منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. طارق أحمد خالد يكتب: *الميكانيكي الذي فجر إجتماع النخبة*

0

تمت دعوتي في يوم ما لحضور إجتماع هام دعا له المجلس التربوي
لمدرسة بحري الحكومية النموذجية الثانوية بنين بغرض التفاكر حول العملية التعليمية في المدرسة،

إجتمعنا اكثر من مائة من أولياء الأمور رجال وسيدات..
إفتتح رئيس المجلس التربوي
الاجتماع مستعرضا تدني البيئة المدرسية
*من دورات مياه وفصول*
*وسور وميادين وكافتيريا*
طالبا من الجميع ان يدلي كل منهم برأيه في حل عاجل لتحسين البيئة
من أجل إراحة المعلم والطالب
لمزيد من العطاء والتحصيل،

ومن الملاحظ ان هذا الجيل من الآباء
معظمهم من المهنيين والمتعلمين
خلافا لجيل الآباء الذي رعا جيلنا دون كثير جهد او عناء،
أتيحت الفرص للحضور للحديث والإدلاء بالرأي فكانت المداخلات كلها
بلغة علمية من قبيل التحليل وفقا لعلم النفس التربوي، مثل:
ــ الجنوح في سن المراهقة،
ــ دور المجتمع والسلطة في التربية،
ــ الثقافات الدخيلة المحمولة على الفضاء السيبراني،
وهكذا من المصطلحات المعقدة،
وكل منا كان يريد إستعراض مخزونه المعرفي، إلا من كان يجلس على يميني، كان يلبس بلوفر شتوي
ينبئ انه من الذين يخرجون مبكرا لاعمالهم
في هذا البرد القارس، كان متبرما من ( لواكة) الحديث، يطبطب برجليه على البلاط في حركات متبرمة،
وينظر للساعة في معصمة من وقت لآخر، أن وراءه عمل مهم لابد له من اللحاق به،
وبعد عدة مداخلات
طلب الفرصة للحديث،
ولما أعطيت له وقف امام الجميع
وقال :
السلام عليكم جميعا..
انا فلان والد الطالب فلان
شغال ميكانيكي،
الرجل رئيس المجلس التربوي دا قال ليكم كلام واضح
*عندو حمامات منتهية عايزة صيانة*
*وعايز يبني حمامات جديدة،*
*وعايز لمبات ومراوح*
*وحديقة للمدرسة،*
*الحكاية دي دايرة قروش مادايرة نضم كتير ولا فلسفة،*
دحين يا السيد المدير
*دي عشرة مليون جنيه مني،*
ربنا يوفقكم وإذا إحتجتوا لضراعي انا جاهز..
. السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة،

خرج بسرعة يلحقه تصفيق عالي جدا من الآباء والأمهات النخبة وبعدها تدفعوا نحو المنصة متبرعين بالكاش
وبعضهم طلب رقم حساب بنكي،،

عندها وجدت إجابة على سؤال
كان يؤرقني لماذا كتب دكتور منصور خالد سفره القيم
*(النخبة السودانية وإدمان الفشل)*
وسألت نفسي
*كم ميكانيكي يحتاجه السودان لإخراجه من هذا الوضع المربك المعلول؟*

بقلم
*د. طارق أحمد خالد..*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.