منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

إبراهيم مليك يكتب : *القصف الأخير لمدينة نيالا …بين الإدانة والتشفى!!*

0

إبراهيم مليك يكتب :

*القصف الأخير لمدينة نيالا …بين الإدانة والتشفى!!*

الأحد٢٠٢٣/١

رحم الله كل ضحايا الحرب القائمة فى السودان وشفى الجرحى وأعاد المنكوبين والمهجرين قسراً إلى ديارهم …
تعرضت مدينة نيالا قبل يومين لهجوم من طيران الجيش على عددٍ من المواقع وظهرت صور لمدنيين راحوا ضحية لهذا القصف وخرجت إدانات واسعة لعددٍ من الجهات الرسمية والشعبية لاستهداف المدنيين …
الجميع متفق أن المدنيين هم ضحايا هذه الحرب التي يتحمّل وزرها عدد من الأطراف وعلى رأسهم مليشيا الدعم السريع التى فقدت قيم وأخلاق الحروب حيث حشدت لها متفلتين يقودهم جهلة وتدعمهم أيدى خارجية حاقدة لا تريد لهذا السودان خيراً…
قصف مدينة نيالا الذى راح ضحيته أبرياء وعزل من المواطنين سببه سلوك مليشيا الدعم السريع التى اتخذت من الأحياء السكنية مقرات ومخازن للسلاح وهو سلوك معتاد لهذه المليشيا التى تسعى لتحقيق نصر على حساب أرواح المواطنين الذين فقدوا كل شئ فى مناطق سيطرتها …
مصيبة قادة الجيش السوداني وعلى رأسهم البرهان أنهم يديرون هذه المعركة بطريقة قد تفقدهم السند الشعبي وتُسْخِط عليهم المواطنين وترفع أسهم الخلايا النائمة من القحاتة العملاء الذين ينتظرون مثل ما حدث فى نيالا ليخرجوا من جحورهم مثل الأفاعي يلبسون ثوب الإنسانية الكذوب يدينون ويشجبون يلطمون الخدود ويشقون الجيوب ويدعون بدعوى الجاهلية !!
طيلة الشهور الماضية والجميع يرى تجاوزات مليشيا الدعم السريع ولم نسمع إدانة ولو بكلمة ..
رأينا قتل ودفن المواطنين أحياء فى الجنينة ورأينا ما حلَّ بالخرطوم والجزيرة كلها جرائم قامت بها هذه المليشيا المجرمة ولم نسمع إدانة ولكن بالأمس رأينا تدافع كبير وإدانات واسعة لما حدث فى نيالا وهذا يؤكد نفاق كثير من الأجسام والواجهات والقيادات التى تدعى الحياد فى هذه المعركة …
إن رفض استهداف المواطنين ليس امراً مزاجياً يخضع لتقديرات الساسة ومصالحهم إنما هو مبدأ إنساني يشمل الجميع وإدانة كل الأطراف التى توقع الأضرار على المواطنين دون محاباة إن كان من الجيش السودانى أو مليشيا الدعم السريع…
ليس مقبول إطلاقاً أن نبرر لتفلتات هذه المليشيا وتجاوزاتها التى لا تخطئها العين وندين تجاوزات الجيش فهذا هو الكيل بمكاييل الاستهبال السياسي!!
كل جهة تعتدى على مواطنين عزل بالقتل أو الترهيب أو الاعتقالات التسعفية عليها تحمّل مسؤوليتها كاملة ويجب أن تحاسب على تجاوزاتها ..
المواطنون لا تنفعهم الإدانات الخجولة بعد أن قتل منهم أبرياء وتعرض الأحياء منهم للإهانة والإذلال إنما الذى ينفعهم ويعيد لهم كرامتهم ويرد لهم بعض حقوقهم هو وقف هذه الحرب فوراً ومحاسبة المجرمين من كل الأطراف…
أي إدانة مدفوعة الثمن هي ذرّ الرماد فى عيون الغلابى المنكوبين المكتويين بنيران هذه الحرب …
صاحب قذف مدينة نيالا دعايات وتضخيم وإثارة إعلامية من نشطاء وآخرين أطلقوا عبارات عنصرية اعتادوا عليها قبل اندلاع الحرب عبارات يجب محاسبة مطلقيها وملاحقتهم قضائياً لأنها تزيد الضغائن والأحقاد بين أبناء الوطن …
كيف يترك هؤلاء النشطاء الذين يصفون ضحايا القصف بعبارات لاذعة تحط من كرامة الإنسان طلقاء دون مساءلة ؟!!

إن أخطر ما فى هذه الحرب هو غياب دور النائب العام فى ملاحقة المتفلتين ومثيري الفتن الذين يوغرون الصدور ويؤججون نيران الحقد والكراهية باستمرار …
نتمنى أن يساهم الجميع بتوعية الشعب وحثه على رفض العنف والحرب وتشكيل رأي مناهض لاستمرار هذه الحرب والوقوف مع الضحايا من الشعب السوداني دون تمييز وتقوية اللحمة الوطنية تحقيقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم(مثل المؤمنين فى توادّهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى)…
حفظ الله الشعب السودانى وأزال عنه كربته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.