إنشراح اوشي تكتب : *وحتما … ستنتهي الحرب*
تسعة أشهر و نصف…. قضيناها حربا و نصرا و تمني
خضنا مع قواتنا المسلحة حرباً ضروسا ، لحظةٌ بلحظة ، و دعوةٌ فدعوة و تكبيرةٌ و دمعة… تُبهجنا الانتصارات وتُؤلمنا الانحسارات… تارة نُكبّر و تارة نبكي على وطن ينزف .
ماذا فعلت بنا الحرب و ماذا فعلت فينا،،، تُرى هل وعينا الدرس ؟!
هذه الحرب أظهرت أجمل ما فينا كشعب اصيل فتقاسمنا اللقمة و الغرفة و (الهدمة) تشاركنا الحزن و الاحساس و السلوى .
رسم أهل الولايات لوحة جميلة باستقبالهم لأهل الخرطوم المكلومين كما الأنصار يوم استقبال المهاجرين وتقاسمو الحياة معا .
ضربوا أروع الأمثال في الإيثار وسعة الصدر و اكرام الضيف (ثقيل الظل) ثم تكرر ذات المشهد بعد اجتياح قرى الجزيرة و ود مدني ، فما أعظم شعبنا وما انبله
ستنتهي الحرب مخلفة ورائها كل ركام لا يشبه السودان في أخلاقه و دينه .
ستنتهي الحرب فهذا وعد الله أن ينصر من ينصره .
ستنتهي الحرب و سيلتف بنو السودان حول ترابه حبا و ودا و رفعة مخلفين ورائهم كل متآمر و خائن و بائع لوطنه و نفسه .
ستنتهي الحرب و سيعود سودان الصمود بثوب قشيب لا يعرف للذل و الانكسار سبيلا .
ستنتهي الحرب و سيعود سوداننا عاليا خفاقا و سيبنيه بنوه بسواعدهم الفتية .
رأينا كل الولايات يتداعى بنوها استبسالا بالنفس و المال نفرة لحمايتها فهل سيبخلون بذات الجود للبناء و الاعمار ؟
ستنتهي الحرب التي دامت تسعة أشهر و نصف و سيتمخض هذا الحمل عن انسان جديد ، أكثر وعيا و دراية و أكثر حبا لتراب وطنه و أكثر صونا له و حماية .
انسان السودان ليس كمثله قبل الحرب فقد صقلته المعارك و الخطوب فاشتد عوده و قوي ساعده و زاد يقينه بالله خالقه و ناصره و معينه .
و أدرك انه لا سبيل للرفعة و السؤدد و السمو الا بترك الفرقة و التشرزم و الخلاف
أدرك مؤخرا بعد أن دفع الثمن غاليا ان كل أجزاءه لنا وطن إذ نباهي به و نفتتن .
ستنتهي الحرب و سنستعيد كرامتنا و عزتنا و قوتنا لنعلنها بأعلى صوت و بكل الفخر ( سوداني أنا )
حتما ستنتهي الحرب بعد أن اكتشفنا أننا هائمون بحب هذا البلد و ترابه …أرضه و سماؤه و نيله وسنظل نعشقه ❤️