ادم مهدي حسب الكريم يكتب: *حتى لا يُظلم والي القضارف*
تناقلت الاسافير وكتبت الأقلام وراجت الأحاديث في أوساط المدينة بأن والي القضارف الأستاذ محمد عبدالرحمن محجوب ظل غائباً عن مشهد الحراك الجماهيري والتعبئة العامة وصدرت بعض البيانات هنا وهناك عن ضعف اهتمامه بالمقاومة الشعبية وعدم مخاطبته لجموع المواطنين في مطلع يناير من العام الجديد ٢٠٢٤م
ولكن الذي لا يعرفه هؤلاء ان والي القضارف من اوائل الذين استجابوا لنداء القائد العام للقوات المسلحة وعمل علي فتح المعسكرات لتدريب المستنفرين الذين لبوا النداء شباب وشابات رجال ونساء كان راعياً ومشرفاً ومتابعاً لأعمال اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار مذللاً لكافة العقبات حتى سجلت القضارف رقماً لا يُستهان به حيث بلغ عدد المستنفرين الذين تلقوا جرعات تدريبية في المعسكرات اكثر من خمسة الآلاف مستنفر في الوقت الذي لم تبدأ فيه بعض الولايات الاستنفار وفتح المعسكرات كل ذلك تم بأشراف وتحت رعاية الوالي فكيف يكون أول من استجاب لنداء القائد العام للقوات المسلحة وفتح المعسكر متاخراً عن ركب المقاومة الشعبية
إن الذي حدث يوم الاثنين الماضي تسببت فيه أخطاء متعلقة بغياب المعلومات عن مكان تواجد الوالي ولا يتحمل هو مسؤولية ذلك بقدر ما يتحمل هذا التقصير مكتب إعلام الوالي الذي لم ينشر خبراً استباقياً مفاده أن والي القضارف يشارك في الاجتماع المصغر لولاة الولايات بمدينة كسلا ولو حدث ذلك لكان الوضع مختلف والتناول لهذا الموضوع لم يكن بهذه الحساسية ولكن عيوب الإعلام الحكومي إنه يأتي متاخراً مما يُحدث ربكه في تدفق المعلومات خاصة وسائل التواصل الاجتماعي التي يصعُب السيطرة عليها في ظل الإنتشار والانفتاح الذي أحدثته ثورة المعلوماتية وتعدد منصات النشر واختلاف توجهات صناع المحتوى وحتى لا يُظلم والي القضارف لابد من الإشارة إلي أن هذا الوالي إستطاع خلال فترة الثمانية اشهر الماضية أن يحفاظ علي أمن الولاية واستقرارها ونجاح الموسم الزراعي وهو أول من استقبل النازحين وخلق لهم بيئة ممتازة في دور الإيواء واستنهض المجتمع الذي استضاف اكثر من اربعين الف أسرة بل استطاع والي القضارف أن يخلق الترابط والاندماج بين النازحين والمجتمع المستضيف وأول ولاية تُشكل لجنة من النازحين أنفسهم لخدمة قضاياهم والمطالبة بحقوقهم فقد نظمت لجنة النازحين بالقضارف الدورات الرياضية والمهرجانات الثقافية مما يدلل على أن الوالي يفكر بشكل استراتيجي تجاه القضايا التي قد تشكل مهدد أمنى في المستقبل حيث ظلت القضارف آمنه مستقرة طيلة هذه الفترة فلماذا الحديث عن تقصير الوالي في هذا التوقيت الذي يجب أن ندعم فيه تماسك الجبهة الداخلية ووحدة الصف والكلمة من أجل المزيد من الإستقرار والأمن لمجتمع الولاية
والتجارب البشرية لا تخلُو من العثرات والأخطاء ونحن في الصحافة مهمتنا التصويب وكشف مواطن الخلل حتى يعمل صناع القرار علي معالجة الاعوجاج وتدارك مخاطر الخلل ولكن يجب أن يُصوب النقد بشكل بناء تجاه مكان التقصير دون أحداث المزيد من الخلل خاصة وأن بلادنا تعيش في أوضاع اكثر ما نحتاج فيها التناصح بين الصحافة وقيادة الدولة في مختلف مؤسساتها ومستوياتها لأن الأصل في الصحافة الرقابة والإشارة الي الثغرات التي يمكن ان تُهدد أمن واستقرار الدولة
لذا يجب ألا نمحوا كل جميل الرجل بخطأ لم يكن يقصده هو او إعلامه ويجب أن نملك الرأي العام الحقائق حتي لا يُظلم والي القضارف