منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

يوسف عبد المنان يكتب: *عن قصر البرهان في تركيا !*

0

لم يلتفت الأستاذ الصحافي محمد لطيف من مهجره في يوغندا، وأقدم على رمي تهمة الثراء في كاكي الفريق البرهان رئيس الدولة، وقال إن البرهان يملك قصراً في تركيا !! وأثارت معلومة لطيف جدلاً واسعا وسط الرأي العام، مابين مؤيدٍ له دون أن يتبصر عن صحة ماذهب إليه الصحافي الكبير، ومابين رافضٍ التهمة من دون الثبت من دعاوى محمد لطيف، التي لو قذف بها في وجه صديقه الحبيس حالياً عمر البشير لما وسعته أرض الله بكل سعتها، وهل كان لطيف أصلاً من الصحافيين المتتبعين عورات ومخازي الحكام منذ أكثر من خمسين عاما الا قليلا امضاها لطيف في بلاط صاحبة الجلالة، ولكن ربما هجرة لطيف وموسسته طيبة برس إلى يوغندا، ووثيق وحميم صلاتها بقوى الحرية والتغير التي بدلت اسمها مؤخراً إلى ما أُختصر في( تقدم) وما تأخر لطيف عن دعمها باشانة سمعة رجلٍ يمسي صديقاً لتلك المجموعة ويصبح خصماً !!

دعنا من حواشي القضية وهوامشها ولنسأل هل عُرف عن البرهان طوال تاريخه العسكري شغفاً بالمال والثروة؟ حتى يقدم في أخريات أيامه على شراء عقار بآلاف الدولارات في عاصمة دولة تحتضن أكبر معارضة لحكم البرهان منذ وصوله الحكم؟؟

قبل أن يجلس البرهان على كرسي الرئاسة في السودان عمل البرهان في مكتب الفريق محمد أحمد الدابي المشرف على ولايات دارفور في يومٍ ما، قبل أن تُسند إليه مهام معتمد جبل مرة لفترة قصيرة، وأشرف على قوات حرس الحدود وكل تلك المواقع تتيح لمتسنمها الحصول على المال الوفير، ولكن البرهان حسب دفوعات ضباط كانوا خصوماً له وضباط كانوا أصدقاءً له عرف بالنزاهة الشخصية والشجاعة، والشجاع بطبيعة الحال كريماً واميناً، وبعدها جلس الفريق البرهان في كرسي المفتش العام للجيش، ولم يدخر مالاً ولا بني قصراً في الدروشاب، دعك من اسطنبول البعيدة ..

ثم السؤال الذي نبسطه لخصوم الرجل الذين طاروا فرحاً بإتهام محمد لطيف، منذ متى كانت للبرهان علاقة بتركيا حتى يأتمنها على أسراره، ويشتري في عاصمتها قصراً منيفاً، وتعريف القصر في بلاد مثل تركيا يختلف عن قصور السودان، مثل قصر على الحاج في ضاحية الجريف الذي يتكون من طابقين فقط وفي أرض بعيدة عشوائية، فحاكمته الصحافة في الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط نظام جعفر نميري بالثراء، لأنه يملك قصراً في منطقة عشوائية ويتألف من طابقين، ولو أن سفيراً سابقاً للسودان في تركيا من قوم حمدوك هو من كشف هذا السر الخطير لجاء بصورة القصر المدعاء وبسطها في الفضاء لاعدام الرجل سياسياً ..

لكن تهمة إمتلاك قصرٍ في تركيا لم تجد عند البرهان التفاته، حتى إعلام القصر لم يكلفوا أنفسهم برد التهمة الجائرة بحق رجلٍ لم يُعرف عنه حباً للمال، وتملكاً للثروة، مثل آخرين من خصومه بل لم يُعرف لأسرة البرهان من أشقائه وأبناء عمومته من تربح وتكسب من وجود الرجل في هرم السلطة في السودان، وحتى شقيقه حسن البرهان المحامي والناشط الحقوقي اختفى من المشهد ولم يعد ذلك المحامي زائع الصيت، ولايزال شقيقه الآخر عبدالوهاب موظفاً في شركة صغيرة للصرافة، ومندوبا عنها في دولة الإمارات العربية المتحدة،

ولم يشأ البرهان الدفاع عن نفسه طوال فترة توليه رئاسة البلاد، رغم السهام التي انتاشته من خصومه من كل التيارات اليسارية واليمينية والوسطية، وظل صامتاً على كل الاتهامات التي توجه إليه لوحده بينما الآخرين من غرماء الرجل بعيدين عن مثل التهمة التي قذفها لطيف في وجه البرهان، فالجنرال الخلوي حميدتي بلغ من الثراء ماجعله يشتري قصراً في مدينة جنيف السويسرية، حول بحيرة البجع وهي أغلى الأراضي في العالم، وبلغت به الجرأة أن نصحه أعداء يظنهم أصدقاء بشراء نادي تشلسي الإنكليزي بعد أن طرد مالكه الروسي إبراهيم موفتش بدعوى مساندته لبلاده روسيا في حربها مع أوكرانيا. وقيل إن حميدتي تقدم بعرض بلغ 13مليار دولار أمريكي لتملك النادي !! وان الصفقة من ورائها رجل أعمال إسرائيلي ولكن ذهبت ملكية النادي لغيره ..

ولم يسأل أحدٌ من قوى الحرية والتغير من أين لحميدتي بهذه الثروة بل لم يسأل أهل (تقدم) رئيسهم حمدوك لماذا تدفع له بريطانيا راتبه ورواتب مستشاريه ومدير مكتبه من خزائنها، هل رأفةً بالسودان ام مساعدة خبيثه لرجل لايعتقد بأن مال السحت البريطاني منقصة في حقه وحق الشعب السوداني ..

بل البرهان الذي يقيم في بورتسودان في بيت قديم كان يقطنه والي البحر الأحمر ايلا، بينما حمدوك يقيم في ضيعة تملكها من مال البترول الإماراتي ويمضي نهاراته في مركز يتبع للمخابرات الإماراتية، كل تلك القصور لم يرها الصحافي الكبير محمد لطيف لكنه يفتري على البرهان كذباً واختلاقاً عن تملكه قصراً في اسطنبول عاصمة القصور ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.