منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

م. آدم محمد آدم عثمان يكتب : *الفوضويون 1*

0

مر الحقيقة _09_

لم يمر على الشعب السوداني في تاريخه الطويل، عهد أكد فيه حبه و ثقته و تمسكه بجيشه العظيم مثلما نحن فيه الآن مما ألم بنا من مصاب جلل و طامة كبرى لا نستطيع إلا أن نسميها بإسمها الحقيقي ألا إنها الحرب الوطنية الشاملة التي مست أثآرها كل فرد من أفراد المجتمع السوداني طفلا أو شابا أو شيخا ذكرا كان أو أنثى و طال دمارها كل بيت سوداني سواءا كان في فريق أو حلة أو قرية أو بادية أو مدينة صغيرة كانت أم كبيرة و ما لحق بعاصمتنا المثلثة الحبيبة من تخريب و تدمير ممنهج و في أثنائها تأثرت أرزاق العباد و البهائم كما جدبت أراضي السودان و أكفهرت سماواته.

في مثل هذه الظروف الإستثنائية من تواريخ الشعوب يمثل الجندي أعظم درجات الإنسانية و التضحية و الرمزية، بما يقدمه فداءا” لدينه و تراب وطنه و حماية شعبه و ذودا” عن عروض نساء و بنات وطنه و ممتلكاته و ثرواته و في سبيل ذلك يقدم الجندي نفسه مهرا” رخيصا” و يتحمل ألآم الجراح و طعنات السنان و إمتحان و ذل الأسر و التعذيب النفسي و فراق ذوي أرحامه، أما” و أبا” و زوجة” و أولاد و بنات و إخوان و أخوات و أعمام و عمات و خيلان و خالات و كثير من ملذات الحياة.

أليس كل ذلك أبسط ما يقابله به الشعب و أفراده إلا الإحترام و التقدير، بل الإعتزاز و المحبة و الفخر؟ بلى

و لنا في شعوب الأرض و تواريخها و سمعة جيوشها و تضحياتها إسوة و عبرة كبيرتين بدءا” بجيوش الصحابة رضوان الله عليهم جميعا و مرورا” و ليس حصرا” بجيوش اليابان و روسيا في الحرب العالمية الثانية و جيش تحرير فيتنام في حربه ضد الطغاة الأمريكان المحتلين و جيش الجزائر الحرة ضد الإستعمار الفرنسي و جيش المجاهدين الإسلاميين الأفغان، الذي دحر الإستعمارين الروسي و الأمريكي و ختاما” معبقا” بالمسك كتائب الشهيد عز الدين القسام جيش الحركة الإسلامية الفلسطينية حماس في غزة فلسطين الحرة بإذن الله، الذي يمرغ الآن الآن أنوف الطغاة المحتلين و المعتدين اليهود و معاونيهم من العربان بالتراب.

الجندي السوداني هو بالتأكيد فرد من أفراد الشعب، يتأثر بما يتأثر به بقية الناس و يتخلق بما يتخلق به الناس و يعاني مما يعاني منه الناس.

من منا لم يتذكر حال البؤس و الهوان الذي كان يعيشه أفراد قوات الشعب المسلحة إبان حكومة الديمقراطية الأخيرة 1986 – 1989م، حينما كانت مدننا و بوادينا تتساقط واحدة تلو الأخرى كحبات عقد انفرط رابطه و يقف جيشنا عاجزا حتى عن إزالة مسغبة أفراده أو كسوتهم فكانوا يعانون جميع المرارات الجوع و العرى و الحفاء و شح السلاح.

لو كان هذا هو حال جيشنا صبيحة 15 أبريل 2023م لكنا في خبر كان و لأزيلت دولتنا من على وجه البسيطة في خلال 72 ساعة فقط.

كانت الإنقاذ، -إختلفنا معها أو إتفقنا- خير حكومة إعتنت بجيشها و عساكرها سواءا كانوا ضباطا” أو افرادا”. فكانوا أولوية في الدولة في كل النواحي رعاية” و معاشا” و تسليحا” و تأهيلا” و حماية”، حتى نال جيشنا تصنيف أفضل جيوش المنطقة.

لا نريد أن ندخل في تفاصيل ذلك فجنودنا أدرى به من غيرهم.

ذلك الأمر لم يكن حصرا” على القوات المسلحة أي الجيش فقط، بل جميع الأجهزة النظامية من شرطة و جهاز أمن و غيرها من الأجهزة المتخصصة.

و جميع هذه الأجهزة يطلق عليها مصطلح الأجهزة النظامية و على فردها إسم النظامي و ليت شعري بما تحمل هذه التسمية من معاني كبيرة و عظيمة.

الي البقية في الجزء الثاني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.