال جيش من العملاء باسماء سياسية كانت مهمتهم تعطيل موسسات الدولة التي ترعى المواطن وشن حملة شعواء على الجيش الوطني بدات بتفويض بعثة اممية لتفكيكه، والان تمارس هذه الجهات ضغوطا مكشوفة على قيادة الجيش وتهديدها وابتزازها بينما ينشط العملاء والخونة في حملات الدعوة لحظر الطيران ومساواة خروج الجيش من المدن بالمليشيا التي تحتل منازل المواطنين ويرتفع صياحهم حينما تنهض المقاومة الشعبية لمساندة جيشها فهم لا يريدون للجيش حماية شعبه ولا يريدون للشعب حماية نفسه يريدون شعبا مستسلما.

هذا التوجه يتسق تماما مع اجراءات مجربة في المجتمعات الغربية حيث استولت نخب محدودة على الفضاء العام وقامت بتجنيد الكنيسة لصالحها ومن ثم شنت حملة شعواء على مجتمعاتها العزلاء من السلاح المادي والسند المعنوي فهزمتها شر هزيمة وأخضعتها لانظمة سياسية معيبة للغاية انتهت إلى خراب ودمار واستهلاك متسارع لموارد الكرة الأرضية في تحقيق الرفاهية للاقلية وبلغ التفاوت في مستوى العيش حدا غير مسبوق.

لسوء حظ هذه الاقليات الخائنة الخائبة ان الأمر ليس كذلك في المجتمعات الإسلامية فمنذ الفتنة الكبرى حينما سعت الأقلية إلى احتلال السلطة السياسية نهضت المجتمعات لحماية دينها ومصدر عزيمتها وإلهامها فمنعت السلطة من التغول على فضاءها الثقافي والاجتماعي والفكري ونهض فيها قادة وائمة للفقه والفكر والمقاومة واجهوا السلطان وكفوا يده وضرب الشهداء منهم ( سعيد بن جبير ) أمثلة باذخة في الفداء والتضحية وانتصب الائمة مالك واحمد بن حنبل وابا حنيفة النعمان مثالا للسلطان الذي يتحدى الصولجان السياسي.

لقد بلغتنا حروب تلك النخب الممتدة منذ الفتنة الكبرى إلى حريق حلب وحماة في الثمانينات والتي تطورت إلى حرب ابادة شاملة والمجتمعات صامدة تفسد على النخب المحلية مخططات استسلامها لارادة النخب الدولية.

والامر المهم ان نذكر دائما ان المشهد الحالي هو استمرار وتطور من مشهد سابق له كانوا قد استطاعوا فيه استمالة حكومة الإنقاذ بالضغوط والوعود والاماني في نيفاشا وجاءت هذه النخب كأسراب الجراد من كل حدب وصوب فاثقلوا كاهل امة كانت قد بدات تنهض وتنشر تعليمها وتبسط البنى التحتية لنهضتها المادية والفكرية. ولذلك فالذي فشلوا فيه ومعهم نخب المؤتمر الوطني لن يحققوه اليوم بعد ان سلطهم المولى فاخرجوا حليفهم ومارسوا عليه الإقصاء ظنا منهم انهم لم يعودوا بحاجة إلى شريك يلطف وحشتهم عن المجتمعات.

ان اعداد الذين قتلتهم هذه الحرب بدون سلاح بالحسرة والإحباط والشعور بالعجز تتجاوز اعداد الذين ماتوا في المواجهات العسكرية ذلك ان كبار السن اضطروا إلى النزوح عن كل ما عملوا على تاسيسه من استقرار اجتماعي ونفسي ومادي لأسرهم ولأنفسهم ثم عجزوا عن حمايته من اجتياح التتار والمغول وبدا الافق مظلما فانهارت دفاعاتهم النفسية، وما يخشاه العملاء هو ان تجدد المقاومة الشعبية عزائم المجتمع وتقشع سحابة الدخان السوداء التي نفثوها فوق سمائه فاذا نهض المجتمع فان قواته المسلحة قادرة على رد الضغوط الخارجية عن قيادتها وكسر الايادي العابثة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.