منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*قصص زواج السوريون من السودانيات.. في ظل الحرب كالمستجير من الرمضاء بالنار*

0

يضم أحد مراكز الايواء في مدينة بورتسودان شرقي السودان خمس زيجات لسودانيات ارتبطن بسوريين اتخذوا الخرطوم ملاذا لكن ظلال الحرب لاحقتهم فباتوا كالمستجير من الرمضاء بالنار يتقلبون بين لجوء ونزوح في رحلة مجهولة النهايات.

ويصعب على الازواج الرجوع الى موطنهم الاصل في سوريا خشية التعرض لعقوبة عدم التجنيد بجانب مشكلات الطيران وغياب الرحلات المنتظمة الى دمشق، بالإضافة الى ضيق ذات اليد فجميعهم خسروا مشروعات أسسوها بالخرطوم بعد أن مزق الصراع وطنهم منذ العام 2011.

ووفقا للقانون العسكري السوري فان الفارين من التجنيد يواجهون عقوبة السجن لسنوات إذا تركوا مواقعهم ولم يعودوا للخدمة خلال فترة زمنية محددة.

تقول مرافئ التي اقترنت حديثا بعمر السوري وأكملا المراسم مدينة عطبرة بولاية نهر النيل انهما يقيمان في مركز ايواء بيت الشباب وتشير الى أن بداية حياتهما تبدو قاسية بسبب الحرب، وتؤكد لسودان تربيون عزمها وزوجها التوجه لاي دولة اخرى لصعوبة سفرهما الى سوريا واضافت ” زوجي خسر كل مشاريعه في الخرطوم وسننتظر قليلا في هذا المعسكر الى ان ندخر بعض الأموال”.
ويقول عمر انه لا يستطيع العودة الى سوريا بسبب توقف الطيران وان محاولاته مستمرة لدخول السعودية او التوجه صوب كندا.

كما يتحدث عن علاقته بمرافئ ستستمر في ظل اي وضع وانه لا يشعر بالندم لزواجه من سودانية لكنه يظهر حزنا لما آل اليه الحال في السودان بعد أن عده بلده الثاني وقصده في العام 2012 لم يواجه بعدها اي صعوبات في الاندماج والتعايش مع المجتمع.

وأردف قائلا “تعودنا على مالات الحرب وحتما سنبدأ من جديد وعندما يعود الامان للسودان سنعود للعيش فيه”.

أما ياسمين المتزوجة من سوري ولديهما ثلاث أطفال تقول إن معاناة الحرب طالت الجميع، لكن ولكن اقترانها بسوري جعل من الصعب عليها البقاء مع ذويها واقاربها خاصة انهم وقفوا ضد هذا الارتباط.

واضافت ياسمين في حديثها لسودان تربيون “زوجي لا يستطيع الرجوع الى دولته بسبب التجنيد وفقدان مشروعه في الخرطوم.. لا نملك مال لاستئجار منزل جديد فقصدنا هذا المعسكر – بيت الشباب- للعيش فيه رغم ان الوضع غير موات لتربية الأطفال” مشيرة الى انها حبلى في شهرها التاسع وستكون بحاجة لوضع أفضل بكثير.

وتروي ياسمين قساوة التجربة عندما ينتمي الشريكان لبلدين يعانيان ويلات الحرب مؤكدة الا خيار أمامهما حالياً سوى الهجرة من السودان وأن الامر يحتاج لوقت وكثير من المال فهم بلا اوراق رسمية بعد أن تركوها بالمنزل عندما هربوا من الرصاص بمنطقة كافوري في الخرطوم بحري حيث شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع.

أما سارة سودانية التي اقترنت بسوري منذ سبع سنوات فترى ان انتمائهما لبلدان فيهما حرب يمثل معضلة كبيرة.

وتقول لسودان تربيون “نحن في وضع لم يكن من خياراتنا”، فالعودة الى سوريا بالنسبة لزوجها امر شبه مستحيل لتعقيدات ترتبط بالخدمة العسكرية كما ليس باستطاعتنا البقاء مع الأقارب.

وتضيف “وجودنا في معسكر ايواء أمر مزعج بعض الشيء لكن نستطيع التعايش طالما لا نملك طريق ثان”.

وتشير سارة الى أن الحرب مثلت معاناة جديدة في طريقهما بعد أن طويا صعوبات مجتمعية وخلافات اسرية بسبب اقترانها بسوري.

ويتحدث زوجها محمد انور لسودان تربيون قائلاً : إنه وصل السودان لاجئا ثم تحول الى نازح بفعل الحرب، موكدً أن اللجوء كان أفضل بكثير من النزوح حيث كان يستأجر منزلا في الخرطوم ويعمل في ورشة للأثاث لكنه فقد كل ذلك بسبب الحرب التي دفعته للنزوح فاقدا كل شيء..

واضاف “منذ بدأت الحرب في السودان كنت اتوقع جميع السيناريوهات لأنها تكرار لتجربتي في بلدي الام سوريا كنت أدرك ان البيوت ستسرق وان الناس ستهجر بيوتها فهو وضع متعب ما كنت اتمناه للسودان”.

ويتابع انور بالقول ان لديه إمكانية الرجوع الى سوريا لكنه يخشى على اسرته من المجتمع وأن تصطدم زوجته بصعوبات في التعامل مع ذويه الذين عارضوا ارتباطه بسودانية، ثم يستدرك بأن اهلها ايضا لم يوافقوا عليه في البداية ويتابع ” لكننا صمدنا حتى رضوا عنا والان سنحاول خوض نفس التجربة في سوريا حتى نقنع الجميع بزواجنا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.