يوسف عبد المنان يكتب: *بابنوسة هل هي آخر معارك الملشيا؟؟*
📌 ألسن عديدة، أخرست فرسان المسيرية، ورمتهم بشائنة مولاتهم للمليشيا، وإدارة أظهرهم للقوات المسلحة، وطمست مجاهدات هذه القبيلة العملاقة من أجل السودان الموحد، وذلكم قبل تقسيمه، وما بذله فرسانها من أجل ابيى مجاهدات لا تنسي حتماً، ومن أجل الوطنية.. فذلك سفر ناصع البياض سجله فرسان المسيرية في صحائف التاريخ، منذ المهدية وحتى معركة بابنوسة الأخيرة، التي كتبها أبناء المسيرية سواءً كانوا منسوبي الفرقة 22 أو من قوات الاحتياط التي لاتزال هناك، تحتفظ بشوكة المجاهدين، وتضحيات المرابطين، وقوات المقاومة الشعبية الوليدة
السن .. لقد فاضت الألسن بإنتقاد المسيرية بسبب تبعية ال دقلو، وحلمهم (دولة العطاوه)..
📌 *ولكن الرجال الشرفاء كانت لهم كلمتهم،* من نيالا البحير جاء الخبر شايلو النسيم عن بطولة وفراسة *العميد حسين جودات،* ومن بابنوسة تحدث الحاضر ويكتب التاريخ العسكري عن *القائد حسن ردمود،* ومن فضاء السياسية خرج *أحمد الصالح صلوحه،* عن صمته وشق بتسجيلاته الفضاءات، حتى دفع ثمن موقفه، أن قدم ابنه وفلذة كبده شهيداً مغدوراً أنصاف الليالي، من قبل المليشيا، وفي الأبيض كان *اللواء حسين موسى* أو حسين جيش أول من بلغ لقيادة الهجانه بتطوعه، من أجل البلاد، وقاد *فضل محمد عبيدالله* عشيرته من المسيرية لاسناد الجيش، والقتال إلى صفه، ووقف *الأمير إسماعيل حامدين* مخالفا كثيراً من زعماء الإدارة الأهلية، ممن باعهم عبدالرحيم دقلو بثمنٍ بخسٍ، وكان فيهم من الزاهدين ..
📌لقد هرع مئات بل آلاف المقاتلين الشرفاء اخوان البنات وأولاد الأشراف الأحرار، دافعوا عن بابنوسة دفاع الرجال الأبطال، وقدم الشباب أرواحهم رخيصةً شهداء، من أجل البلاد، وحفر أبطال الفرقة 22 أسماءهم، بشجاعتهم وإقدامهم، في كتاب التاريخ، وأنهم لم يهنوا ولم يضعفوا في وجه آلةٍ عسكريةٍ تفوقهم عدةً وعتاداً، من الطيران المسير ومدافع ال 120 والهاونات، والثنائي والرباعي، وآخر ماأنتجته مصانع السلاح في الغرب، وجلبته إمارات الشر، لاراقة دماء الشعب السوداني ..
📌ودفعت المليشيا *بالعميد عبدالرحمن جمعه* الملطخ جسده بدماء الأهل المساليت، دفعت بقاتل الأطفال والنساء !! وجاء معه والي الجنينه، جاء لإستلام بابنوسة (القمير) لكنه وجدها غير تلك المدن، التي تساقطت كأوراق الخريف، مع نسمات الشتاء ..
📌بابنوسة المدينة المثقفة تكتب الشعر وتقرأ الروايات، وتشجع ريال مدريد وبرشلونه، وتعرف ليفربول وتغني مع حمد الريح إلى مسافرة، وتقرا لبدر شاكر السياب تولستوي ومكسيم جوركي، وتضرب حسناواتها الدلوكه، متين ياربي تاني تلمنا.. وهي رئاسة السكة حديد القطاع الغربي، مدينة عمالية تمردت على الطائفية وعرفت الحزب الشيوعي وعرفت البعث العربي من صلاح الدين البيطار إلى مشيل عفلق، وانتظمت في مدرسة التيار الإسلامي، واحبت سيد قطب، وحفظ اسلاميوها أشعار محمد إقبال، وهاشم الرفاعي..
📌نعم .. بابنوسة مدينة مثقلة بالعلم وممتلئة بالثقافة، والتمرد والعصيان، والفراسة والرجولة والكبرياء، ترفض ان تبيع نفسها للملشيا التي تقاتل من أجل مملكة مصنوعة من بقايا الأشياء الساقطة،
لقد نفضت بابنوسة عن ذؤابتيها السكون، وخرج خمسة آلاف من أبناء المسيرية، ليواجهون 12 ألف حشدهم دقلو، وحشرهم في جحور أفعى المسيرية ..
📌فكانت معركة الايام الثلاثة، التي كتبت لهذا الجيش تاريخاً وضئياً في كتاب السودان الجديد، القادم من رماد الفشل إلى ذروة النجاح، ودفنت بابنوسة في ساحاتها رفاة الأعراب القادمين من وراء الحدود ليجدوا مصيرهم في مدينة يعشقها أهلها، ويسمونها (القمير) تدليلاً وتصغيرا للقمر، ومن يحب القمر باذخاً، لا يركن إلى النجوم الآفلة،
عذراً جميله بوحريد،
*ليس كل رجال الأرض رجال ..*
*وليس كل نساء الأرض اماء ..*
📌وليس كل حاميات الجيش مثل الفرقة 22 وليس كل المدن مستحيل خدش شرفها، مثل بابنوسة القمير، فهل اوفيتك بعض مما في أعناقنا من دين ياسمراء الرمل، وجعداء الغبيش، يازرقاء كردفان، مثل قلب الآبنوس يابابنوسه..
مع حبي ومودتي ،،،
يوسف عبد المنان
29 يناير 2024م